خبر

الحريري... والمناورة الاخيرة

تشعر أوساط مطلعة في 8 آذار بخيبة كبيرة من جراء إعلان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري اعتذاره عن التكليف خاصة إذا اقترن هذا الأمر مع عزوف عن التفاهم عن الشخصية البديلة إذ ان هذه القوى وضعت لنفسها مساراً ابتدائيا تمسكت به وانطلقت منه في مقاربة تسمية الرئيس المكلف وهو التفاهم مع الحريري رئيسا مكلفا او التفاهم معه على بديل له.

لقد تلمس الرئيس نبيه بري، خلال لقائه الأخير مع الحريري بحسب ما اكدت المصادر لـ"لبنان24" تمسكه بأن يكون هو الرئيس المكلف لا احد سواه وان لا نية لديه لتسمية بديل عنه بيد أن الموقف نسف كل هذه الانطباعات ووضع البلد أمام اتجاه آخر، خاصة في ظل ما يتم تناقله عن أن رئيس حكومة تصريف الاعمال وكتلا أخرى تتجه الى تسمية السفير نواف سلام وهذا ينطبق على كتل القوات والمستقبل والكتائب وربما الاشتراكي ايضا و المستقلين، او الذهاب باتجاه اسم اخر قد يشكل مفاجاة بدوره، علما انه في الاسابيع الماضية تردد اسم النائب  بهية الحريري والوزيرة ريا الحسن الامر الذي يعني انه في حالة نواف سلام وهو الخيار الذي سبق أن رفضته 8 اذار انطلاقا من ملاحظاتها على ادائه في نيويورك، يكون الحريري قد ذهب في خيار عدم التفاهم، وبالتالي المواجهة مع هذا الفريق الامر الذي سيواجهه 8 اذار بتسمية شخصية أخرى مما يعني ان الاستشارات ستعيد انتاج معسكرين اشبه بمعسكري 8 و14 اذار وهي الوضعية الاكثر سوءا في هذه المرحلة، وهو ما سعى الثنائي الشيعي منذ استقالة الحكومة الى تلافيه بوصفه الاحتمال الأسوأ، والسيد حسن نصر الله أكد في إطلالاته أن حكومة اللون الواحد خيار غير مناسب ولا يساعد في إنقاذ البلد في هذه المرحلة،وان حل الأزمة الحالية يفترض تعاون الجميع وتقديم التنازلات.

اما اذا ذهب الحريري الى تسمية شخصية يمكن التفاهم عليها مستفيدا من الساعات المتبقية من ليلة الاربعاء قبل صبيحة الاستشارات، كالنائب الحريري او الوزيرة الحسن،  ففي هذه الحالة سيكون البلد امام مشهد جديد يتسم بالايجابية بصورة عامة لان الرئيس الحريري في هذه الحالة يكون قد استجاب لاحد الخيارات التي طرحها الثنائي الشيعي ولانه ايضا يكون قد نزع فتيل التصادم مع التيار الوطني الحر ووفر المخرج المناسب لعدم تمثيل باسيل في الحكومة، مع الاشارة الى ان الجديد في موضوع الاستشارات النيابية انها باتت تستند الى فصل التكليف عن التاليف والى تاجيل البحث في الشروط والشروط المضادة  وبالتالي الاقدام على نصف معالجة وترك النصف الثاني الى مرحلة لاحقة.