خبر

مقدمات نشرات الأخبار المسائية

 مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

الموازنة تنجز الأسبوع المقبل في مجلس الوزراء، وبعد ذلك بأيام في المجلس النيابي، ثم الإنصراف إلى مشاريع "سيدر". أما الإضرابات فهي إلى أفول، وإن كان مطلع الأسبوع سيشهد إضرابا لموظفي مصرف لبنان، وكذلك الضمان الإجتماعي. وقد حذر وزير المال علي حسن خليل من الذين يحاولون اللعب على أوتار "المالية" والمصرف، مؤكدا ان العلاقة ممتازة.


ومن مطار رفيق الحريري الدولي، أوضح وزير النقل أن التوسعة تتم في حزيران، وأن الصيف سيشهد إقبالا كثيفة من السياح.

وزير الإعلام جمال الجراح، وفي حديث ل"تلفزيون لبنان"، شدد على ضبط الإنفاق في الموازنة التي تقر في ظروف صعبة في لبنان والمنطقة، مؤكدا على سياسية التقشف. أما وفد جمعية المصارف، وفي زيارة للرئيس عون، فأكد أنه لا يمكن فرض ضرائب إضافية في وقت الأزمات.

وفي المنطقة، برز قول وزير الخارجية الإيراني أن النزاع إن حصل سيطال جميع المناطق.

وفي غزة، نتنياهو يقود العدوان، والمقاومة تطلق عشرات الصواريخ، ردا على اغتيال مسؤول لحركة الجهاد في القطاع.

وفي السعودية، تعذر رؤية هلال شهر رمضان هذا المساء، ما يعني أن الأحد هو المتمم لشهر شعبان، والاثنين أول أيام رمضان.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

مرة جديدة اشتعلت جبهة غزة، بعد تنصل سلطات الإحتلال من التزامات التهدئة التي تم التوصل إليها أخيرا. العدو استهدف القطاع في الساعات الأخيرة بقصف جوي ومدفعي حصد شهداء وجرحى ودمارا. وعلى قاعدة "إن عدتم عدنا"، كانت المقاومة الفلسطينية بالمرصاد فأمطرت المستوطنات بعشرات القذائف الصاروخية، أحصى جيش الإحتلال نحو مئة وخمسين منها حتى الظهر.

الصواريخ الفلسطينية أنزلت المستوطنين إلى الملاجئ، واستنفرت العدو عسكريا وسياسيا في مواجهة معادلات المقاومة التي وعدت إسرائيل بمفاجآت إذا ما استمرت في عدوانها.

ولأن العدوان بالعدوان يذكر من فلسطين إلى لبنان، قال الرئيس نبيه بري اليوم خلال استقباله أبناء وعوائل شهداء مجزرة قانا، إن دم هؤلاء الشهداء هو الذي رفعنا وانتصر الدم على السيف، وهذه الدماء هي في الوقت نفسه موضع افتخارنا واعتزازنا.

على المستوى الداخلي اللبناني، إضرابات بالجملة وحراك للموظفين والعمال في قطاعات عديدة، من المصالح المستقلة والضمان إلى موظفي مصرف لبنان الذين أعلنوا الإضراب المفتوح رفضا لأي مساس بالتقديمات الممنوحة لهم.

الخطوة التصعيدية لموظفي البنك المركزي، دفعت الخبراء الإقتصاديين إلى التحذير من مفاعيلها، لأنها ستوقف وتشل كل الحركة المالية والإقتصادية في البلاد.

في المقابل، قصد رئيس جميعة المصارف جوزف طربيه قصر بعبدا، داعيا رئيس الجمهورية إلى وضع يده على موضوع إضراب موظفي البنك المركزي، لأن العمل المصرفي حساس. ورفض طربيه فرض ضرائب إضافية على المصارف، قائلا إن الهجمة على القطاع تستهدف لبنان واقتصاده.

على أي حال، يستكمل مجلس الوزراء مناقشة بنود مشروع الموازنة في جلسة خامسة تعقد الاثنين المقبل. وقد علق رئيس مجلس النواب نبيه بري على الأجواء، داعيا لمشاركة الجميع في بذل التضحيات وتحمل الأعباء من أجل الإنقاذ. وقال إن الوقت حان للتوقف عن "الغنج والدلع"، وإن مرحلة المسايرة أو المجاملة في التعاطي مع المظاهر النافرة في الدولة قد انتهت، ومضيفا أنه توجد الآن فرصة أخيرة لتحقيق الإصلاح الحقيقي ومكافحة مكامن الهدر والفساد.

