لا قيامة للبنان... إلاّ إذا!

لا قيامة للبنان... إلاّ إذا!
لا قيامة للبنان... إلاّ إذا!
لا يزال لبنان يسير في درب الجلجلة، الذي يبدو أنه طويل، وأن دون وصوله إلى قيامة حقيقية معوقات جمّة تُضاف إلى ما تخّلفه محنة الـ"كورونا" من نتائج آنية ومستقبلية، وهي نتائج تنوء تحت ثقلها أكبر الدول وأغناها، فكم بالحري لبنان الواقع أساسًا تحت ثقل أحمال لا قدرة له على تحمّلها لوحده، ومن دون أن يمدّ له الخارج يد المساعدة، وبالطبع ليس أي خارج، بإعتبار أن ما سيفرض عليه من شروط يجب أن تأخذ في الإعتبار وضعه الداخلي، وإذا ما كانت تركيبته الداخلية تسمح له بقبول أي شروط وبأي أثمان، وقد لا يكون له خيار سوى طرق باب صندوق النقد الدولي، لأن الدول الشقيقة والصديقة، التي كانت تقف عادة إلى جانبه تمدّه بما يحتاج إليه من مساعدة، سواء أكانت على شكل ودائع أو هبات أو قروض بفوائد ميسرّة ولآجال طويلة، غير مستعدة، أو بالأحرى غير قادرة على المساعدة هذه المرّة، وقد يتخذ البعض من جائحة الـ"كورونا" حجة لتبرير عدم المساعدة، التي لها غير اسباب تتعلق بهذا الوباء العالمي.

وفي عودة إلى ما قبل أزمة الـ"كورونا" لا بدّ من التذكير بأن فرنسا هي الوحيدة من بين سائر الدول، التي أبدت إهتمامًا بوضع لبنان، فيما رأينا دولًا أخرى، من عربية وأوروبية، تسير في الفلك الأميركي، نأت بنفسها عن تقديم المساعدة، وذلك بحجة أن الحكومة الحالية هي حكومة "حزب الله"، الذي لم يرَ حرجًا في تبني هذه "التهمة"، وأعتبر من على رأس السطح بأن حكومة حسّان دياب هي حكومته بإمتياز، وأن من سيواجهها سيضع نفسه في مواجهة مباشرة مع حارة حريك، التي تضع كل ثقلها من أجل أن تبقى هذه الحكومة واقفة على أرجلها، شاء من شاء وأبى من أبى.

وعليه، فإن معركة كسرالعظم بين الولايات المتحدة الأميركية و"حزب الله"، بالسياسة والإقتصاد من خلال ما تفرضه واشنطن من عقوبات على الحزب، لن توقفها أزمة الـ"كورونا"، التي تجتاح العالم بإسره، بل هي مستمرة ولو بأشكال متعددّة، سواء بالضغط على الدول العربية أو الدول الأوروبية لمنعها من تقديم المساعدة للبنان، إعتقادًا من واشنطن بأن ضغطها على الحكومة اللبنانية سيزيد من نقمة من هم في الأساس ضد الحكومة وضد "حزب الله". ويتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة القريبة تصاعدًا في لهجة الأحزاب المعارضة ضد ما تعتزم الحكومة من إتخاذه من إجراءات إقتصادية ستتضمنها الورقة الإقتصادية، التي ستنكب الحكومة على تسريع دراستها تمهيدًا لإصدارها.

وفي رأي بعض المصادر في 8 آذار أنه لولا العيب والحياء، ولولا جائحة الـ"كورونا"، ولولا الجهود التي يبذلها بعض الوزراء، وعلى رأسهم وزير الصحة، لكانت أحزاب المعارضة قد شنّت أكثر من هجوم على الحكومة، وأعتبرت أن تصريح الرئيس الحريري يصب في هذا الإتجاه، وهو مؤشر لبدء حملة مضادة ضد هذه الحكومة.

من هنا يُتوقع أن تكون درب جلجلة اللبنانيين مع حكومتهم طويلة وأن القيامة الموعودة لن يفيض نورها قريبًا.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