كاد عبء الملفات الثقيلة يغيب ذكرى 13 نيسان 1975 المشؤومة. ولكن، وعلى قاعدة المأساة بالمأساة تذكر، فإن البعض دخل بمقارنة بين كورونا 2020 وكورونا الحرب الأهلية اللبنانية في أواخر القرن العشرين، وفي الحالين الخلاصة واحدة والرجاء هو هو: تنذكر وما تنعاد!.
بعيد منتصف الليلة تنتهي المرحلة الأولى من الخطة الحكومية لإجلاء اللبنانيين الراغبين بالعودة من الخارج، مع وصول الطائرة العائدة من لندن. على أن يحط الملف غدا على طاولة مجلس الوزراء، لإجراء تقييم للمرحلة الأولى، وأخذ القرارات المناسبة لناحية استكمال الخطة وتلبية مناشدات اللبنانيين العالقين في الخارج، وجديدها اليوم من 64 لبنانيا موجودين في سوريا.
واعتبارا من يوم غد ينصرف الاهتمام الرسمي إلى الملف الأكثر سخونة، أي الوضع المالي والنقدي وخطة الانقاذ الاقتصادية، اللذين أدرجا كبند أول على جدول عمل جلسة مجلس الوزراء في السرايا.
وفي تطورات كورونا محليا، كان ملفتا تراجع عدد الاصابات المسجلة في الساعات الماضية بالفيروس، إلى إصابتين فقط، ليبلغ إجمالي الإصابات 632 إصابة. وفي الاطار جولة لوزير الصحة حمد حسن على مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت لتفقد جهوزيتها.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"
اليوم الثالث عشر من نيسان.
في لبنان كما كل العالم، الحرب مستمرة، ولكن مع فارق أن اللبناني يخوضها هذه المرة كي يثبت الأهلية.
بالأمس كانت على متن بوسطة، واليوم على شكل كائنات مجهرية. الحرب مستمرة، ولكن في مواجهة ديكتاتورية "كوفيد التاسع عشر" الذي احتل العالم في أسابيع معدودة. أما أقانيم المعادلة فهي: حجر ووقاية، تضامن وأمل.
في الثالث عشر من نيسان، تغير المشهد، لم يتغير أبطاله. إسعاف "كشافة الرسالة الإسلامية" مازالت على جهوزيتها، تبلسم الجراح، تحضن كل من يلجأ اليها، من مجزرة بلدة المنصوري على يد الحقد الصهيونية، إلى مطار الحريري بفعل الغزوة الكورونية.
وفي 13 نيسان، العدوان الصهيوني تواصل على السيادة الوطنية بطائرات إستطلاع لم تترك سماءنا منذ ساعات فجره الأولى.
ولكي "ينذكر وما ينعاد"، ذكرنا الثالث عشر نيسان 1975، ولكن لن نخصص في نشرتنا أي تقرير حوله، على أمل أن يكون إستخلاص العبر قد تم. واليوم سيكون حصرا لاستذكار شهداء مجزرة المنصوري ولمتابعة الفيروس التاجي.
السياسات المالية المعنونة بمد اليد لتغطية العجز المالي من جيوب الفقراء، باعتماده الصيغة الأسوأ المسماة "هيركات"، دفعت حركة "أمل" إلى إعادة تأكيد رفضها ورفض أي مساس بأموال المودعين وتضييع جنى عمرهم تحت أي ظرف أو مسمى.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"
الثالث عشر من نيسان من العام 1975، تاريخ طبع بذاكرة اللبنانيين رصاصا ودما، وبوسطة نقلت البلاد إلى حرب ودمار وتاريخ من الاقتتال. ومنذ توقف أزيز الرصاص، واللبنانيون يحيون الذكرى بعبارة: "تنذكر وما تنعاد". أما اليوم الواقع فيه الثالث عشر من نيسان، فإن بوسطة من نوع آخر "تتفتل" في شوارعنا، تتربص بأمننا الصحي، تدهس اقتصادنا المصاب أصلا، وتلاحق واقعنا الاجتماعي والانساني المرهق، بوسطة لم تميز بين راكبيها ومطلقي النار عليها، إنها بوسطة كورونا.
البوسطة التي تجوب العالم الواقع في عجز أمام عجلاتها، وهي المدججة بالوباء العصي على البشرية وتقدمها إلى الآن، مقدمة نموذجا من الموت السريع الذي عم المعمورة دون استئذان من بلاد قوية أو أخرى ضعيفة، ومن بلاد غنية أو أخرى فقيرة. أما يفتقر إليه العالم مع هذا الوباء، فهو الاعتبار من هذه الجائحة، وهو العالم الذي ما زال بحسب منظمة الصحة العالمية واقعا تحت خطر الانتشار السريع لهذا الوباء.
