خبر

باسيل من عكار: نكتة اليوم أن التيار اغتال كرامي

 أشار رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل، بعد وصوله إلى عكار، في إطار جولته في محافظة الشمال اليوم، إلى أن "الظروف الأمنية التي فرضت علينا، قد قلصت هذه الزيارة، التي كنا نريدها يوما كاملا".

ومن الشيخ طابا، أكد "نحن لا نحكي عن لبنان الصغير المعزول ولا "نكنتن" لبنان ولا نقسمه أو نعزله، ونتحدث عن حقوق المكونات في هذا الوطن، كي نتعادل، وندافع عن صلاحيات الكل، لكي نكون متساوين".


وقال: "هم لا يريدون تيارا منفتحا، بل أن نجلس في التركيبة، التي صنعوها بعد الحرب، كل واحد عنده طائفته وصندوقه، وكل واحد له زلمه في قلب الإدارة، وعندما نريد أن نتحدث خارج الصناديق والمناطق والطوائف، يحاولون قتلنا جسديا أو سياسيا"، مستنكرا "أساليب الكذب والتشويه، التي يتعرض لها التيار"، مؤكدا "نحن لم نقفل الطرقات، ولم نقم الحواجز، ولسنا نحن من قتل رئيس حكومة لبنان دولة الرئيس الشهيد رشيد كرامي، هذه كذبة اليوم، ودليل أن ثمة أناسا غير قادرين على الخروج من ماضيهم، ويريدون تزوير حتى التاريخ".

وكانت محطة باسيل في عكار، جامعة وحاشدة، استهلها بعقد لقاء موسع في قاعة المدرسة الوطنية الأرثوذكسية في بلدة الشيخ طابا، في حضور النائبين مصطفى علي حسين وأسعد ضرغام، الوزيرين السابقين يعقوب الصراف وطارق الخطيب، رجال دين مسلمين ومسيحيين، قيادات حزبية، رؤساء اتحادات بلدية وبلديات ومخاتير، فاعليات ومناصرين للتيار.

ثم أقيم احتفال، بدأ بالنشيد الوطني، تلته كلمة تعريف للزميلة كلير كفروني، التي رحبت بالحضور، وأشادت ب"مواقف الوزير باسيل"، فقالت: "أصوات مظلمة تعمل على تشويه صورتك منذ سنين، وليس اليوم فقط، عن جهل أو عن معرفة، أو ربما خوفا من شخصك وطاقتك وقدراتك؛ لكن عملاق الحقيقة أكبر من أن يخفى، لأنه مكون من الحق والجهد والعمل، مع ما يتطلبه ذلك من شجاعة المواقف".

اسكندر

ثم ألقى منسق هيئة التيار في عكار كلود اسكندر كلمة، استهلها بالقول: "شاءت الأقدار أن يكون لقاؤنا اليوم، بعد أحداث أليمة ألمت بلبنان نهاية الأسبوع الماضي، أثناء زيارتك لقضاء عاليه، فأتوجه للحضور، وأطلب الوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، الذين سقطوا في كمين الغدر".

أضاف: "من هذه المناسبة، أنطلق لأقول لكم يا معالي الوزير، إننا في عكار نرحب بكم اليوم، كما دائما، ونشكر لكم زيارتكم، التي أصريتم على إتمامها بالرغم من الوضع السياسي والأمني الدقيق".

وتابع: "حضرة الرئيس، من عكار نؤكد أن التيار الوطني الحر، هو تيار عابر للطوائف والمناطق، ويضم في صفوفه وخصوصا في عكار، محازبين يشكلون نموذجا للوحدة الوطنية المرجوة، يؤمنون جميعا بنهجكم الإصلاحي وخطكم السيادي".

وختم "في ظل كل هذه الحملة الإعلامية القائمة، والمصرة على تشويه خطابكم الوطني الجامع، وإرادتكم الصلبة في الانفتاح على كل مكونات البلد ومناطقه، نؤكد أن ما يزعج هؤلاء هو عملكم مقابل خمولهم".

باسيل

من جهته، قال باسيل: "نأتي إلى عكار، لأنها النبع ومقلع الرجال ونموذج لبنان الجميل، ونزور عكار نفكر بلبنان التنوع، ولبنان الكبير الذي أبى البطريرك الحويك، إلا أن تكون عكار جزءا منه. اخترنا حلبا مركز المحافظة ورمز تنوع وتعايش أبناء عكار، ولأن الظروف الأمنية التي فرضت علينا، قد قلصت هذه الزيارة، التي كنا نريدها يوما كاملا، لنزور مناطق عدة من عكار".

