... وكأنها أجواء الميلاد في كانون، بثلوجها وصقيعها، حلت أيام عيد الفصح لدى الطوائف الغربية، فأقفلت بعض الطرق الجبلية بالثلوج وأغرقت بعض السواحل بسيولها، والملفت أن موجة الصقيع ستستمر حتى صباح يوم العيد.
وبين ثلج نيسان وفصح المؤمنين، ظل الجو السياسي في البلد معلقا على خشبة الموازنة العامة، أو موازنة التقشف التي طالما سبقها تلميحات بالمس برواتب الموظفين والعسكريين، استدعت توضحيات وتطمينات من عدة مراجع. لكن العبرة تبقى بالأرقام التي سيحملها مشروع الموازنة، والمنتظر أن تناقشه الحكومة تمهيدا لإحالته إلى مجلس النواب.
في الخارج لم تنسحب أجواء الفصح على العلاقة الأميركية- الروسية التي عادت إلى التوتر، مع صدور تقرير المحقق مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، وتلويح بومبيو باتخاذ إجراءات قاسية ضد ما سماه الأنشطة المؤذية لموسكو، قد تكون منطقة الشرق الأوسط إحدى ساحاتها.
ترافق ذلك مع إبداء الموفد الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، قلقه من دخول أطراف دولية في الحرب الليبية بشكل مباشر واتساع رقعة هذه الحرب.
بالعودة إلى لبنان، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حضر رتبة سجدة الصليب في جامعة الروح القدس، والأب الهاشم أشار إلى أن المسيح يفهمنا وأن موقف كل مؤمن منا ضروري، لننهض جميعنا بعضنا مع بعض، داعيا إلى تحمل هذه المسؤولية الجسيمة لينهض لبنان. وتوجه إلى الرئيس عون بالقول: نرافقكم بصلاتنا من أجل ان تنجح مسيرة الخير في عهدكم، وأن يشعر كل لبناني بفرح الحياة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
بين نيسان وأيار شتاء ثان. ثلوج أقفلت طرقات جبلية يرافقها تساقط حبات البرد والأمطار الغزيرة، ونسمات الربيع حملت صقيعا يوحي بعودة فصل الشتاء، هذا لأنه "بهالبلد كل شي بيصير".
الأحوال الجوية المتقلبة، يقابلها أحوال مالية يتم السعي لتقويم إعوجاجها عبر موازنة أعلن وزير المال علي حسن خليل إتمام جميع واجباته وإنجازها بشكل كامل مع كل التعديلات والأرقام.
ذاب ثلج الروايات المفبركة والإتهامات الباطلة حول مضمون مشروع الموازنة وتخفيضاتها، وبان مرج الحقيقة: لا مس بحقوق ذوي الدخل المحدود ولا بسلسلة الرتب والرواتب، ولا حتى بحقوق العسكريين ومعنوياتهم وفق مقتضى القانون، بل سد مكامن الهدر والمحسوبيات، وما أكثرها.
أثبت الوزير علي حسن خليل أن التدبير رقم واحد بالنسبة للرئيس نبيه بري وحركة "أمل"، هو حقوق الناس عدا ونقدا فقط لا غير، وكل ما عدا ذلك لا محل له من الأعراب.
بعد العطلة ترقب لإجتماع مالي موسع سيعقد يوم الثلاثاء للمتابعة، مع إعلان رئيس الجمهورية ميشال عون إصراره على طرح الموازنة في مجلس الوزراء قريبا، مع تفضيله أن تكون على جدول أعمال جلسة الخميس المقبل، أيا كانت الظروف التي تتحكم بحركة المشاورات الجارية، وفق ما نقل زوار بعبدا اليوم.
في عين التينة، وضع السفير السوري علي عبد الكريم علي الرئيس بري، في صورة النجاحات التي تحققها دمشق من جهة، ومن جهة ثانية محاولات من راهن على إضعاف سوريا عبر الإرهاب، الإستثمار على الحصار الإقتصادي للتعويض عن هزائمه بما يدعم تمرير المخططات الإسرائيلية الساقطة بفعل تمسك الشعب السوري، وتحديدا في الجولان المحتل، بأرضه وثوابته وإنتصاراته.
