بعد الاجتماع الذي دام أكثر من ساعة، تحدث الحريري إلى الصحافيين، فقال: "أكّدنا للبنك الدولي أنّ علاقتنا بهم مهمّة جدّاً، وأنّنا مستمرون بالعمل، خصوصاً في قطاعات كالكهرباء والإتصالات وإدارة النفايات، وهم بدورهم كانوا متحمّسين لمساعدة لبنان، والعلاقة معهم ممتازة للغاية. كذلك هنّأت اليوم الرئيس الجديد للبنك وشرحت له التحديات التي نواجهها في لبنان، سواء على الصعيد الإقتصادي أو السياسي، وقد أكّد من جهته مواصلة دعم البنك لنا، وإن شاء الله ستكون هناك خطوات واجتماعات أخرى سنجريها في لبنان".
-سئل: في آخر تصريح لصندوق النقد الدولي، أعربوا عن عدم حماستهم للعمل مع لبنان؟
أجاب: "صندوق النقد الدولي ينظر إلى الوضع المالي بشكل محدّد، أمّا البنك الدولي فهم شركاء لنا، وننفذ العديد من المشاريع معهم. لا شك أنّ الأرقام في لبنان صعبة، وهو ما نحاول أن نقوله، فقد أقررنا في موازنة العام 2019 التي كانت صعبة، لكنّها مسار، ويجب أن ننظر إلى الموازنات، اليوم أنجزنا موازنة العام 2019 وبعدها هناك موازنات الأعوام 2020 و2021 و2022، وإذا نظرنا إلى القرارات التي اتخذناها في موازنة العام 2019 على صعيد وقف التوظيف على مدى ثلاث سنوات، فإنّ هذه إحدى الخطوات لوقف النفقات لدينا. وفي موازنة العام 2020 سنتخذ خطوات مماثلة، وبما أنّنا أقررنا استراتيجية الكهرباء ويجب أن ننفذها، فإن ذلك يوجب علينا تخفيض الدعم الذي نوفره للكهرباء بنحو المليار دولار، وهذا يجعلنا نصل إلى الأرقام التي نسعى إليها.
-سئل: هل بدأ البنك الدولي استخدام الأموال التي منحها في "سيدر" بالمشاريع الحالية؟
أجاب: "بالتأكيد بدأوا يستخدمونها. الآن نحن نعمل مع الفرنسيين لكي ننتهي من اللجنة التي ستتابع كلّ هذه المشاريع، وإن شاء الله يكون هناك أوّل اجتماع لهذه اللجنة في أيلول المقبل.
-سئل: هناك أزمة حقيقية في موضوع النفايات، فهل ستنتظرون تمويل هذا الملف من مشاريع سيدر؟
أجاب: "حين أعود إلى لبنان سيكون لدي كلام واضح وصريح في موضوع النفايات، وأنا أرى أنّ هذا الموضوع يتخذ طابعاً مؤسفاً، طائفياً ومذهبياً، وهذا أمر مقزز أنّنا وصلنا إلى مكان أصبح فيه المواطن لا يعرف ما الذي يقوله. هناك من يقول إنّه لا يريد أن يستقبل النفايات، فلنمنع بعضنا إذا من الذهاب إلى المنطقة الفلانية لتناول العشاء مثلاً، لأنك إذا تعيشت في هذه المنطقة يجب أن تأخذ نفاياتك معك وتعيدها إلى منطقتك. هذا الأمر أصبح "مسخرة". هناك أشخاص لا يفكرون بما يقولون. يمكن أن يأتي من يقول لك إنّك إذا أقمت محطة كهرباء في هذه المنطقة فيجب أن تخدم هذه المنطقة فقط. لكن حين أعود إلى لبنان سيكون لدي كلام واضح وصريح في هذا الموضوع وستكون لديّ حلول بأن تفرض الدولة قراراتها وانتهينا".
-سئل: هل أنت متفائل من خلال اللقاءات التي ستجريها بأن يكون هناك تحسن في تصنيف لبنان؟
أجاب: "أنا أعلم أنّ أرقام لبنان المالية صعبة، واليوم لدينا تحد كبير جداً مع ستاندرد أند بورز ونعمل من أجل تحسين هذا الموضوع، لكن هذا لا يعني أن وضعنا غير جيد، بل على العكس، نحن نقوم بكل الخطوات التي ستوصلنا إلى بر الأمان. المهم ألا نكون نتلقى الأخبار السلبية دون أن نقوم بأي تحرك. الفكرة الأساسية أنه مهما كان الآتي إلينا، فإن علينا أن نقوم بواجباتنا، وإلا إن بقينا ننتظر ونقول لماذا حصل ذلك، يكون هذا خطأ. علينا أن نقوم بما يجب أن نقوم به ونوصل أنفسنا إلى بر الأمان".
-سئل: كيف تقيم هذه الزيارة اليوم؟
أجاب: "أنا أقيمها بطريقة وأخصامي يقيمونها بطريقة أخرى".
-سئل: هم يعتبرونها إملاءات أميركية؟
أجاب: "هم من تأتيهم الإملاءات أنا لا أحد يملي علي شيئاً".
بعد ذلك توجه الحريري إلى مقرّ إقامته في فندق الفور سيزنز، حيث استقبل نائب وزير الدفاع الأميركي جون رود، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين، لاسيما سبل دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية.