أخبار عاجلة

'كورونا' ضيف ثقيل على مجلس الوزراء... الحكومة انطلقت بمفاوضات التعثر وخطة الكهرباء في أيار

'كورونا' ضيف ثقيل على مجلس الوزراء... الحكومة انطلقت بمفاوضات التعثر وخطة الكهرباء في أيار
'كورونا' ضيف ثقيل على مجلس الوزراء... الحكومة انطلقت بمفاوضات التعثر وخطة الكهرباء في أيار
حط ملف الكورونا، ضيفاً ثقيلاً على طاولة مجلس الوزراء، الذي انعقد أمس في السرايا الحكومية، برئاسة الرئيس حسان دياب، حيث جرى استعراض عمل لجنة الكورونا وربط عملها والوزارات مع غرفة إدارة الكوارث في السراي الحكومي، التي باشرت عملها، إضافة إلى متابعة شؤون اللبنانيين في الخارج والتواصل مع أهلهم.

وتم الاتفاق على إنشاء صندوق خاص لقبول التبرعات من اللبنانيين ومن غير اللبنانيين لمواجهة هذه الأزمة. وتدعو الحكومة كل شخص في لبنان أو خارج لبنان إلى المساهمة في هذا الصندوق في هذه المرحلة الصعبة.

الكورونا الشغل الشاغل
ومع وصول اعداد المصابين بفيروس الكورونا في لبنان الى ما يقارب الـ120 حالة مع ارتفاع عدد الوفيات الى 4، أشارت صحيفة "النهار" الى ان الفترة الشديدة الحرج والدقة والخطورة التي يجتازها لبنان في حربه مع زحف الفيروس وانتشاره السريع. ففي اليوم الثالث بعد بدء تنفيذ حال التعبئة في لبنان، سيبدأ منتصف ليل الأربعاء - الخميس (أي هذه الليلة) تنفيذ قرار وقف الرحلات الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي بين لبنان والعالم باستثناء حالات محددة، بما يعني ان لبنان سيُصبِح معزولا تماما عن العالم الخارجي في سابقة لا مثيل لها الا في اعتى حقبات الحروب والاجتياحات. وهذا الإجراء سيفتح الباب امام تزخيم الإجراءات والتدابير والخطط الجارية او التي ستبدأ لزيادة الضغط حتى ذرواته لالتزام المواطنين التزاما صارما ومتشددا البقاء في المنازل وعدم مغادرتها الا للضرورات القصوى، وهو الإجراء الذي تعول عليه السلطات الصحية والرسمية تعويلا حاسما لكسر سلسلة العدوى السريعة التي يتسم بها فيروس كورونا وبداية تراجع الإصابات بوتيرة اخف مع نهايات مهلة الأسبوعين التي حددها مجلس الوزراء لحال التعبئة. ويقول خبراء في القطاع الصحي وأطباء متخصصون بان لبنان يقف واقعيا امام الاختبار الأكبر والأخطر لإنقاذ نفسه من الانزلاق نحو المرحلة الثالثة من اتساع انتشار الفيروس والتي غالبا ما تحمل خطر ارتفاع الإصابات الى مستويات يصعب السيطرة عليها وينوء تحت أثقالها الجسم الطبي والاستشفائي بما يخشى معه من تكرار تجارب مريرة تجتازها حاليا دول متطورة وقادرة كإيطاليا، ومع ذلك تشهد ارتفاعا مخيفا في اعداد الإصابات والضحايا.


وكشفت المصادر المعنية بالإجراءات الجارية منذ اعلان حال التعبئة لـ"النهار" ان القوى العسكرية والأمنية تواكب بقوة تنفيذ الخطة لمنع أي أنواع من التجمعات والحؤول دون خروقات خطيرة وجدية للقرارات المتعلقة بضرورة التزام المواطنين منازلهم. ولفتت المصادر المعنية الى ان ما يتبعه لبنان حاليا في مواجهة إعصار كورونا ينطبق تماما على توصيات وتوجيهات منظمة الصحة العالمية بما يعني ان التشدد المطلق في خطة الطوارئ او التعبئة لمدة أسبوعين هو المعيار المعتمد عالميا كمحاولة حاسمة لكسر سلاسل الانتشار البشري التي تعد الشريان الأخطر لانتشار الفيروس بسرعة ولذا ستكون الإجراءات متدحرجة ومتصاعدة خلال الأسبوعين الحالي والمقبل من اجل تحقيق هذا الهدف وعدم تفويت فرصة يمكن من خلالها فعلا بدء تراجع الإصابات تدريجا.

