خبر

باسيل في طرابلس.. آخر الدّواء 'تاريخُ القوّات'!

حاول وزير الخارجية والمغتربين رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل التّخفيف من وطأة موجة الإعتراض التي رافقت زيارته إلى طرابلس، والتي تمّ تعديل موعدها وتقريبه إلى اليوم السّبت بدل الغد وإلغاء برنامجها المعدّ مسبقاً لتقتصر على لقاء مع مناصري "التيار" في قاعة "معرض رشيد كرامي الدّولي".

وقال باسيل أمام المناصرين الذين بدا عددهم خجولاً إنّ "هذه الزيارة "ما كان بدا هلقد"، ولسنا نحن من يقال إنّنا نغزو ونقتحم وسائر هذه الكلمات"، موضحاً "أنّنا ارتأينا أن نحصر لقاءنا بناشطي "التيار" في طرابلس لدواع أمنية بعد التهديدات".


لكنّ اللافت في كلام باسيل السياسي كان التّصويب المباشر على حزب "القوات اللبنانية" من بوابة اللعب على وترِ بعض المحطّات التّاريخية الحسّاسة بين "القوّات" وطرابلس في مرحلة الحرب الأهلية وتذكير الطرابلسيين بتلك الفترة الأليمة التي دفعوا نتيجتها أثماناً باهظة، في محاولة بدت وكأنّها "آخر الدّواء" لنيل تعاطف الطرابلسيين وكسب ودّهم.

وأشار باسيل إلى "أنّنا لم ننصب حواجز على الطرقات وننتهك حرمات بل كنّا دائماً مع الجيش ضدّ الميليشيات"، مضيفاً: "نحن لم نعتدِ على أحد بطرابلس... ولم نقتل رئيس حكومة لبنان الذي هو من طرابلس"، وذلك في إشارة إلى الرئيس الشّهيد رشيد كرامي والذي اتُّهم رئيس "القوّات" سمير جعجع باغتياله.                                      

مصدرٌ "قوّاتي" رأى أنّ كلام باسيل يأتي في إطار "الحديث الفتنوي الذي لا يصبّ في مصلحة هموم اللبنانيين سواء المعيشية أو الإقتصادية أو الإجتماعية". 

واعتبر المصدر في حديث لـ"لبنان 24" أنّ "باسيل يصرُّ في كلّ محطة على التصادم مع كافة فئات المجتمع اللبناني وقد وجد نفسه اليوم محشوراً في الزاوية بعدما تتالت الإشكالات سواء مع البيئة الدّرزية وآخرها ما حدث الأسبوع الماضي في الجبل، ومع البيئة السنية من خلال التعدّي على صلاحيات رئيس الحكومة، وقبل ذلك مع البيئة الشيعية والتعرّض للرئيس نبيه برّي، لذلك لم يعد أمامه خيار سوى الهجوم على شركائه المسيحيين من البوّابة الطرابلسية".

وأشار المصدر إلى أنّ "هذا الهجوم يهدف لدغدغة مشاعر الشّارع الطرابلسي وإحداث فتنة بينه وبين "القوات" التي تربطها علاقة جيّدة مع هذا الشّارع ومعظم قياداته، لا سيّما وأنّ باسيل لا يمتلك مشروعاً أو حلولاً تُخرج البلد من أزماته الحالية".

وعن خطورة الهجوم على "القوات" من منطلق تاريخي لا سياسي، حذّر  المصدر من أنّ "استحضار خطاب ما قبل "اتّفاق معراب" هو أمرٌ غير صحّي ويهدّد جوهر المصالحة التي يجمع الشّارع المسيحي خاصّة واللبناني عامّة على ضرورة التمسّك بها".

وكانت الدائرة الإعلامية في "القّوات" أصدرت بياناً توجهت فيه إلى باسيل، بالقول: "في الأساس لم يتهمك أحد باغتيال الرئيس رشيد كرامي، فما هو مبرّر دفاعك عن نفسك بهذه الطريقة؟ إذ يبدو أنّ من لديه مسلة تحت إبطه تنعره، أو ليصح المثل القائل: كاد المريب أن يقول خذوني".