وتصدرت بيروت وطرابلس مناطق الاحتجاجات من حيث عدد المحتجين، فقد توافد الآلاف إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح إضافة إلى ساحة النور في طرابلس حيث تخط عدد المعتصمين الـ 100 ألف متظاهر، وكثرت المطالب والشعارات لكنها توحّدت حول إسقاط الحكومة والنظام الطائفي، في وقت غاب عن المشهد أي خلاف او اشكال بين المتظاهرين أو مع القوى الأمنية، في حين خرقت مدينة بينت جبيل الأجواء الإعتصامية المعتادة بفعل قيام شبّان بترهيب المتظاهرين وملاحقتهم في محاولة لقمع الحركة الاحتجاجية هناك.
وقطع عدد من المحتجين الطريق الرئيس في الحمرا، أمام مصرف لبنان المركزي، منددين بالسياسات والهندسات المالية. وكذلك تجمع المحتجون أمام مصرف لبنان في صيدا مرددين هتافات "يسقط حكم المصرف". وانطلقت عصرا، مسيرة احتجاجيّة من امام سراي النبطية باتجاه فرع مصرف لبنان في المدينة.
ونظّم أهالي بلدة دير الأحمر والقرى المجاورة اعتصاما مساء اليوم عند مدخل البلدة، بالقرب من مكتب حزب "القوات اللبنانية"، شارك فيه رؤساء بلديات ومخاتير وحشود شعبية.
وامتلأت ساحة الاعتصام على اوتوستراد جونيه بالمعتصمين، الذين يهتفون بالشعارات المطالبة بالتغيير رافعين الاعلام اللبنانية.
وتم فتح بعض الطرقات بعد مفاوضات متواصلة مع المحتجين باستثناء بعض الطرقات في بيروت والشمال والبقاع التي أعيد قطعها مؤخراً. واتخذ الجيش منذ ليل أمس إجراءات أمنية مشددة لا سيما في وسط بيروت، حيث وعد المنظمون بتوافد حشود كبيرة إلى ساحتي رياض الصلح وساحة الشهداء في العاصمة اللبنانية مع اقتراب ساعات الليل.
وأعلن وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب أنه و"بسبب الاستمرار في إقفال الطرقات يعلن وزير التربية والتعليم العالي عن إقفال المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة غداً الأربعاء الواقع فيه 23 تشرين الأول 2019 وحتى إشعار آخر".
وتسعى القوى السياسية لامتصاص الحركة الشعبية من خلال الترويج لفكرة التعديل الوزاري الذي قد يطال الوزراء "الأكثر استفزازا" في الحكومة، في حين رفض المحتجون هذا الخيار، مطالبين باسقاط الحكومة بالكامل.