أما ما يشاع عن مشروع التغيير في العلاقة القانونية بين وزارة المال ومصرف لبنان، فقد رد عليه الوزير علي حسن خليل بأنه محض إختلاق ولا أساس له، واعتبره جزءا من حملة ضخ المعلومات المغلوطة والمشبوهة للتشويش على إقرار الموازنة.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المستقبل"

اليوم تعذر التماس هلال شهر رمضان المبارك.
وبعد غد الاثنين تواصل الحكومة التماس ما تبقى من مواد مشروع موازنة العام الحالي، في جلسة تعقد في السراي الكبير، وهي الجلسة الخامسة التي تعقد على وقع اضرابات واعتصامات واحتجاجات. وقد دعت المصالح المستقلة وبعض ادارات الدولة إلى الاضراب والاعتصام مطلع الأسبوع المقبل.

واليوم التمس رئيس جمعية المصارف جوزف طربيه، تفاؤلا بأن تصدر عن مجلس الوزراء موازنة توافقية يجري فيها الاستماع إلى كل أصحاب الرأي والمصالح، لأنه يجب ان تعبر الموازنة بالفعل عن مصلحة البلد العليا. وكشف أنه اطلع رئيس الجمهورية، على زيارة وفد إلى الولايات المتحدة لمتابعة البحث بالعلاقات المصرفية ومشاكل العقوبات التي يجري تشديدها على "حزب الله".

أما هلال مكافحة الفساد، فيبدو أن هناك من يريد منعه من الظهور من خلال الحملة على قوى الأمن الداخلي وشعبة المعلومات واللواء عماد عثمان. وفي هذا الاطار، لفت سؤال وزيرة الداخلية ريا الحسن عن هدف وخلفيات الأشخاص الذين يشنون حملة على قوى الأمن في الوقت الذي معظم العالم العربي يحسدنا على وضعنا الأمني.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

لم تتوقف صفارات الانذار في المستوطنات القريبة من قطاع غزة، في وقت كانت المقاومة تذكر قوما عرف عنهم انهم لا يتعظون من العبر، تذكرهم بمعادلات أرستها وعمادها النار بالنار والبادي أظلم.

إلا أن صفارات الانذار الأقوى وقعا، كانت تلك التي لا شك وصلت إلى مسامع نتنياهو وجيشه، من أن دائرة النار ستتسع في أي مواجهة مقبلة، لتصل إلى مفاعل ديمونا ومصافي النفط في حيفا وغيرها من الأماكن الحساسة والاستراتيجية.

وحتى يدرك الصهيانة أن التهديدات جدية، أوصلت المقاومة زخة من صواريخها إلى محيط القدس المحتلة، مؤكدة أن هناك تنسيقا كاملا بين الفصائل في غرفة العمليات.

والحال هذه، فان دائرة الأمان حول الكيان تضيق حتى تكاد تتلاشى. وسيجد الصهاينة أنفسهم تائهين ليس في صحراء النقب فقط، بل بين معادلات الجنوب والشمال، وآخرها تهديد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله بأن فرق جيش الاحتلال التي ستدخل الأراضي اللبنانية ستدمر وتحطم أمام الشاشات العالمية.

المعارضة الصهيونية اتهمت نتنياهو بأنه يتهيب المواجهة، ويفتقر إلى الحزم مع قطاع غزة، فهل يلجأ نتنياهو إلى الخارج في وقت يضيق عليه الخناق داخليا؟. فالسعودية تفتح الابواب لوفد صهيوني على لسان رئيس ما يسمى رابطة العالم الاسلامي. وما الذي يمكن أن يقدم ترامب أكثر مما قدمه لنتنياهو؟، أما ما يقدمه للعرب فلا يعدو غير وعود كاذبة تضاف إلى ما أحصته صحيفة ال"واشنطن بوست" الأميركية من أن عداد الكذب للرئيس الأميركي سجل أكثر من عشرة آلاف كذبة حتى الآن، بينها ثلاثة وثمانون كذبة في يوم واحد، والحبل على الجرار، كما يقال.