وعلى نية خلاص لبنان من أزماته والتمسك بوحدته الوطنية، رفعت الصلوات في قداديس الجمعة العظيمة التي عمت المناطق اللبنانية.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"
... وفي الجمعة العظيمة، رتب دفن السيد المسيح والزياحات عمت بيروت والمناطق، فغيبت بفعل العطلة الحراك السياسي الداخلي، مع استمرار التصريحات والمواقف التي أكدت أن اللبنانيين لا يزالون ينتظرون الانقاذ الاقتصادي لبلدهم، للخروج من درب الجلجلة التي لوح بها كبار المسؤولين، في حال لم يتم الالتزام بالاصلاحات المطلوبة في سياق موازنة العام 2019.
وفيما ينتظر أن يعود البحث في بنود الموازنة بدءا من الثلاثاء، مع انتهاء عطلة عيد الفصح، تمهيدا لدرسها في مجلس الوزراء وإحالتها على المجلس النيابي، فإن الكلام تصاعد عن الدور الأساس الذي يمكن أن تقوم به المصارف اللبنانية للمساهمة بانقاذ البلاد في مسار خفض العجز، بالتوازي مع اجراءات تقشفية ستقرها الحكومة.
اقليميا، رسالة دعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، خلال اتصال هاتفي، والأمم المتحدة تحذر من التدخل العسكري الخارجي المباشر.
أما في السودان فسجل تصعيد اليوم، بعد إعلان تجمع المهنيين السودانيين عن إنشاء مجلس انتقالي مدني، ما سيؤدي إلى الاصطدام بقرارات المجلس العسكري الإنتقالي الداعي لفترة انتقالية تمتد لسنتين.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
لكي لا يطول زمن آلام اللبنانيين، وفي أسبوع الآلام عند المسيحيين، يكثر الدعاء وينحصر الخلاص بقرار وضع الحد لأحفاد يهوذا الاسخريوطي الذين باعوا الوطن ولا زالوا بدراهم معدودات بدافع الجشع حينا والتبعية أحيانا.
ولكي تقوم قيامة الوطن، وقبل أن يصلب فقراؤه وموظفوه على قرارات خشبية، تتوالى التحذيرات من الواقع المأزوم وبعض مقترحات الحلول الانفعالية، التي تريد حماية تجار الهيكل من دفع ولو جزء مما كسبوه.
فمن غير المسموح المس بجيوب الموظفين والفقراء من أجل الإصلاح وخفض العجز، بينما يتم ترك السرقة والهدر والفساد الذي تم خلال عقود، كما قال رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، فهذا لن يحدث، أكد النائب رعد، وقد يخرب البلاد إذا فكر أحد بتحميل العبء لذوي الدخل المحدود.
أما الحلول الأخرى فغير محدودة، يجمع القيمون كما المراقبون للواقع المالي والاقتصادي، فمم الخوف؟، ولماذا لم تخط الحكومة أي خطوة باتجاه مكامن الوفر لخزينة الدولة؟، وللمرة الألف، ماذا عن الدين العام وخدمته القابلة لاعادة الجدولة إن وجدت الارادة السياسية؟، ماذا عن الأملاك البحرية، والاتصالات، والتعهدات غير السوية؟. واذا كان لا بد من الكلام عن القطاع العام، فماذا عن التقديمات والصرفيات الخيالية، قبل رواتب الموظفين والعسكريين؟، وماذا عمن تخطوا حدود العبقرية حتى باتوا حاجة وطنية حسب الجداول الوظيفية، فيسجلون في أكثر من مكان، ويتقاضون أكثر من راتب مصحوب بجزيل التقديمات، وهم كثر في الادارات، كما تعرف مختلف الوزارات المعنية؟.
وكحال اللبنانيين، طقسهم، الذي يقسو بالصقيع مع عمق الربيع، لكنه جزيل الخير الوفير من أمطار وثلوج أعادت عقارب الوقت إلى روح الشتاء، مع استشراف وفر مائي غير مسبوق لسنوات عدة، على أمل أن يستفاد من منسوب المياه، ولا يكون مسارها الطرقات العائمة وصولا إلى البحر.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
في ظلمة ذاك التاريخ، وقساوة مشهد المصلوب، أحرق البكاء عيون البعض، وأعمى نظرهم. وعلى خلاف المؤمنين بيسوع، لم يكن هذا البعض على يقين بأن غد القيامة آت، لأن الحجر سيدحرج، والمخلص سيقوم، ليبدأ العهد الجديد.