 

الاصابة الأولى لم تأت من ايران

وعلمت "الأخبار" أن العوارض ظهرت على عدد من المُصابين منذ 26 شباط، أي بعدَ خمسة أيام من موعد وصول الطائرة. أحد هؤلاء هو المدرّس مارون كرم الذي توفي يوم 11 آذار. معظم المُصابين الآخرين هم من الآباء المقيمين في دير مار يوسف في الأشرفية، والذين لم يُعلن عن إصابتهم سوى بتغريدة نشرها الراهب اليسوعي الأب روني الجميل عبرَ صفحته على «فايسبوك» يوم ٨ آذار، قائلاً: "اتضح لدينا أن راهبين اثنين مقيمين في دير مار يوسِف، مُصابان بفيروس كوفيد ١٩، وكتدبير وقائي تم وضع جميع المُقيمين في الدير في الحجر الصحي لمدة أسبوعين".

هذه التغريدة لم تُرفَق بأي تفاصيل إضافية عن كيفية حصول العدوى. لكن ما لا يعرفه كثيرون أن العوارض بدأت بالظهور تِباعاً على الآباء بعدَ 4 أيام فقط من "رياضة روحية" شارك فيها 20 شخصاً في الدير بين يومي 20 و22 شباط الماضي. فماذا حصل؟

قالت مصادر اليسوعيين لـ"الأخبار" إن عوارض سُعال وحرارة ظهرت يوم 26 شباط على أحد الآباء، استدعَت نقلَه إلى المُستشفى، قبلَ أن يخرُج في اليوم التالي، إذ لم تتنبّه المُستشفى الى احتمال إصابته بفيروس كورونا. وبحسب مصادر في الدير، عاد الأب إلى الدير واختلطَ مع باقي الرهبان كما في العادة، ثم عادت إليه الأعراض وأدخِل مُجدداً إلى المُستشفى في 6 آذار وتحوّل إلى "مُشتبه فيه" بالإصابة. وبعد إجراء الفحص اللازم، تأكدت إصابته بالفيروس.

الأب المذكور لم يكن الوحيد الذي ظهرت عليه الأعراض في تلكَ الفترة. فأحد المحامين وزوجته كانا مشاركين في الرياضة الروحية نفسها، ظهرت عليهما العوارض أيضاً بعد 4 أيام فقط. وتلقّى المُحامي اتصالاً من الدير بعد أسبوع يطلُب إليه إجراء الفحص "بسبب وجود إصابات بين الفريق الذي كانَ مُشاركاً بالنشاط"، فجاءت النتيجة إيجابية أيضاً.

المعلومات المتعلّقة بهذا النشاط وطريقة انتقال العدوى والحضور تُحاط بدرجة عالية من التكتم. وانعكس ذلك في كلام عدد من المشاركين الذين تحدّثت إليهم "الأخبار"، إرباكاً وتناقضاً في المعلومات. قال أحدهم "إن النشاط استمر يومين، بين 20 شباط، و22 منه"، ثم تراجع وقال "إنه ليوم واحد في 22 شباط ولمدة ساعة"، علماً بأن أحد الموجودين في الدير كانَ قد لفت إلى أن "النشاط استمرّ لساعات وتخلله عشاء"!