في حقيقة الواقع اللبناني لا جديد يقال، فنقاش الموازنة معلق حتى الاثنين، وما علق في أذهان اللبنانيين عبر تصريحات السياسيين يفيد بأن النقاش لا يزال طويلا.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

قلب اللبنانيين على لبنان، فيما قلوب غالبية السياسيين على الحجر. قلب اللبنانيين على الوطن، والعقول المدبرة لا تنفك عن خلق مبررات التشويش، وذر الرماد في العيون.

قلب اللبنانيين على الاقتصاد، والبعض يتحدث عن تطويق، ويشكك بلبنانية أرض، فيوتر الأجواء على مدى أيام، من دون أن يفهم الناس من، في الداخل أو ربما الخارج، مستفيد.

قلب اللبنانيين على الوضع المالي، والبعض ينبش كلام الفتنة، فيخون أركان التسوية الرئاسية، لا لسبب، سوى لتبرير تقلصه السياسي والانتخابي أمام انصاره، وهربا إلى الأمام من خلافاته العائلية والحزبية، مستغلا منبرا اعلاميا معروف الانتماء، لمحاولة ضرب صورة طرف داخلي منافس أمام طرف اقليمي معروف... والأمر مكشوف.

قلب اللبنانيين على الاصلاح، والبعض يتسلى: تارة بطولات كهربائية وهمية، وطورا مهاجمة سدود لم تنجز أعمال انشائها بعد.

إنه زمن الشائعات التي تغزو الاعلام والمجتمع، لتخلق انكماشا على أكثر من صعيد، بموازاة فلتان سياسي مجبول برائحة الكذب والتحريض الذي تحرص بعص الأحزاب على تغذيته. واليوم، استرعى انتباه المراقبين تعليق مقتضب لوزير الدفاع الياس بو صعب عبر الotv، تعليقا على بيان "القوات" حول اللجوء إلى القضاء في موضوع اتهامهم بمحاولة دفع رشاوى لقاء نشر أخبار. فبو صعب اكتفى بالقول: "اشكرهم على قبولهم طلبي اللجوء إلى القضاء، وأنا واثق من كشف الحقيقة كاملة أمام الرأي العام".

في غضون ذلك، وفي انتظار جلاء صورة الموازنة، تبقى الاستنتاجات شاغلة اللبنانيين ومالئة دنياهم، حتى أن أرقامها صارت في صلب يومياتهم، يقرأون عنها، ويسمعون تحليلات تدور في فلكها، ويتناقلونها ولو مغلوطة، تماما كأي معلومة على علاقة بالمصارف، التي حل رئيس جمعيتها اليوم ضيف سبت على بعبدا.

وفي انتظار الموازنة، قلق دائم على ما ستؤول إليه الأمور في ملف النازحين، الذي عاد إلى الواجهة على وقع أرقام مخيفة عن ارتفاع معدل البطالة، وذلك من باب الحرص على اليد العاملة اللبنانية الذي يؤكد عليه أكثر من طرف ويسعى إليه بالفعل، بعض قليل، سبق واستشرف آفاق الأزمة وانعكاساتها الكارثية على الاقتصاد الوطني.

وبعيدا عن كلام الأزمات والنكبات، ينظر اللبنانيون بأمل إلى الصيف المقبل الذي يبدو مبشرا وفق الأرقام، مع ارتفاع في عدد السياح يتحدث عنه المعنيون.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

إنها الفوضى شبه الشاملة، الجميع ناقم على الجميع، والجميع يحتج ضد الجميع. موظفو المصرف المركزي أعلنوا الإضراب المفتوح اعتبارا من الإثنين استنكارا لما يتعرضون له. أساتذة الجامعة يعتصمون. مستخدمو الضمان يتظاهرون الإثنين أمام المركز الرئيسي في المزرعة. عمال المرفأ مستمرون في الإضراب. موظفو المؤسسات العامة والمصالح يلوحون بالتصعيد. المتقاعدون العسكريون في حال غليان. القضاة منهم مع الإعتكاف حتى الأربعاء ومنهم ضد الإعتكاف، لكنهم في الحالين ضد ما تنويه السلطة السياسية من إجراءات تستهدف السلطة القضائية.