في لبنان الذي يقف أهله جميعا شركاء لشفائه، كما قال وزير الصحة حمد حسن من مستشفيي السان جورج وبهمن في الضاحية الجنوبية لبيروت، هو وطن لم يصب بالصميم من الوباء الخبيث، كما قال الوزير، والمطلوب مواصلة المقاومة المجتمعية، والعمل يدا بيد لخدمة الناس، والتطلع بأمل إلى مستقبل مشرق للبنان.
لبنان الذي لم يسجل اليوم سوى إصابتين فقط بوباء كورونا، في خبر مفرح، لكنه يجب ألا يصيب اللبنانيين بالطمأنينة ويدفعهم إلى التفلت من الاجراءات، فكورونا متربص بالجميع، وموجاته تجول فضاءنا، ولا مجال للنجاة إلا إن أكملنا الالتزام بالاجراءات.
أما ما يجري على ضفاف كورونا من مناكفات، والتقاط البعض لفرصة ملامح الخطة الاقتصادية للحكومة ليثير سجالا، فهو أمر معيب كما أشار عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي عمار، الذي دعا الدولة من جهة أخرى إلى وضع اليد على من استساغ أن ينال من ودائع الناس.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
لأنها 13 نيسان، ولأن الذاكرة أقوى من الذكرى، ولأن التاريخ يعيد نفسه في هذا الشرق التاعس، لأن أغبياء كثرا لا يتعلمون، ونحن تعلمنا ولا نريد له أن يتكرر.
على مسافة أميال من بيروت، عند ما يعرف بنهر الكلب أو نهر الذئب كما كان الرومان يسمونه، طريق روماني قديم يستطيع المرء حتى يومنا أن يقرأ نقشا على صخرة ما زال ظاهرا، رغم عتق الزمان وقرون النسيان وإهمال الإنسان.
الامبراطور ماركوس أوريليوس انطونيوس أوغسطس. هو الامبراطور الذي وسع هذه الطريق فشق الجبل الصخري المشرف على النهر. مذاك الحين أصبح للتاريخ طريق. طريق داستها أقدام الفاتحين وتراجعت عليها أقدام المغلوبين المنهزمين. طريق الأمم من صور إلى انطاكيا العظيمة. مدينة الله العظمى وايقونة أورشليم العليا. طريق للفينيقيين والآشوريين والمصريين والفرس والاغريق والرومان والصليبيين والمماليك والعرب والغرب. انتصروا وانكسروا. جاؤوا ورحلوا. بقيت الطريق وبقي البحر وبقي الجبل.
في 13 نيسان لم ندعهم يمرون. لكننا اليوم نغفر ونسامح لشقيق انقلب عدوا وشريك تحول خصما. اليوم لم نعد نرى أعداء ولا نريد عداوة. ضربنا كشحا عن الماضي وتركنا للمحبة أن تمحو الصور البشعة من لوح ذاكرتنا.
لكن في 13 نيسان وإلى ملء الزمان، لن ننسى الدماء والشهداء، شموع جنازاتنا ودموع أمهاتنا، نعوش شبابنا إلى القبر ونقوش أحزاننا على الصخر، قوافل الأرجوان ومواكب الغار وشلوح الأرز.
لم يعرف اللبنانيون راحة ولا استراحة منذ قرون، ولا عرفوا الاستقرار إلا لماما ونادرا في لبنان الكبير. ضروب تآمر وهبوب فتن وروائح عفن وندوب شجن. مئات 13 نيسان ونحن وطن على بساط كفن. كنا بالحرب العسكرية وانتقلنا إلى ضرب المعادلة الديمغرافية وفرض انقلابات سياسية وصرنا بالعاصفة الاقتصادية.
في الحرب تهجير وتدمير، في السلم المزيف تهويل وتقتيل، في الاقتصاد الكاذب دجل وفشل، ازدهار خائب ونجاح كاذب.
أخذوا منا حياتنا وصحتنا وسرقوا مستقبل أولادنا، سطوا على أحلام شبابنا، "طفشوهم" وهجروهم ونصبوا أولادهم وحاشيتهم وزبانيتهم وأزلامهم "باش بزق" على هيكل الفساد و"انكشارية" على بيوت المال.
اللبناني الآدمي المثابر، الصابر، المجالد، المكابد على صنوف الدهر وأصناف العهر، يواجه اليوم أسوأ كوابيسه. ادخر بعضا من مال لليوم العصيب خشية غدرات الزمان وعثرات الحرمان، يأتيه من يقول له إنه سيكون هناك اقتطاع من مدخراته وتطيير لحساباته. شائعات ينفونها وخبريات يتنصلون منها.
"هيركات" لن تمر قط. هذه المرة سيقاتل الشرفاء وظهورهم إلى الحائط، وصدورهم إلى في مواجهة الزعران.
