في اليوم الحادي والعشرين للثورة التي يشهدها لبنان على امتداد مساحته إحتجاجاً على سوء الآداء السياسي والسياسات الإقتصادية، بدأ الحراك يأخذ منحى آخر من خلال "إغلاق طرقات الفساد"، وتنفيذ تجمّعات عند المؤسسات التي تعتبر أبواباً للهدر والفساد، توازياً مع استمرار المسرات والإعتصامات في مختلف المناطق.
في هذا الإطار، نفّذ محتجون مسيرة راجلة حاشدة مساءً انطلقت من منطقة الرملة البيضاء باتجاه الـ"ايدن باي" في بيروت، بهدف الضغط من أجل استعادة الأملاك العامة البحرية المسروقة واسترجاع الأموال المنهوبة. وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأنّ مجموعة من المحتجين دخلت العقار المحاذي لفندق "إيدن باي" في الرملة البيضاء، وسط انتشار لقوة كبيرة من مكافحة الشغب، من دون تسجيل اي اشكالات. واعتبر المحتجون أنهم "دخلوا عقاراً عاماً ولا يحق لأحد منعهم من ذلك"، مطالبين بـ"منع التعدّي على الأملاك البحرية العامة".
كما انتشر فيديو يظهر تعرض أحد المتظاهرين للضرب على رأسه، ما أدّى إلى إصابته.
وتماشياً مع الموجة، فقد عمد أهالي مدينة بيروت إلى قرع الطناجر تأييداً للثورة.
اليوم الـ21 طبعه كذلك ما سُمي بـ"ثورة الطلاب"، إذ رفض الطلاب تلقي الدروس، فيما نفّذ عدد منهم تجمعات حاشدة، لاسيما أمام وزارة التربية في منطقة الأونيسكو.
كما احتشد في ساحة ايليا - صيدا مئات السيدات والفتيات اللواتي حملن الشموع، تعبيراً عن حقوق المرأة، لاسيّما الجنسية لأولادها ومساواتها في الحقوق الوظيفية واقرار قوانين تحميها من كل اشكال التعنيف.
وفي بعلبك، أقيمت مسيرة تخللها قرع على الطناجر، جابت شوارع وساحات المدينة، نظمها "حراك أبناء بعلبك"، إنطلاقاً من ساحة الشاعر خليل مطران، مروراً بالأسواق التجارية وساحتي السراي وناصر، وانتهاء بساحة القلعة. وردّد المتظاهرون الشعارات المطلبية، على أصداء الأغاني والأناشيد الوطنية.
وفي عكار، نظمت مسيرة في بلدة البيرة حمل خلالها المشاركون الطناجر والأواني المطبخية وقرعوا عليها، رافعين الأعلام اللبنانية ومطالبين بحقوقهم. وأكّدوا مواصلة التحركات المطلبية حتى تحقيق الأهداف.
أمّا في الهرمل، فقد واصل الحراك الشعبي تحركه، وكانت وقفة أمام السرايا الحكومي وسط الإعلام والشعارات الوطنية وإجراءت لقوى الأمن الداخلي، التي تولّت حفظ الأمن وتنظيم السير. وكان كذلك تأكيد على مواصلة التحرّك السلمي لمحاسبة الفاسدين وتشكيل حكومة تكنوقراط للنهوض بالبلد وتحسين الأحوال وتحقيق المطالب المحقة.
وفي مدينة صور، توافد المحتجون إلى ساحة العلم رافعين الأعلام اللبنانية، ومرددين شعارات داعية إلى "التغيير"، وسط تدابير أمنية مكثفة للجيش والقوى الأمنية. وأكّد المحتجون "الإستمرار في الإعتصامات والتظاهر حتى تحقيق المطالب المحقة".