بقرارٍ واحدٍ يتعلّق بفرض ضريبة على "الوتسآب".. "ولّع لبنان"، واندفع الناس إلى الشوارع من هذا الباب، ليعلنوا ثورتهم على الطبقة السياسيّة، مفنّدين مطالبهم التي تنطلقُ من الهمّ المعيشي والإقتصادي الذي يشهدُ أبشع تدهوراً على الإطلاق.
بروباغندا مواقع التواصل: تهديد للسلطة
ولذلك، فإنّ "ثورة الناشطين" لا تهدأ على "فيسبوك" و "تويتر"، ومن خلالهما تكون التعبئة ضدّ الأحزاب السلطوية، والأمر المهم أنّ ما تفرضه وسائل التواصل الإجتماعي من بروباغندا وحملات دعائية، يكفي لتحريك الشارع بلحظات، وهذا ما حصل ويحصلُ فعلاً. لكنّ ما برز مؤخراً هو أنّ السلطة لم يعد تروق لها هذه الحملات، ولم يعد يحلو لها أن ترى مواقع التواصل منبراً حراً للناشطين المناهضين لفسادها، ولم تعد تريدُ أن ترى كل الملفات المتعلقة بها مكشوفة للعلن. فإذا كانت القنوات التلفزيونية والصحف والإذاعات محكومة بقوانين تضبط عملها رغم كل السياسات الإعلامية المؤيدة للحراك، فإنّ مواقع التواصل لا يحكمها شيء سوى ناشطيها.
حسابات الفيسبوك تحت الخرق: الناشطون مهدّدون
تقول إحدى الصحافيّات الناشطات لـ"لبنان24" أنّها "عمدت إلى نشر صورٍ تتعلق بقيام عددٍ من الأشخاص تابعين لأحد الأحزاب بمهاجمة متظاهرين، وقد علّقت عليها بأن هؤلاء هم من زعران السلطة". وتوضح الناشطة أنها "تلقت تهديدات بشأن ذلك، وقد تم الإتصال بأهلها، واتهامها بأنها تهاجم احد المسؤولين. وتضيف: "ما كتبته لا يطال أحداً، وما لاحظته أنه كانت هناك محاولات لإغلاق حسابي على فيسبوك"، وقالت: "هذا أمرٌ يهدّد لنا حريتنا، ولا يترك لنا هامشا للتعبير عن رأينا، وقد أصبح الأمرُ يهدد حياتنا أيضاً".
بدورها تقول ناشطة أخرى أنّ "انتقادها لاحد الاحزاب ساهم في تعرضها لسيل من الشتائم من قبل مناصرين له"، وأضافت: "إن النقد السياسي لا يجب أن يجعلنا عرضة للشتيمة.. هذا ما حصل فعلاً، كما كانت هناك محاولات لخرق صفحتي مرات عدّة".
كذلك، أكّد ناشط أنّ "أراءه السياسيّة دفعت مناصري التيار الوطني الحرّ لإطلاق التهم بإتجاهه على أنه يتقاضى أموالاً من السفارات"، وقال: "لقد أقحمونا في أمر ليس لنا به، والأهم من ذلك هو أنهم بعثوا لنا بتهديدات بإقفال صفحاتنا وخرقها في حال أكملنا الكتابة عن الفساد المتعلق بالأحزاب السلطوية".
في المحصّلة، يمكن القول أنّ السلطة وعبر هذه الخطوات، تؤكد على إفلاسها أمام الحريّات، وما يحصل ليس إلا دليلاً قاطعاً على إنتصار كلمة الأحرار في وجه التابعين... والأيام ستثبت ذلك..