أضاف: "هذا اللقاء أتى على أمل أن تكون زيارات قريبة، التي مهما جلنا فيها، نحس بالتقصير اتجاه احتياجتها، فإننا بحاجة لأن نتعلم منكم، ونحن سنتلاقى دائما، ونمد يدنا لبعضنا بعضا، وهذا المشهد اليوم، هو مشهد التيار الوطني الحر في عكار، الذي هو مثال لصورة التيار في كل لبنان، فيه المسيحيون والمسلمون".

وتابع: "إننا نزوركم لنقول للجميع، إن التيار هو عائلتكم، فتعالوا إليها، وهو يمثلكم بتنوعكم وبوطنيتكم، ويمثل تطلعاتكم وأفكاركم، وللذين وضعوا لنا الحواجز، كي لا نتمكن من الوصول إليكم نقول، إننا سنقفز فوق الحواجز ونصل إليكم دائما، ما من أحد بقادر على إبعادنا عنكم، مهما كذبوا، فأنتم تعرفون الحقيقة، لأنكم أبناء هذا التيار، وتعرفون أن التيار الوطني الحر في لقاءاته الداخلية، لا يتحدث عن المسيحين والمسلمين، بل يحكي عن الإنسان اللبناني، ولا نربي الأجيال الطالعة على ذهنية فئوية أو طائفية، وعندما نتحدث عن حقوق المسيحيين، يكون ذلك بالعلن، لأنهم يكونون مظلومين، وعندما تمس حقوق المسلمبن، نكون في مقدمة المتصدين والمدافعين عنها".

وأردف: "نحن لا نربي شبابنا إلا على حقوق لبنان الكبير المنتشر ولبنان المشرقي، لا نحكي عن لبنان الصغير المعزول ولا "نكنتن" لبنان ولا نقسمه أو نعزله، هذا هو التيار، وهذه تربيتنا الوطنية، وهذه هي ثقافتنا الوطنية، وهذا ما يزعجهم جدا".

واستطرد: "هم يتحدثون بغير ما يضمرون، ويفكرون بخلاف ما يفعلون، فيتحدثون عن رفض الطائفية، وهم طائفيون، ونحن لأننا لسنا بطائفيين، نتحدث عن حقوق المكونات لهذا الوطن، كي نتعادل جميعا في هذا الوطن. في كل زيارة قمت بها إلى سهل عكار، تحدثت عن حقوق العلويين في هذه الدولة، وأقاتل لكي يكون هناك وزير علوي في الحكومة ومدير عام علوي في الإدارة اللبنانية. كل مرة نحس أن هناك لبناني منتقصة حقوقه، نطالب له بها، وندافع عن صلاحيات الكل، لكي نكون متساوين في هذا البلد".

وقال: "هم لا يربدون تيارا منفتحا، بل يريدوننا أن نجلس في التركيبة، التي صنعوها بعد الحرب، كل واحد عنده طائفته وصندوقه، وكل واحد له زلمه في قلب الإدارة وفي قلب البلد، وعندما نريد أن نتحدث خارج الصناديق والمناطق والطوائف، يحاولون قتلنا جسديا أو سياسيا، لأنهم لا يعرفون إلا هذا المنطق الإلغائي، نحن نقول لكم اليوم إن التيار الوطني الحر، سيحافظ على تمثيلكم، بتنوعكم، بأفكاركم وسنأتي إليكم دائما لكي نأخذ منكم هذا الدعم وهذه القوة، لكي نستمر".

أضاف: "إعلموا جيدا، أن عكار لها الكثير علينا، فالتيار الوطني الحر حاول أن يرفع الغبن عن أبناء عكار، وعند استلامي رئاسة التيار، وضعت هدفا أساسيا أمامي، أن نشعر العكاريين بأهميتهم في قلب التيار، وفي قلب الوطن، ولهذا سمينا وزيرا من التيار من عكار في قلب الحكومة، ولذلك أصبح من تياركم ومن عكار نائبان في المجلس النيابي، ومسؤوليتنا اتجاهكم أضحت اليوم اكبر، استردينا قسما من الحقوق السياسية، ولكن ذلك لا يكفي، وسنعمل على تحصيل حقوقكم في الإنماء، وهنا نطلب مساعدتكم، تمكنا من تحقيق بعض هذه المشاريع على صعيد وزارة الطاقة، مشاريع مياه وكهرباء لعكار تحققت، إلا أن ذلك غير كاف، حيث أنجزنا أول سد في الكواشرة، وهذا السد يجب ألا يكون مجرد مورد ماء فقط، بل يجب أن يصبح متنزها سياحيا بيئيا، وإننا نعمل على مشاريع توليد الطاقة الكهربائية على الهواء في عكار، ولي الشرف أن أكون أول من باشر به، وهو من أكبر المشاريع لتوليد الطاقة في العالم، وليس فقط في المنطقة، 220 ميغاواط كهرباء، لزموا، وقريبا سيبدأ التنفيذ، هكذا مشاريع تحدث تنمية، ونعدكم بأن التيار الوطني سيكمل بها وأكثر، ولكن عليكم أيضا، مسؤولية نتشاركها معا، لكي نبقى في هذه الأرض".

