خبر

بيروت تحت نار المواجهات.. الحكومة تأجّلت والمشاورات مستمرّة

لم تختلف مشهدية، اليوم الأحد، في وسط بيروت عمّا حصل خلال الأيام القليلة الماضيّة، حيث عاد التوتر ليخيّم على المدينة بعد تجدّد المواجهات، بين القوى الأمنية والمتظاهرين.

 

فبعد مواجهات بدأت في محيط مجلس النواب، إندلعت إشتباكات عنيفة بين عناصر مكافحة الشغب ومحتجين، إذ قام عدد كبير منهم برشق العناصر الأمنية بالحجارة والمفرقعات النارية، قبل أن ترد قوى الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم المياه.

 

وإثر تأزّم المواجهات، تدخل عناصر من الجيش لابعاد المتظاهرين عن محيط ساحة النجمة. وبعد فترة من الهدوء، عادت المواجهات أمام مدخل مجلس النواب في شارع بلدية بيروت، إذ استأنفوا رشق العناصر الأمنية بالحجارة التي غطت الشارع وحولته إلى ما يشبه ساحة الحرب، مع بقايا القنابل المسيلة للدموع، إضافة إلى زجاج عدد من المحلات المحطم.

على المتظاهرين، قبل أن تعاود رشّهم بالمياه.

 

وأدّت المواجهات إلى سقوط عدد من الجرحى بين المتظاهرين، جراء إصابتهم بالرصاص المطاطي الذي أطلقته عناصر قوى الأمن عليهم. وأعلن الصليب الأحمر اللبناني أنّ "17 فرقة عملت على إسعاف المصابين"، مشيراً إلى أنه "جرى نقل 38 جريحاً حتى الساعة من وسط بيروت إلى مستشفيات المنطقة وإسعاف 52 إصابة في المكان".

 

من جهتها، ذكرت المديرية العامة للدفاع المدني أن "عناصرها تعمل على تقديم الإسعافات الأوّلية اللازمة لأكثر من 15 مصابا أُصيبوا بضيق في التنفّس وجروح طفيفة في وسط بيروت وتمّ نقل 9 مصابين إلى المستشفيات". إلى ذلك، أسفر الرصاص المطاطي عن إصابة مراسل قناة "الجزيرة" ايهاب العقدة في قدمه، ومصور قناة "الجديد" محمد السمرا بيده.

 

لا حكومة.. وإجتماع أمني غداً

 

ومع إستمرار المواجهات في الشارع، لم يخرج الرئيس المكلّف حسان دياب بإعلان عن تشكيل الحكومة، بعدما زار قصر بعبدا عند الساعة الخامسة للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وغادره بعد ساعة ونصف من دون الإدلاء بأي تصريح.

وأشارت مصادر متابعة إلى أنّ اللقاء الذي عقد بين عون ودياب، عرضت خلاله حصيلة الإتصالات بعد لقاء عين التينة، وتمّ الدخول ببعض التفاصيل وبتركيبة الحكومة، والتي استقرت حتى الساعة على 18 وزيراً".

 

 وذكرت المصادر أنّ "الجو إيجابي، وهناك اتفاق على متابعة درس التفاصيل خلال اليومين المقبلين. كذلك تم البحث في دمج بعض الوزارات والخيارات المتاحة".

 

وتحدثت المصادر عن "وجود رغبة بتسهيل التشكيل، وأنّ عون  قدّم كلّ الإيجابيات لتبصر الحكومة النور"، مشيرةً إلى أنّ "اللقاء حصل بعد اتصال جرى بين عون والرئيس المكلف، تمّ الإتفاق بعده على هذا اللقاء الذي استمر لساعة ونصف الساعة، والذي سبقه لقاء للرئيس عون مع الرئيس نبيه بري".

 

إلى ذلك، ذكرت قناة "الجديد" أنّ "مغادرة دياب دون أي تصريح، يعني أنّه لم يحصل اتفاق بينه وبين الرئيس عون، لا سيّما في موضوع توزير أمل حداد بالإضافة إلى وزارة الأشغال بعد تخلي تيار المردة عن المشاركة في الحكومة". وأكدت المعلومات أن "الساعات المقبلة ستشهد مزيداً من التشاور، والأجواء تشير إلى أن تيار المردة لن يعرقل مسار تشكيل الحكومة رغم قراره بعدم المشاركة وسيمنحها الثقة". وذكرت قناة الـ"MTV" أنّ "أكثر من فريق يرفض أن تكون الحصة المسيحية في الحكومة لفريق واحد فقط هو التيار الوطني الحر".

 

ومن المقرر أن يعقد يوم غد الإثنين في قصر بعبدا، اجتماع أمني سيحضره وزير الدفاع الياس بو صعب، ووزيرة الداخلية والبلديات ريا حفار الحسن وقادة الأجهزة الأمنية، لعرض الأوضاع الأمنية والمستجدات الأخيرة".

 وذكرت قناة "الجديد" أنّ "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كان يريد أن يعقد اجتماعاً لمجلس الدفاع الأعلى لكنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لم يوافق على الحضور وهو نائب رئيس مجلس الدفاع، فاستعاض عن اجتماع المجلس باجتماع أمني، وهدفه حماية المتظاهرين السلميين والممتلكات العامة والخاصة".

من جهتها، ردّت مصادر الحريري مؤكدة أنّ "الأخير رفض المشاركة في المجلس الاعلى للدفاع منذ بدء ثورة 17 ‏تشرين لاعتباره أن الحل ليس أمنياً إنما هو سياسي، ويبدأ بتشكيل حكومة تراعي مطالب الشارع". ‏