ومن بين المعلومات المتداولة أن ناقل العدوى راهب حضر إلى لبنان من إيطاليا. وبحسب أحد متابعي القضية، فإن دراسة القضية تؤكد أن من نقل العدوى وصل إلى لبنان بين 15 شباط و20 شباط. فهل حددت وزارة الصحة المصدر؟ وهل جرت متابعة القضية لمنع المشكلة من التفاقم؟ مصادر في وزارة الصحة تؤكد وجود ما يجري التكتم عليه، سواء في الرهبنة، أو في مستشفى أوتيل ديو. ويقول عدد من المشاركين إنهم لا يعرفون مصدر العدوى. هذه المعلومات غير المكتملة لا تزال في دائرة التقصي في الوزارة، والتي لا تزال حتى اللحظة غير قادرة على تحديد مصدر الإصابة الأولى، وهي على اتصال بالمصابين في الدير لمحاولة الحصول على التفاصيل التي يُمكِن أن تفيدها في عملية الرصد.


فتح الاتصال مع الدائنين
وفي مجال آخر، رفع وزير المالية غازي وزني تقريراً الى مجلس الوزراء، الذي انعقد أمس في السرايا الحكومية، عن سير المفاوضات مع حاملي سندات اليوروبوندز، وما عرض الاستشاري الممثل للحكومة "لازارد" والذي رافقته استفسارات واسئلة واجوبة من الوزير وزني.
واوضحت المصادر لـ"اللواء" انه حصل أمس تواصل مع ممثلي "لازارد" لوضع المعنيين بأجواء المفاوضات وما هي الاجراءات التي تتخذها المصارف، وان وزير المالية اثار نتائج الاتصالات مع المصارف بعد قرارها الاقفال امس والخطوات التي اتفق عليها لمواصلة العمل اليوم.
وعلمت "النهار" من مصادر وزارية مطلعة ان الحكومة فتحت من خلال الاستشاري "لازارد" خطوط الاتصالات مع الدائنين سعيا الى اطلاق المفاوضات حول إعادة برمجة الديون المستحقة. ولذا درس مجلس الوزراء المراحل التي بلغتها اعمال اللجان الكلفة وضع الخطة الاقتصادية والتي ستنبثق منها مقاربة الحكومة لازمة الدين والمعالجات التي تقترحها الحكومة لتحقيق امرين: خفض الدين والعجز في المالية العامة وتامين الموارد المالية المطلوبة لسداد الدين.

الخطة الكهرباء في أيار
ومن جهة ثانية، ذكرت الاوساط القريبة من السراي، إن الرئيس دياب ومع انتهاء فترة السماح (100 يوم) التي اعطاها لنفسه ولحكومته لاصدار الحكم عليها، سيُطلق الخطة الاقتصادية-الانقاذية في الاسبوع الاول من ايار، خلال مؤتمر صحافي يعقده في السراي يدعو اليه الفاعليات الاقتصادية والمالية والنقابية ووسائل الاعلام معلناً تفاصيلها، خصوصاً في الشق المتعلّق بالكهرباء، وهي النقطة الاهم باعتبارها الاختبار الذي على اساسه تستعيد الحكومة ثقة اللبنانيين اولاً والدول المانحة ثانياً"، لكن مصادر أخرى توقعت إعلان خطة الكهرباء الشهر المقبل.

إلا أن مصادر سياسية لاحظت خلو قرار مجلس الوزراء بشأن انشاء صندوق خاص لتلقي التبرعات بشأن فيروس كورونا من الضوابط والشروط اللازمة لناحية تحديد آلية الصرف والجهات المخولة التصرف بهذه التبرعات لاسيما وأن وزير الصحة العامة حمد حسن استبق القرار الحكومي بالإعلان عن إنشاء الصندوق بمبادرة منه وبمعزل عن اي قرار من مجلس الوزراء، بما يشكل تجاوزا فاضحا للقوانين وصلاحيات الوزير.

وتساءلت المصادر عبر "اللواء" عما اذا كان انشاء هذا الصندوق بشكل منفصل عن الهيئة العليا للاغاثة ام ملحقا أو تابعا لها كون من المهمات الأساسية للهيئة المؤلفة بقرار صادر عن مجلس الوزراء قبول الهبات على اختلاف أنواعها الى الدولة اللبنانية ادارة شؤون الكوارث على مختلف أنواعها.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