وخلال فعاليّات العيد السنوي الرابع والثلاثين لجمعية كشافة الإمام المهدي عجل الله فرجه، أعرب نصر الله عن أسفه لأنّ الإرهاب المتنقّل الذي يمنع البسمة عن وجوه أصحاب الأعياد سواء ما حصل في سيرلانكا أو في اليمن من مجازر وما يجري كلّ يوم في فلسطين المحتلّة. مشدّداً على أنّه أيّاً تكن المنغصات يجب أن تبقى أعيادنا أعياداً.
وشدّد نصر الله على أنّ المعركة التي تُخاض اليوم هي معركة أمل وثقة أو يأس وإستسلام، مؤكّداً أنّه عندما يصل الشعب الفلسطيني إلى اليأس فإنّ صفقة القرن ستتحقق لكن طالما أنّه يتحلّى بالأمل والثقة والإيمان لا يُمكن لكلّ طواغيت العالم أن يفرضوا أيّ شيء على شعب مقاومٍ يتمسّك بالأمل.
وفي الشأن الداخلي، رأى نصر الله وجود إجماع على أنّ هناك وضع صعب ومأزوم نتيجة أزمة ماليّة صعبة وحاّدة فيما يتعلّق بالدولة وإنعكاساتها على الناس، لافتاً إلى وجود إجماع أيضاً على ضرورة إيجاد حلّ لا يكون بالإستدانة المتكرّرة.
ونبّه إلى أنّ المشكلة هي في وجه الجميع وحلّها يحتاج إلى التعاون، مؤكّداً أنّ الحلّ ليس سهلاً بل يحتاج إلى الصبر وقرارات شجاعة وتقشّف ما في أماكن معينة. وأن نتحلّى بالمسؤوليّة الوطنيّة خلال النقاش بعيداً عن المصالح الشخصيّة والحزبيّة والمناطقيّة.
ولفت نصر الله إلى أن الحكمة تقتضي أنّه عندما تقدّم الإقتراحات لا يجوز أن تُرفض أو تُقبل بسرعة، بل إنّه يستدعي دراسة الأمور بدقّة. وأضاف: بالنسبة لنا في حزب الله سنتحمل المسؤوليّة إلى جانب القوى السياسيّة المختلفة وسنكون شركاء وجزءاً من الدولة والقوى السياسيّة، غير أنّه لفت إلى أنّه ينظر إلى مناسبة وضع الموازنة على أنّه بداية الإصلاح المالي الحقيقي وإعتبر أن ما يجري من نقاشات هو فرصة ذهبيّة للحد من الفساد المالي والإداري في الدولة، على إعتبار أنّ هذا الواقع يؤكّد أن لا خيارات اليوم سوى وقف الفساد المالي والإداري.
وشدّد نصر الله على أنّه بالنسبة إلينا نحن منفتحون على كلّ نقاش مع ثوابتنا القديمة في إطار إلتزاماتنا العقائدية والأخلاقيّة والتي تتمثّل بعدم المسّ بالطبقة الفقيرة وبذوي الدخل المحدود وعدم فرض ضرائب جديدة، داعياً كلّ القوى السياسيّة إلى النقاش بعيداً عن المزايدات. ورأى من الجيّد أنّ الإجراءات تناقش ونحن بعيدون عن الإنتخابات النيابيّة، إذ لا يجوز أن يكون النقاش تحت ضغط الوضع الشعبي والإنتخابات النيابيّة ويجب على الجميع تحمّل المسؤوليّة.
وعلّق حول ما نُشر على لسانه في مقابلة بالقول: إنّ ما نُشر لجهة المضمون خطأ بالكامل، معتبراً أنّ التوقيت سيء. وأوضح نصر الله أنّه بالمضمون الكلام لم يحصل في أيّ جلسة من الجلسات لا في لقاءات داخليّة أو في أيّ نوع آخر أنّ هناك توقّعاً لحصول حرب في فصل الصيف، نافياً ما جاء في المقابلة جملةً وتفصيلاً.
ولفت نصرالله إلى أنّه يميل إلى إستبعاد قيام العدو الصهيوني بحرب على لبنان، نظراً لعدم جهوزيّة الجبهة الداخليّة ومثال على ذلك سقوط الصواريخ في تل أبيب أُطلقت من قطاع غزّة، وأوضح أنّ أيّ حرب إسرائيليّة مفترضة تحتاج إلى عمليّة بريّة لتحقّق هدفها، وهي غير جاهزة وقد إنتهى الزمن الذي كانت فيه "إسرائيل" تحسم الحرب من الجو، لكنّه أكّد أنّ إسرائيل عدو طمّاع طبيعته المكر والغدر وبالتالي كلّ الإحتمالات يجب أن تبقى قائمة في حساباتنا.
ولفت نصر الله إلى أنّه لجهة التوقيت فهو سيء فنحن في نيسان وعلى أبواب إصطياف، والأمر مسيء للبلد، معتبراً أنّ هذا جزء من حملة منسّقة مستهدفة ما يجعل الأمور بحاجة إلى تدقيق. وشدّد على ضرورة قراءة ما يُنشر خصوصاً في الصحف الخليجيّة بسوء ظن.
وردّ نصر الله على كلام وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو حول عدم تمديد الإعفاءات عن العقوبات على إيران، مشيراُ إلى أنّنا أمام مشهد جديد من مشاهد العلو والإستعلاء والطغيان والإستكبار والعدوان الأميركي على دولة مهمّة وعلى العالم بأسره، والقرار يضرب بعرض الحائط كلّ المؤسسات والقرارات والمواثيق الدوليّة ومصالح حلفاء كبار وكل شيء اسمه الأمم المتحدة، ونبّه إلى أنّ ترامب يريد معاقبة إيران وفنزويلا وسوريا وما فشلوا عن تحقيقه عسكريّاً يتجهون لمحاولة تحقيقه بالتجويع والعقوبات، معتبراً أنّه في ظلّ هذه الإدارة الأميركيّة نحن أمام شريعة غاب.
وشدّد على أنّ ترامب يمارس الإرهاب ويقتل الآلاف ويفرض منح القدس والجولان إلى إسرائيل، ونبّه إلى أنّ العالم الذي يسكت عن عدوان ترامب على ايران يفتح الباب امام الاستباحة الاستكبارية الاميركية ما يؤكّد ضرورة رفض هذه السياسات الإستعلائيّة الأميركيّة.
وحول موقف السعوديّة والإمارات في الموضوع النفطي، سأل نصر الله أليس هو موقف معيب؟ مشيراً إلى أنّ بومبيو فضحهم بالحديث عن الإتفاق مع السعودية والإمارات على تغطية النقص في الأسواق، ولمصلحة من هذه التغطية؟ ورأى أنّه يجب في العالمين العربي والإسلامي الإضاءة على حقيقة سياسة كلّ من السعوديّة والإمارات وإلى أين يريدون أخذ المنطقة والعالم. فهما تقومان بالعدوان والتدخّل في اليمن والبحرين والسودان وليبيا، وشدّد نصر الله على أنّ طابخ السمّ آكله، وأضاف: بنفس القيم والأفكار التي جئتم لتقتلوا فيها المسلمين والمسيحيين نفس هؤلاء تجعلوهم ينقلبون عليكم، مؤكّداً أنّ الرهان هو على عزم الشعوب ووعيها وعزيمتها وصبرها.