وألقى المفتي دريان كلمة قال فيها: "تعيش البلاد في أزمة اقتصادية ومالية، ويسود فيها جو من القلق والخوف على الأمن الاجتماعي، والأمان الحياتي والمعيشي، ينعكس سلبا على حياة اللبنانيين قاطبة، وعلى مستقبل أبنائهم. ويزيد الأمر سوءا التصريحات والمواقف السياسية المتشنجة والمتبادلة، التي لا توحي بالأمان، ولا تطمئن اللبنانيين على غدهم أو تفتح أمامهم أبواب الأمل والرجاء، وكل فريق سياسي يتنصل من المسؤولية، ويجهد في تحميل المسؤولية إلى الآخر. ونحن نقول للجميع، كلنا مسؤول، فعندما يتعرض الوطن إلى مخاطر اقتصادية أو مالية أو سياسية، يصبح الكل مسؤولا، ومطلوب من الجميع أن يبادر إلى الإنقاذ، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة، لإخراج البلاد من أزماتها".
وأكد ان "آمال اللبنانيين ما زالت معقودة ومعلقة على حكمة القيادات السياسية وتعقلها ووطنيتها، تأكيدا لمفهوم التكافل والتضامن الوطني، لكي تتعاون وتتفاهم مع بعضها، وتترفع عن المصالح الشخصية والفئوية والحزبية، وتفكر في المصلحة العامة، وتولي الناس اهتماماتها. فلقد عانى الناس كثيرا، وتألموا كثيرا، وتحملوا كثيرا، وصبروا كثيرا، ولم يعد في وسعهم أن يصبروا أكثر، وهم يستحقون منكم أن تفكروا فيهم، أن تفكروا بأسرهم، وتحرروهم من معاناتهم، وتحلوا مشاكلهم، وهي كثيرة، وتطمئنوهم على أمنهم وحياتهم ومستقبل أولادهم، وتصونوا كراماتهم، وتبدأوا بزخم وقوة، في الشروع بعملية الإنقاذ، متكاتفين متضامنين، ليعود لبنان وطن حرية وأمن وأمان، ووطن سلام، ووطن رفاهية ووئام، فهل هذا الأمر شاق عليكم، أن تعملوا من أجل الناس، وأنتم مكلفون، والسلطة بين أيديكم هي تكليف لا تشريف، ومسؤولية وأمانة، لا جاها ولا استعلاء، واللبنانيون يستحقون؟".