المؤلم أن كل هذا يحصل فيما الحكومة في إجازة ليومين عن الموازنة وهمومها، كأن البلد بألف خير، أو كأن الجولات والزيارات المناطقية للوزراء وإجازة نهاية الأسبوع أهم من معالجة وضع بلد على شفير الإنهيار.

هكذا يبدو الأسبوع الطالع دقيقا وخطرا بكل المقاييس. وأخطر ما فيه أنه سيضرب الحركة المصرفية بنويا، ما سينعكس على معظم القطاعات، فالتعاملات النقدية بالليرات اللبنانية وبالدولار، وحركة التجارة وعمليات التحويل المالي من لبنان وإليه ستتأثر حكما، فيما لو استمر اضراب موظفي المركزي. فكيف سيتصرف المسؤولون اللبنانيون تجاه الحالة؟، وهل يستطيع الوضع الإقتصادي الهش أساسا أن يتحمل المزيد من الخسائر والتداعيات السلبية؟.

إنها إذا، وللمرة الثانية: الفوضى شبه الشاملة، وسببها معروف، طبقة سياسية فاشلة وفاسدة بمعظمها أغرقت البلد بالديون، وهي الآن تمد يدها إلى جيوب المواطنين ولقمة عيشهم لتستطيع أن تواصل سرقاتها ونهبها، فهل تكون "لا" الشعب هذه المرة قاطعة وجذرية، فتنهي عقودا طويلة من التبعية والإستزلام والسكوت عن لحس المبرد؟.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

ممنوع المس برواتب موظفي مصرف لبنان. ممنوع المس بسلسلة الرتب والرواتب. ممنوع المس برواتب المتقاعدين وتعويضاتهم. ممنوع المس بالتدبير الرقم 3. ممنوع المس بالمنح التعليمية. ممنوع المس بالفوائد. "وبدن موازنة تقشفية"!

على من يضحكون؟، وكيف سيخرجون من هذا المأزق؟. القطاعات التي يمكن أن تحقق الوفر، ممنوع المس بها. فالكهرباء التي تكبد الخزينة الخسائر الباهظة ستستمر في التسبب بنزف الخزينة، والقوى الفاعلة لم تتخذ القرار بمنع سرقة التيار، وفي المقابل "تحاضر" بوجوب ضبط الهدر والفساد.

فكيف يمكن تفسير هذا التناقض، والتهريب يحرم الخزينة المليارات؟، وكيف يمكن تفسير أن هناك مئة وأربعين معبرا للتهريب بين لبنان وسوريا؟، وهذا الرقم ليس خياليا بل طرح في أحد اجتماعات المجلس الأعلى للدفاع، فمن يغطي هذه المعابر؟، وكيف يمكن رفد الخزينة بالأموال إذا كانت الدولة بكل سلطاتها تعرف بهذه المعابر ولا تحرك ساكنا؟، وإذا كانت الدولة تعرف أن سلسلة الرتب والرواتب كسرت ظهر الخزينة لأن حسابات التكلفة لم تطابق حسابات الدفع، ولأن الأرقام التي أعطيت عن المستفيدين لم تكن دقيقة، فمن يجرؤ على القول إنه أخطأ في احتساب الكلفة وفي احتساب عدد المستفيدين؟.

إذا كان كل قطاع يرفض أن تقترب إجراءات التقشف منه، فهذا يعني أن لا تقشف في الموازنة الآتية، فلماذا تضييع الوقت؟، ولماذا عدم مكاشفة الرأي العام بالحقيقة؟.

المتقاعدون نزلوا إلى الشارع، العمال نزلوا إلى الشارع، والقطاع العام أضرب، وموظفو مصرف لبنان أضربوا يومين وأعلنوا الإضراب المفتوح اعتبارا من بعد غد الإثنين، فهل من فوضى أكبر من هذه الفوضى؟، وهل من عجز في مقاربة الأرقام والحقائق أكثر من هذا العجز؟.