اليوم، ولاسيما على المستوى الاقتصادي، لا يفيد الترداد أن لبنان مصلوب، ولا ينفع البكاء على ما اقترفه عاملون في الشأن العام على شاكلة بيلاطس وهيرودس وقيافا ويهوذا وسواهم. ففي النهاية، لا بد أن تهدأ النفوس ويقتنع الجميع بأن الخلاص الوحيد مدخله اعتماد سياسات قد تكون موجعة للبعض بعد عصر نفقات البذخ والترف، لكنها ستحمل القيامة الأكيدة بعد تكريس معايير الانصاف.
في كل الأحوال، ليست المرة الأولى التي يصلب فيها لبنان. فالوطن الصغير غرزت في يديه ورجليه مرارا مسامير الحروب الأهلية، وجلد بحروب الآخرين، ليتوج أخيرا بإكليل أعباء النزوح السوري.
في الجمعة العظيمة لا يبدو الجواب على سلة الأسئلة التي يطرحها الناس وشيكا. فاليوم خصص لسجدة الصليب وجناز المسيح، أما في اليوم الثالث فقداس في بكركي سيحضره رئيس الجمهورية، المصر على طرح مشروع الموازنة على بساط البحث في أسرع وقت ممكن، ليشكل حدا فاصلا بين الشائعات والحقائق.
وفي هذا الإطار، لفت أنظار المراقبين اليوم، وغداة الحلقة التلفزيونية لوزير المال علي حسن خليل، كلام عن اقتراحات وخفافيش ليل وأشباح ومزايدين وطارئين يريدون التعطيل والتخريب، من دون أن يفهموا ما هي الاقتراحات التي يجري العمل لتعطيلها، ولمن قدمت ومع من تم بحثها؟. هذا مع العلم أن ما صدر عن وزير المال هو مجرد أفكار خاضعة للنقاش، وليس مقترحات عملية ولا خطة محددة.
وفي الموازاة، تشير معلومات الـ OTV على سبيل المثال، إلى عدم حصول أي تواصل مع وزارة الدفاع الوطني حتى الآن حول ما يرتبط بها في الموازنة العامة، الأمر الذي لا يمكن البحث به ثنائيا تمهيدا لفرضه. وطالما لم يناقش مع وزارة الدفاع فالجيش غير معني.
وفي الإطار عينه، لم ينف وزير الدفاع الياس بو صعب في اتصال مع الـ OTV التوجه العام باعتماد التقشف، مشددا على أن الوزارة معنية بموازنة جدية، نظرا إلى إدراكها للوضع الاقتصادي الصعب الذي يتطلب قرارات جريئة. ووصل الأمر ببو صعب حد الإشارة إلى أن الموازنة التي سترفعها وزارة الدفاع، بعد مناقشتها مع قيادة الجيش، قد تفاجئ كثيرين، لكن ما ستتضمنه من خطوات لن يكون مفروضا، بل يتخذ القرار في شأنه في الوزارة، وبعد النقاش مع قيادة الجيش. علما أن وزير الدفاع كان غرد بالقول: "كل ما يتم تداوله عن اتفاق مع الجيش بشأن أي تخفيضات تطال رواتب العسكريين أو حول إلغاء التدبير رقم 3 هو كلام عار عن الصحة، وأي موازنة لا تناقش مع وزير الدفاع لا يكون الجيش معنيا بها".
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
اليوم علق على خشبة الذي علق الأرض على المياه. وفي يوم الصلب لدى الطوائف التي تتبع التقويم الغربي، غمرت المياه الأرض، كأن الطبيعة شاركت الدموع مع أم يسوع مريم العذراء، ومع المريمات الأخريات ومع شعب المسيح وكنيسته.