وتابع: "إننا نسعى لتأمين صمودكم السياسي، فبتنوعكم صمودكم، فأنتم تعيشون حالة لبنانية واحدة، فلا تنفصلوا عن بعضكم بعضا، لا بين قرية وقرية، ولا بين أبناء القرية الواحدة، فصمودكم الأساسي أن تبقوا متعايشين في هذه المنطقة، فالعكاريون حافظوا على بعضهم، حتى في عز الحرب اللبنانية، عشتم دائما كأهل، وفي العام 2005 وفي عز الصراع، الذي عاشه التيار الوطني الحر، الذي كان يمثل 75% من المسيحيين، مع تيار المستقبل، الذي كان يمثل 75% من المسلمين، في عز تنافسنا، لم نعتد على بعصنا، بل عشنا معا".

وأردف: "هذا هو صمودنا الأول، الصمود السياسي في أن نعيش معا، وواجباتنا نحن أن نؤمن لكم حقوقكم السياسية في أن تتمثلوا صح. كذلك علينا الصمود بالاقتصاد، ولأجل ذلك، علينا الاهتمام بالزراعة، وأشجعكم اليوم أن تتوجهوا إلى الزراعات الذكية، ليس فقط بالنسبة للفلاحين، وعلى شبابنا العكاري الطالع، عليهم أن يعلموا بأن ثمة زراعات ذكية بالإمكان أن تشكل موردا هاما، وإحداث صناعات غذائية، وسنعمل على تصريف هذا الإنتاج في لبنان والخارج، ونعمل جميعا على فتح الأسواق الخارجية، لكي يتمكن اللبنانيون في الخارج كمن شراء منتجاتهم اللبنانية".

وتحدث عن "السياحة البيئية كمورد اقتصادي حيوي في عكار، التي تتميز بجمال طبيعتها"، فقال: "نشجعكم على بناء مزيد من بيوت الضيافة ودروب المشي في الطبيعة، لنشجيع اللبنانيين على زيارة عكار"، داعيا المغتربين إلى "بناء بيوت الاغتراب في عكار، كما فعلنا في البترون، وبيوت للمونة كما فعلنا في كل لبنان".

وأشار إلى عن "أساليب الكذب والتشويه، التي يتعرض لها التيار"، فقال: "إن هذه الأساليب هي لصرفنا عن عملنا، وهذا لن يحصل، فهم يتقنون الكذب ونحن نتقن العمل"، مؤكدا "نحن لم نقفل الطرقات، ولم نقم الحواجز، ولسنا نحن من قتل رئيس حكومة لبنان دولة الرئيس الشهيد رشيد كرامي، ونكتة اليوم التي سوقها البعض أن التيار الوطني الحر، هو من اغتال دولة الرئيس كرامي، هذه نكتة اليوم، كذبة اليوم، وهذا دليل كيف أن ثمة أناسا غير قادرين على الخروج من ماضيهم، فيما نحن نتطلع للمستقبل، وهناك أناس يريدون تزوير حتى التاريخ".

وقال: "علينا أن نتحمل الكذب والتشويه، لكن علينا أيضا أن نرد عليهم بالمزيد من العمل والجهد والانفتاح، وأن ندع الوقت يكشف كذبهم".

أضاف: "إننا متمسكون بلبناننا الكبير، وبعيشنا مع بعصنا، وعلينا أن نعيش وطنيتنا بقلب هذا التيار، وسندخل إلى كل القرى والبلدات، فأنتم لا تنطقون إلا بالكلمة، التي فيها السلام والخير، بسلميتنا وحضارتنا، وبعملنا المتواصل قادرين على مواجهة كل التحديات وأن ننتصر، ونحن لا نريد حماية إلا من الجيش اللبناني، ولن تتمكن أي قوة من فصلنا عن جيشنا، فنحن ولدنا من رحم هذه المؤسسة، ولن يفصلنا عنها أي شيء، علينا المحافظة على دولتنا ومؤسساتنا الوطنية الجامعة، وهكذا نبني لبنان المتنوع والكبير".

وختم "السنة المقبلة نحن على موعد مع إعلان دولة لبنان الكبير، نريد أن نعيش لبنان الكبير بوطنيتنا وبوحدتنا، وأن يبقى التيار الوطني الحر جامعا لكل اللبنانيين".

بعد ذلك انتقل باسيل إلى بلدة رشعين، لرعاية عشاء هيئة قضاء زغرتا في "التيار الوطني الحر".