استهل الحفل بآيات من الذكر الحكيم، تلاها كلمة الافتتاح لعريف الحفل الدكتور هشام اللبان.
ثم ألقى رئيس عمدة المؤسسات في دار الأيتام الاسلامية فاروق جبر كلمة قال فيها:"ان مؤسسات الرعاية الاجتماعية دار الايتام الاسلامية دخلت في القرن الثاني لتأسيسها أثناء الحرب الكونية الأولى من قبل مجموعة مميزة من السيدات الفاضلات بهدف احتضان من تيتم نتيجة الحرب الضروس آنذاك والتي اجتاحت العالم وبلادنا.
خلال تلك الفترة تبين للمؤسسين ان هنالك حاجة ماسة لاحتضان من تيتم نتيجتها، فقرروا إيواءهم وتأمين حاجاتهم التربوية والرعائية، وتأهيل أبناء وبنات الدار تنفيذا للمفاهيم الانسانية والتربوية العامة والمهنية. هذه المرحلة امتدت لما يقارب الخمسين سنة. ومن ثم بدأت المرحلة الثانية والتي شملت الرعاية المتخصصة بالاعاقات البصرية والسمعية وغيرها والتخلف التعليمي نتيجة تشوهات في الأحاسيس، ونتيجة لذلك أسسنا المجمعات المتخصصة في بيروت وضواحيها، في جبل لبنان والبقاع الغربي وبعلبك وعكار والضنية وحاصبيا في أقصى الجنوب، وهذا الانتشار الجغرافي ساعد عددا كبيرا من مسعفي مؤسساتنا ليبقوا في محيطهم العائلي والمناطقي. وقد أمست مؤسسات الرعاية الاجتماعية دار الأيتام الاسلامية من كبريات المؤسسات الاجتماعية الشمولية في لبنان والعالم العربي.
كل ذلك لم يكن ممكنا لولا تفاني السيدات المؤسسات ومن ثم متابعة المسيرة من قبل عمدتها وإدارتها والعاملين فيها منذ التأسيس الى يومنا هذا، وبمساعدة أهل الخير والعطاء، وهم كثر والحمد لله".
أضاف: "نحن في بدايات القرن الثاني مهيئين لمواصلة المسيرة والتقدم ورفع التحديات المعاصرة التي تواجه العمل الاجتماعي بشكل عام، بالانسجام مع التطور الاداري الحديث وعالم ووسائل المعلوماتية وتكمل انسجامها معها وتستعمل ما تقدمه لنا لتحسين الأداء والانتاجية لما فيه منفعة مسعفينا، الذين هم همنا الأول والأخير. هذا عهدنا لكم جميعا، شاكرين لكم مساندتكم، حفظكم الله".
قباني
وقال مدير عام المؤسسات الرعاية الإجتماعية في لبنان القاضي خالد محمد قباني: "هو رمضان الخير كله، يعلمنا ان تفتح قلبك للفقير والسائل والمحروم، ان تكون نصير اليتيم والمظلوم والمقهور، ان تكون ملاذا صاحب حاجة، ان تعطي من ذاتك، ان تتحدث بنعم ربك التي انعم الله بها عليك، فيباركك ويطهرك ويضاعف لك، انها دار الايتام الاسلامية، داركم ومؤسساتكم، عاشت على القيم والمبادىء، فكانت مثالا يحتذى في نشر مفاهيم الحق والعدل والمساواة، وفي عمل الخير، وادركت دورها في مجتمعها ووطنها، فشكلت نموذجا للخير، وارتقت الى المستوى الذي جعلها رائدة الخير في لبنان".
وأضاف "انها دار الايتام الاسلامية، داركم، ايها الاخوة كانت وستبقى لليتيم ملاذا، وللفقير عائلا، وللمسكين رحمة، وللمريض راعيا، وللضائع ملجأ، وللمعوق مؤازرا، وللارملة المطلقة وكبير السن حاضنا وحاميا. كنتم دائما الى جانبها، لم تتروكها ولم تتوانوا حتى في اصعب الظروف واشدها، كالظروف التي نعيشها اليوم، من ان تمدوها بأسباب الحياة وتؤمنوا استمراريتها. وهي كانت وستبقى وفية لكم، لمجتمعها الذي انشأها وآزرها وحماها، امينة على رسالتها، متمسكة بقيمها وثوابتها، الامانة النزاهة والشفافية، حريصة على تطوير نفسها وتحسين ادائها وتنويع خدماتها، منفتحة على الجميع، لا تفرق ولا تميز، تعمل للخير ومن اجل الخير، للبنانيين جميعا وللانسان وكل صاحب حاجة".
وتابع: "يحق لكم ايها الاخوة ان تطمئنوا بكون الاطفال مجتمعنا الذين تحتضنهم مؤسستكم لم يعودوا يتامى، ولا متروكين ولا مهمشين، بل باتوا اطفالا وابناء تعلو وجوههم البسمة ويتهيأون لمواجهة الحياة بأمل ورجاء. عرفوا اوضاعهم الصعبة وظروفهم غير المؤاتية التي كانوا ضحاياها، فلم يستسلموا لقدرهم، هم يعملون بما وفرت لهم الدار من رعاية وعلم وتوجيه على تحويل ظروفهم الى فرص لتغيير مسار حياتهم وبناء مستقبلهم، لم تعد احلامهم بعيدة المنال او مستحيلة، بل هي طوع ارادتهم وطموحاتهم".
وقال: "نتطلع الى المستقبل مع ما يحمل من جديد ومتغيرات وتحولات، فالعالم يسارع الخطى ويقفز قفزات عملاقة تسابق الزمن في ميادين الفكر والمعرفة والعلوم والتكنولوجيا، ويفرض واقعا متجددا على حياة الدول والمجتمعات، وحاجات الناس ومتطلباتهم وانماط حياتهم وطرق ووسائل عيشهم. ونحن في دار الايتام الاسلامية نترصد حاجات الناس، ونواكب عن قرب اوضاعهم وظروفهم، ونعمل على تلبية هذه الحاجات، ونطور انظمتنا واعمالنا ومرافقنا وخدماتنا بما يلبي ويستجيب لهذه الحاجات، لكي نبقى السباقين في العمل الاجتماعي والرعائي، وروادا كما كنا عبر تاريخنا الطويل في العمل الانمائي والانساني، جديرين بثقة مجتمعنا ووطننا، غير متخلفين بل مواكبين دوما ركب الحضارة والتقدم".
وفي الختام، تزين المسرح بأطفال نادي الفلكلور الذين عرضوا مشهدية رمضانية على وقع اغنية "سوا منكفي المشوار"، والمؤداة بصوت اطفال نادي الكورال في مركز قصر الاطفال التابع للمؤسسات.