تدفق الطبيعة، واكبه جمود سياسي نتيجة العطلة ونتيجة سفر بعض المسؤولين إلى الخارج، لكن الهدوء لم يكن تاما، فما ورد في جريدة "الأخبار" صباح اليوم عن محضر إجتماع نائب رئيس الوزراء غسان حاصباني، ووزير الإقتصاد منصور بطيش في واشنطن، مع مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤوت تمويل الإرهاب والجرائم المالية، أثار أكثر من تساؤل، فالمنشور مبني على محضرين كتبهما السفير اللبناني في واشنطن غابي عيسى وأرسلهما إلى وزارة الخارجية في لبنان، فكيف تسرب المحضران؟، ومن سربهما ولأي غاية؟، والأهم هل سيفتح تحقيق في الموضوع؟، أم أن ما حصل يشكل أمرا عاديا في دولة الشفافية والمحاسبة؟.
ماليا، ال"أم تي في" تنفرد بكشف البنود الإصلاحية السرية في الموازنة الجديدة التي لم تعرف حتى الآن، وهي بنود ستثير بلا شك الكثير من الجدال والأخذ والرد بين أركان السلطة.
بيئيا، كل يوم تتكشف فضيحة جديدة، آخر فضيحة تكشفها ال"أم تي في" تتعلق بمكب قب الياس، الذي يستحق أن يدخل كتاب غينيس للأرقام القياسية، كأطول مزبلة في لبنان والعالم. وكالعادة، وكأن الفضيحة الأولى لهذا المكب، مجرى نهر الليطاني، فهل من يتحرك لوقف الآثار السلبية للجريمة الموصوفة المتمادية؟، وهل من يحاسب المجرم أو المجرمين، ومن يغطيهم ويؤمن الحماية لهم؟، أم أن هذه الفضيحة كمعظم الفضائح البيئية الأخرى لن يحاسب مرتكبوها، لأنهم محميون ومحظيون ومدعومون؟.
على أي حال، ما فضحته كاميرا ال"ام تي في" يثبت مرة جديدة أن لبنان في الجمعة الحزينة سنة 2019، لا يزال معلقا على صليب الإهمال والمحسوبيات والفساد، فهل بعد الجلجلة اللبنانية قيامة؟.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
في يوم الجمعة العظيمة، لم يتغير الشيء الكثير على اللبنانيين، ففي كل يوم تقريبا: جلدة وجلجلة. ينام اللبنانيون على هاجس الوضع المالي، ويستفيقون على المخاوف الإقتصادية. وفي يوم آخر يعيشون في وهم الإجراءات الإنقاذية ليكتشفوا في اليوم التالي أنها "أوهام" وتكاد أن تكون "بيع حكي".
نحن في التاسع عشر من نيسان، بتأخير أربعة أشهر إلا عشرة أيام عن الموعد النهائي لأصدار موازنة العام 2019. ومع ذلك، لم يبق سياسي أو خبير أو حتى مواطن عادي إلا وأدلى بدلوه في الموازنة، وكيف يجب أن تكون أرقامها، وكيف يجب توفير إيراداتها، وكيف يجب خفض أعبائها. الجميع تحدثوا في الموازنة إلا "خباز الموازنة"، بدليل أنها لم تصل بعد إلى جدول أعمال مجلس الوزراء العتيد، وكل ما سرب أن اجتماعا سيعقد الثلاثاء المقبل برئاسة الرئيس الحريري، هو الثاني، لمتابعة مناقشة الإجراءات لخفض الأرقام، قبل أن توضع اللمسات الأخيرة على الموازنة ووضعها على جدول الأعمال.
في غضون ذلك، يتواصل السجال في موضوع الخفض، وقد دخل على خطه رئيس "الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي أشاد باقتراحات وزير المال للوصول إلى موازنة تقشف، مهاجما من وصفهم المزايدين والطارئين على الوظيفة العسكرية وعلى العمل السياسي ويريدون التعطيل والتخريب وصولا لسقوط الهيكل على رؤوس الجميع.
قبل كل هذه التفاصيل، نتوقف عند جلجلة من نوع آخر. سمير كساب يبدو أن الفصل الأخير في كتاب مأساته قد كتب من دون أن يتمكن من تصوير المشهد الأخير في هذه المأساة.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
بانقلاب الربيع إلى شتاء عاصف، وتراكم الثلوج على المرتفعات في النصف الثاني من نيسان، لم يكن مستغربا أن يتحول وزير في السلطة إلى معارض، كأن يقدم وزير المال على إعادة لهيكلته الذاتية، واضعا هندسة مالية لظهور الثائرين على قرارات حملت توقيعه.
