وعن تداعيات ذلك على الدولة اللبنانية، قال جنبلاط في حديث لقناة "روسيا اليوم": "الدولة اللبنانية لها مشاكل مختلفة، والمشكلة الأساسية للدولة اللبنانية هي في كيفية الدخول الجدي في سياسة التقشف، لأنّنا إذا لم نتخد إجراءات جدية في تخفيض العجز فالأمور ذاهبة إلى مخاطر كبيرة"، مشيراً إلى أنّ "المطلوب خفض الإنفاق الذي لا معنى له"، سائلاً: "لماذا كل هذه السفارات في العالم؟ لماذا هناك رواتب خيالية لبعض العسكريين؟ هناك تفاوت حول موضوع الأجور بين الإدارات، وهناك أمور كثيرة إلى جانب محاربة الفساد إذا ما استطعنا أن نحاربه".
وأضاف: "الولايات المتحدة تقدم مساعدات عسكرية كبيرة للجيش اللبناني ومالية للنازحين السوريين في لبنان، هم وغالبية دول أوروبا"، مشيراً إلى أنّ "هناك سياسة أميركية جديدة بعد إنهاء الإتفاق النووي في معاقبة الجمهورية الإسلامية والأحزاب التي تنتمي إليه أو تصب في خانة تلك الجمهورية ومنها حزب الله".
وتابع: "لم يعد هناك ما يسمى مجتمع دولي ولا مجلس أمن في ظل هذه الفوضى، ونرى هذا الأمر في فلسطين، وإعتبار الجولان جزءاً من إسرائيل وفي السنة الماضي الإعتراف بالقدس الشرقية أيضاً كجزء من إسرائيل"، لافتاً إلى أنّ "الدول الكبرى تتفق حول أمن إسرائيل والدليل صفقة الجندي الإسرائيلي الدي سلمته الدول السورية إلى روسيا، وروسيا سلمته بدورها إلى إسرائيل. جميعهم مع سلامة إسرائيل، لأن العالم العربي غير موجود".
وإعتبر جنبلاط أن "حاكم سوريا بشار الأسد صديق روسيا هو أكبر كذاب في العالم"، كاشفاً عن أنه "يملك معلومات من ديبلوماسي روسي أن الأسد أرسل رسالة لنتنياهو سنة 2012، قال فيها: في حال تقسمت سوريا، فإن الدويلة العلوية لن تكون خطراً على إسرائيل"، فكان الجواب الإسرائيلي: نريد رفاة الجاسوس كوهين".
وأكد أن "ما من أحد يستطيع أن يرحل النازحين قسراً"، مشيراً إلى أن "النظام السوري لم يهجر النازحين ليعيدهم، ويقال أن في سوريا تغييرات ديموغرافية على حساب النازحين"، سائلا: "لماذا لا يعيدون أهل منطقة القلمون من النازحين إليها بعد أن سيطر عليها النظام وحزب الله؟".
أضاف: "لا علاقة لصفقة القرن بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان كما يشيع بعض اليمين اللبناني، صفقة القرن هي فلسطين، وهنا تدخل السياسة الأميركية في محاولة ورسم فلسطين جديدة على حساب الفلسطينيين"، مؤكداً أن "مشروع الدولتين إنتهى منذ زمن بعيد".
وقال جنبلاط: "لا بد من دعم الأردن المتخم بالمشاكل الإقتصادية ومشاكل التهجير في مواجهة أي مخطط لإستبدال هويته". وأشار إلى أن "أمير الكويت سعى لمصالحة قطر مع دول الخليج ولكن يبدو الخلافات أكبر من إرادته". أضاف: "حزب الله دخل بالخصومة المباشرة مع المملكة العربية السعودية نتيجة حرب اليمن وكان بإمكاننا تفادي هذا الهجوم المباشر على آل سعود".
وأكد أن "على الدولة اللبنانية أن تحل موضوع الكهرباء، لكن بعض المصالح السياسية عطلت الحل، كما يجب توسيع مطار بيروت لكي يستوعب السياح، وعلى السوريين فتح الطريق البرية من الأردن للسواح القادمين من الخليج إلى لبنان"، مشيراً إلى أنه "لا يزال هناك خلاف بين لبنان وسوريا على ترسيم الحدود".
أما في ما يتعلق بموضوع النفط، فقال جنبلاط: "إسرائيل باشرت التنقيب عن النفط ومع التقنيات الحديثة تستطيع سرقة ثرواتنا من تحت البحر"، مضيفاً: "لا أدري إذا كان ثمة إمكانية قانونية للاستفادة من إتفاق الهدنة اللبنانية - الإسرائيلية لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل". وتابع أنّه "ليس هناك سلام مع إسرائيل، فالسلام مع احتلال الأراضي العربية مستحيل".
وقال: "بصرف النظر عن موقفي من الجمهورية الإسلامية وحزب الله، ففي النهاية هناك أرض عربية محتلة هي فلسطين، وينبغي يوماً ما إعطاء الحق الأدنى من الحقوق في حل الدولتين لهذا الشعب المنكوب، هذا موقفي التاريخي وموقف كمال جنبلاط".
وإعتبر جنبلاط أنّ "مزارع شبعا ليست لبنانية"، قائلا: "بعد تحرير الجنوب عام 2000، تم تغيير الخرائط في الجنوب من قبل ضباط سوريين بالإشتراك مع ضباط لبنانيين، فاحتلينا مزارع شبعا، ووادي العسل (نظرياً)"، معتبراً أنه "أول تغيير جغرافي على الورق، كي تبقى الذرائع السورية وغير السورية بأن مزارع شبعا لبنانية ويجب تحريرها بأي شكل من الوسائل".
وأشار جنبلاط إلى أن "النظام السوري حاقد تاريخياً ضد الساسة اللبنانيين الذين عارضوه". وختم متحدثاً عن التراث قائلاً: "هناك سياسة ممنهجة من بلدية بيروت ومحافظ المدينة لتدمير تراث بيروت، هناك من يتابهى عن غباء ويريد أن يجعل بيروت مثل دبي".