خبر

رسالة مؤثّرة من حسين يوسف للحكومة: لن نرضى بقتل أولادنا مرّة أخرى

حسين يوسف ذاك الوجه الذي حوّلته ثلاث سنوات من العذاب والإنتظار الثقيل، إلى أيقونة الصبر والألم.. حسين يوسف والد العسكري الشهيد محمد يوسف الذي حمل وجعه في خيمة رياض الصلح طيلة 1120 يوماً، يعود اليوم إلى الخيمة نفسها، يا للمفارقة!

يعود أبا الشهيد حاملاً إشارة حمراء بوجه سلطة تتقشّف فتقتطع من حقوق من قدمّوا أغلى ما لديهم ذودًا عن الوطن. إّنّهم أسر الشهداء هالهم ما سمعوه من خلف كواليس الموازنة، فرافق بعضهم العميد شامل روكز إلى غرفة الصحافة في المجلس النيابي الذي رفع صوته النيابي مطالبًا بموازنة تحمي من يحمي الوطن لا الفاسدين .


ومن هناك وجّه يوسف عبر "لبنان 24" رسالته إلى الحكومة " تحديّاً لتنظيم "داعش" الذي قتل ابني محمد طوّعت ولداي في الجيش، ولن أسمح اليوم لسلطة فاسدة أن تجعل ابني يفكر بالخروج من المؤسسة العسكرية لأنّه يتخوف من هضم حقوقه، هذا ظلم وزعزعة للثقة ، في وقت نحن بحاجة إلى خلق ثقة بين كلّ عسكري وبزّته".

سيناريو الإقتطاع من الرواتب لتقليل العجز جعل ذاكرة حسين يوسف تسترجع كلام محمد لزوجته في ذاك اليوم، وهو يستعد لمغادرة المنزل والإلتحقاق بواجب الدفاع عن لبنان " عندما استذكر هذا الكلام أكاد أختنق، قبل استشهاده بفتر قصيرة كان يقول ابني لزوجته أنا ذاهب للقتال، وقد لا أعود، ولكنّني لست خائفًا عليكم، لأنّني أنتمي إلى مؤسسة عسكرية ستؤمن لكم من بعدي حياة لائقة".

أضاف والد الشهيد: "بقينا في هذه الساحة طيلة ثلاث سنوات، ولو نطق بلاط أرض تلك الساحة لكان قال لهم: دموع هؤلاء الأسر لا زالت في داخلي وحرام عليكم ظلمهم. أمّا نحن فنقول للسلطة: قدّمنا أولادنا وارتضينا ونعتز ونفتخر بشهادتهم، ولكن لن نرضى أن تقتلوهم مرة أخرى بسحب لقمة العيش من طريق أبنائهم وأسرهم، ابن الشهيد وزوجته وكلّ عسكري متقاعد خط أحمر تماماً كالشعار الذي نضعه، أولادنا قدّموا حياتهم ودمهم وافتدوا الوطن، ونحن بدورنا مستعدون لتقديم دمّنا فداء ابنائنا".

يوسف الذي يسمّي مقترحي تخفيض الرواتب بالفاسدين قال "من العار أن نصل إلى مكان أصبح فيه السياسي يفكّر بطريقة لتغطية فساده وسرقاته، وكما قال العميد روكز فليتقشّفوا من إقفال باب واحد من أبواب ومزاريب الهدر والفساد. ومن المؤسف أن نرى ضباطًا وعمداء دافعوا عن بلدهم يفترشون أرض الخيم ليطالبوا بحقوقهم وحقوق ابناءهم، هذا المشهد عار على كلّ مسؤول فكّر أن يخبّىء سرقاته ويقتطع من متقاعد في الجيش اللبناني أو من أسرة شهيد او متقاعد".

يوسف وجّه رسالة إلى الشعب اللبناني "أيّها الشعب اللبناني لا تصدقوا أنّ العسكري يتقاضى من الدولة بل من أموال له بدأت مؤسسته العسكرية بتجميعها منذ اليوم الأول لعمله، والعسكري اليوم لا يتظاهر ليأخذ من حسابكم أو من ميزانية دولتكم ،على العكس المسؤولون في دولتكم سرقوا حقّ العسكري وكل مرافق الدولة. وبالتالي العسكري لا يطلب منّة من أحد، كما أنّ زوجة الشهيد ليست أرملة لأنّ الشهيد حي لا يموت".