دولة لا يتفق فيها مسؤولان على رقم واحد، فكيف سيكون في إمكانها أن تنجز موازنة فيها مليارات الأرقام؟. دولة لا تعرف عدد موظفيها وعدد المستفيدين من سلسلة الرتب والرواتب، وحجم الدين ونسبة العجز، كيف ستخرج بموازنة يطمئن إليها الناس؟.

"ما تواخذونا"، هذا المسار لا يؤدي إلى موازنة تقشفية بل إلى موازنة غير مطابقة لمقررات "سيدر"، وهي المقررات التي تشترط موازنة رشيقة وإصلاحات جدية، تحت طائلة: لا مليارات.

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

قبل عصر النفقات، دخلنا عصور الإضرابات على أنواعها، اتحاد عمالي، مصارف، جامعة لبنانية، مع تسجيل حالات احتجاج في مرفأ بيروت، وعوارض اعتكاف لدى القضاة.

والموازنة وحدت كل هذا الحراك بالمفرق، لكنها لم تكن مستعدة لمظاهرات بالجملة. وكل يعترض على مساحته الخاصة، وفي مقدمهم اليوم موظفو مصرف لبنان الذين عقدوا جمعية عمومية حذروا فيها من أي مس يطاول رواتبهم في الموازنة، ووصفوا الحملة على البنك المركزي بأنها مبرمجة وتخريبية.

وتداركا لأي خطر طارد للاستثمارات، صعد رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه إلى قصر بعبدا، طالبا التحكيم الرئاسي. ورأى أن الهجمة على المصارف لها أسباب أخرى تستهدف البلد واقتصاده. وبلغة التذكير كان طربية يقول للدولة عن بكرة رواتبها، إنكم مستمرون لأن المصارف هي من أبقتكم على قيد التنفس المالي منذ خمسة وعشرين عاما بفضل حجم تسليفاتنا.

أودع طربيه كلامه البنك الرئاسي، في انتظار أن تعاود الحكومة بحث بنود الموازنة في بداية شهر رمضان. وفيما تعذرت روية هلال الشهر الفضيل اليوم كان الوزراء يلتمسون هلال الموازنة التي أظهرت أن ما أقر حتى الآن، جاء على طريقة مطرقة الرئيس نبيه بري بالتصديق السريع.

وعلى تقشف طاول الوزراء بغداء الفلافل، وصل أول أطباق موازنة الوفاق الوطني بطبخة من "الشيف سعد"، على اعتبار أنه "شيخ الطباخين". والمكونات التي جهزت لسلق الموازنة حتى الآن، تجنبت أي مواد حافظة للأموال العامة، فلم يتطرق الوزراء إلى الجمعيات الناهبة، والأملاك البحرية والتهرب الضريبي والإعفاءات، وتخفيضات الرسوم إلى حدود التسعين في المئة التي كانت عنوانا للتحاصص السياسي. ولم يقرب الوزراء إيجارات الدولة للدولة، وفوضى المرفأ السائب.

هي أبواب لضبط الهدر، ضبطها اليوم رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، الذي أجرى هندسة مالية للوصول إلى الحاصل المالي وليس من جيوب الفقراء. فالرفيق المناضل أعلن أن "القوات" تؤيد الضريبة على مودعي المصارف من سبعة إلى عشرة في المئة، ومع تحميل مصرف لبنان عشرة في المئة على الأرباح، وقال إن ذلك سيدخل إلى خزينة الدولة ما يربو على أربع مئة وخمسين مليون دولار. وقال إن ضبط التهرب الجمركي غير الشرعي من شأنه أن يوفر للخزينة سبعمئة مليون دولار في السنة الأولى. ورأى أن "البور" هو مؤسسة لا نعرف اليوم لمن تتبع "وشو بتشتغل"، أما الأملاك البحرية فحدث ولا حرج. ومن هنا يبدأ عصر النفقات، وليس من بوابات المواطن "المعتر" وملاحقة فلس الأرملة.

والعدوان بالعدوان يذكر، من عصر الموازنة إلى عصر المقاومة التي لا تزال قادرة على التحكم الصاروخي في غزة، ردا على جرائم اسرائيل. وأهل القطاع كانت لديهم القدرة اليوم على تسيير مواكب جنازات الشهداء على وقع إطلاق عشرات الصواريخ التي سدت غلاف غزة، ودفعت المستوطنين إلى رعب جديد.