علي حسن خليليان، نسبة إلى معارضة بولا حاليا، وعلي واكيم تقديرا لنجاح سابق. لكنه في الزمنين هو وزير المال الحالي الذي مضى على وجوده نائبا أكثر من عشرين عاما، ووزيرا أكثر من خمس سنوات في خزانة الدولة، فالغضب الساطع بالأمس هو شريك فيه، موقع عليه، ضالع في تفاصيل أرقامه، ولن يمكنه هذا الواقع بأن يظهر بدور "المفاجأ" الذي صعقته "أدوار برد" إصلاحية، فعلي حسن خليل ابن هذه التركيبة ومن صناع هندستها، وإذا كانت هناك من "زوايد مالية" قد مرت على مرأى منه وبإمضائه، فلماذا خبأها في صدره وتركها تعتمل حتى الظهور المتلفز؟، أما إذا كان الامر خارجا عن إرادته فوجب عليه إعلان العجز في موازنته السياسية قبل الوصول إلى العجز المالي.
لقد أطرق وزير المال على كتف اللبنانيين، وكاد أن يذرف دموع السنيورة لكنه استدرك أن الثورة إنما أقامها على ادائه بوصفه شاهدا من هذا العصر. ومواقف خليل استدرجت ردودا واصطفافات، فأعلن وزير الدفاع الياس أبو صعب أن أي موازنة لا تناقش مع وزير الدفاع لا يكون الجيش معنيا بها. فيما رأى زعيم "الحزب التقدمي" وليد جنبلاط أن خفافيش الليل وبعض الأشباح الطارئين على الوظيفة العسكرية وعلى العمل السياسي يريدون التعطيل والتخريب وصولا إلى سقوط الهيكل.
والهيكل هده النائب اللواء جميل السيد من ذوي المعاشين، فسدد في مرمى حسن خليل تغريدة قاسية عدا ونقدا، كاشفا عن سماسرة لوزارة المال يأتونهم باسم الكبار عارضين خفض ضرائبهم إلى الثلث أحيانا، في مقابل تقاسم الفرق وتسديد حصتهم بسبائك ذهبية وليس نقدا، لأن النقدي ينكشف.
وبانكشاف من واشنطن إلى قصر بسترس عبر جريدة "الأخبار"، تصفح اللبنانيون أسرع "ليكسات" مدونة بخط السفير اللبناني غابي عيسى عن اجتماعات وزراء لبنانيين بمساعد وزير الخزانة الأميركية. لكن المفارقة في هذه التسريبات أن نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني، لم يضبط بجرم التحريض أو التأليب على "حزب الله"، إنما كان يشخص الدواء للداء بعدما وصفت واشنطن "حزب الله" بالسرطان. وأبعد من التأليب يأتي التسريب، وقد طالب حاصباني بالتحقيق في هذه السابقة الخطرة، والتي حمل مسؤوليتها لوزارة الخارجية اللبنانية.
جمعة الآلام ديبلوماسيا وماليا، تسابقها جمعة العرب العسكرية. مصر التي ستجدد شبابها في استفتاء يؤبد الرئيس. الجزائر الحائرة بخلافة بوتفليقة. السودان الصاعد إلى حكم مدني في تحد لانقلاب العسكر. وليبيا الواقفة بين حكومة ائتلاف والخليفة حفتر.
وفي الوقت الذي يرتفع فيه صوت أميركا وبعض الغرب من تدخل إيران في شؤون لبنان واليمن وسوريا والبحرين والعراق، يبادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إجراء اتصال بالقائد الليبي المشير خليفة حفتر، ويعلن الاقرار بالدور الجوهري للمشير في مكافحة الإرهاب وضمان موارد ليبيا النفطية، ويتناول الطرفان رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر، فهناك حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج والمعترف بها من الأمم المتحدة. ومع ذلك يبادر ترامب إلى الاتصال بزعيم آخر يبحث عن شرعية مفقودة.