'أزمة كورونا' تحرّر بعض السجناء  

'أزمة كورونا' تحرّر بعض السجناء  
'أزمة كورونا' تحرّر بعض السجناء  

حتّمت "أزمة كورونا" التي دخلت أسبوعها السادس، تحرّكاً سريعاً من الأجهزة الأمنية والقضائية في لبنان، بموازاة التعبئة العامة التي فرضتها الحكومة، فبدأت تبحث في حلول سريعة لمنع تسلّل هذا الڤيروس الى السجون اللبنانية، وتسعى جاهدة لإبعاد هذا الوباء عن أكثر من سبعة آلاف سجين موزعين في السجون المركزيّة والنظارات وغيرها من أماكن التوقيف.

 

ومن أجل التخفيف من الإكتظاظ داخل الزنزانات تمّ إخلاء سبيل نحو 180 سجينا في أسبوع واحد، وتتجّه الأمور الى تخلية عدد آخر من الموقوفين، مع الإشارة الى أنّ هناك أكثر من ألف طلب اخلاء سبيل تم التقدم بها منذ بدء "أزمة كورونا" حتى اليوم، وما اجتماع مجلس القضاء الأعلى الأخير الذي انعقد الكترونيا، إلا خطوة إضافية أوعزت الى القضاة للإسراع بالبت بطلبات تخلية سبيل الموقوفين سريعا مع مراعاة ما تنص عليه المادة 108 أصول محاكمات جزائية: "ما خلا حالة المحكوم عليه سابقا بعقوبة مدتها سنة على الأقل، لا يجوز أن تتعدى مدة التوقيف (الاحتياطي) في الجنحة شهرين، يمكن تمديدها مدة مماثلة كحد اقصى في حالة الضرورة، وما خلا جنايات القتل والمخدرات والاعتداء على أمن الدولة والجنايات ذات الخطر الشامل وحالة الموقوف المحكوم عليه سابقا بعقوبة جنائية، لا يجوز أن تتعدى مدة التوقيف في الجناية ستة أشهر، يمكن تجديدها لمرة واحدة ، ويمكن لقاضى التحقيق أن يقرر منع المدعى عليه من السفر مدة لا تتجاوز الشهرين في الجنحة، والسنة في الجناية من تاريخ إخلاء سبيله أو تركه"..

وفي خطوة هامة تهدف إلى التخفيف من اكتظاظ السجون، تعدّ وزيرة العدل ماري كلود نجم بالتنسيق مع مديرية السجون في قوى الأمن الداخلي مشروع قانون للعفو الخاص، بعد دراسة وتمعنّ في ملفات الموقوفين وحسن سلوكهم وخلاصات أحكامهم، لتتم إحالة الملفات الى لجنة العفو الخاص ومنها الى النيابة العامة التمييزية قبل التوقيع عليها من قبل رئيس الجمهورية، على أن يلحظ  هذا القانون حالات محددة تعفي محكومين من باقي العقوبة، لاسيما من بقي من مدة محكوميته شهراً وحتى ستة أشهر شرط أن يكون مشهوداً له بحسن سير سلوكه.

 

وكان النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات عمّم على المدعين العامين ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية عدم اللجوء الى التوقيف الإحتياطي إلا بحالات الضرورة القصوى كي لا تزيد أعداد الموقوفين من أعباء السجون.
يبدو جليّاً أن المضي في هذا الإجراءات والبت السريع بطلبات إخلاء السبيل من شأنه أن يقلّل من أعباء السجون المتخمة بنزلائها أقلّه بنسبة 20 بالمئة، وهو حلّ يعتبر الأمثل في الفترة الراهنة، ريثما يأتي حلّ آخر كالعفو الخاص أو العفو العام.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