تحت عنوان المبادرات القضائية "الحميدة" ما لها وما عليها!، كتب جورج شاهين في "الجمهورية": ما بين قصر العدل وحاكمية مصرف لبنان، جالَ ملف التقنين بالدولار وأسعاره، العالِق بين المصارف والصرّافين من جهة واصحاب الودائع، برعاية قضائية غير مسبوقة، وهذا ما دفع الى أكثر من سؤال حول إمكان تجاوز القضاء لحد صلاحياته وقيامه بأدوار السلطات المعنية. وكل ذلك يجري في وقت لا يمكن لأحد الحكم على ما آلت اليه التفاهمات المعلنة بانتظار ترجمتها.
ولمّا توالت بعض الشكاوى والإخبارات الى القضاء عن الادّعاء بوجود مخالفات مالية للقوانين والأنظمة المرعية الإجراء، باتَ بعض القضاة على تَماس مع العديد منها، وخصوصاً تلك المتّصلة بقانون النقد والتسليف وقانون التجارة العامة، كما تلك الأنظمة التي ترعى عمل الصرّافين في بلد يدّعي الإقتصاد الحرّ، فانفجرت سلسلة من الأزمات دفعة واحدة. وزاد الطين بلّة أنها تزامنت مع ولادة حكومة جديدة ومواعيد استحقاقات مالية كبرى منها كيفية التعاطي مع دفع سندات "اليوروبوندز" المستحقة، في وقت عجزَ فيه مصرف لبنان ومعه السلطات المعنية بالحد من الفلتان الذي شَهده القطاع المصرفي، وباتت المصارف في مواجهة خطيرة وغير مسبوقة مع أصحاب الودائع على أنواعها، فشهدنا على اعتداءات لم يشهد لبنان مثيلاً لها في زمن قدّمت الإنتفاضة الشعبية السلمية في أولى تحركاتها نموذجاً يُحتذى به في العالم.