الحكومة التي فيها نأمل، عليها أن تذهب إلى أوكار الأفاعي وقصور العقارب والحدائق المعلقة ل"دبيحة" الحرب و"شبيحة" الطائف، إلى الأملاك البحرية والنهرية، إلى التهرب الضريبي، إلى رش مبيدات الفساد وحشرات السرقات، إلى القبض على القبابيط والجلابيط الذين تحولوا من سلاطعين إلى سلاطين ومن سمك بزري إلى قرش وحوت، دخلوا الادارة والمؤسسات حفاة عراة وخرجوا منها إلى اليخوت والناطحات. فلتذهب إلى المحروقات والنفايات والاتصالات والهندسات والاحتكارات، إلى مخبر عند أحد "الأبوات" صار من أصحاب المليارات. اذهبوا إلى أبناء الضلال واتركوا أبناء الحلال. اذهبوا إلى الذين أقاموا احتفالات بالملايين في وقت يتضور الناس جوعا ويئنون ألما. اسحبوهم من مواخيرهم ومناخيرهم. افضحوهم وزجوهم في السجن مع أننا نطالب بأكثر. وعندها، عندها فقط، فلتفعل الحكومة ما تشاء لكن ليس قبل ذلك.
أموال اللبنانيين وجنى عمرهم ليس مزحة، وليس ألعابا نارية استعراضية ومفرقعات خطابية وعنتريات لفظية. المس بأموال اللبنانيين الشرفاء الكرام، هو جريمة واعتداء مباشر على حقوق اللبنانيين المصانة بالدستور. أي خطوة من هذا النوع هرطقة وانتحار وسقوط في المحظور. حتى الآن يعول اللبنانيون على حكمة الحكومة ورزانة رئيسها، ورفض رئيس البلاد لأي مس بمدخرات اللبنانيين.
في 13 نيسان، كما وقفنا بالأمس، نرفض اليوم أن يتحول الوطن إلى كفن.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"
13 نيسان 1975- 13 نيسان 2020. خمسة وأربعون عاما انقضت على بوسطة عين الرمانة، والحرب في لبنان وعلى لبنان لم تنته بعد.
بعد ظهر ذاك الأحد الأسود اندلعت الشرارة. كانت تحتد حينا وتهدأ أحيانا، لكن جذوتها لم تنطفىء فبقيت إلى اليوم مستمرة. فإلى متى سيبقى الوطن الصغير معلقا على صليبه الكبير؟، حتى الآن لا جواب. لكن الأكيد أن التحولات الكبرى التي سيشهدها العالم كله في مرحلة ما بعد كورونا، ستسهم في تغيير المشهد في لبنان. كما أن المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية البنيوية التي تنهش جسد الوطن والدولة ستعجل، ولا شك، في تحقيق التغيير المطلوب.
طبعا، المرحلة الانتقالية لن تكون سهلة، خصوصا أن الطبقة السياسية المتحكمة لن تتخلى عن مكتسباتها بسهولة، ولن تستسلم أمام موجة التغيير. وهو ما تجلى بوضوح في أزمة كورونا، حيث حاولت قوى سياسية كثيرة تعويم نفسها من خلال المساعدات الاجتماعية التي قدمتها. لكن التغيير الكبير آت حتما، فما كتب قد كتب، والشعب سيدحرج حجر التبعية والخنوع والاستسلام والاستزلام ليدخل لبنان من جديد في زمن القيامة.
في اليوميات، الحكم والحكومة يتخبطان. فالخطة الاقتصادية علقت بعدما ووجهت بتحفظات واعتراضات، وبعدما تبرأ منها معظم الذين شاركوا في إعدادها. في المقابل، فإن خطة توزيع المساعدات الاجتماعية التي سيباشر بها غدا، تواجه بانتقادات حتى من أطراف تشارك في الحكومة، وذلك تحت عنواني الاستنسابية والتسييس. كذلك، التعيينات المالية مؤجلة لخلاف على الحصص والتحاصص. أما التشكيلات القضائية فنائمة في درج وزيرة العدل تنتظر توقيعها.
فقط المعالجة الحكومية للكورونا تبدو موفقة، حتى الآن على الأقل. فاليوم سجلت إصابتان، وهو رقم ايجابي في انتظار توسع دائرة الفحوص ابتداء من الغد. لكن المؤلم هو وضع اللبنانيين في الخارج. ففي ساحل العاج توفي أمس لبنانيان هما ابراهيم جابر ويوسف الزوقي. الزوقي تريد عائلته المفجوعة أن تستعيد جثمانه لتراه قبل أن يدفن ولتشيعه. لكن دوائر الدولة اللبنانية لا تزال عاجزة عن تحقيق الأمر. إنها مأساة اللبناني في ظل دولة كهذه، إذ يولد مديونا، ويعيش محروما، ويموت مقهورا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"
بدأ اليوم أسبوعان جديدان من التعبئة العامة، اللذان ينتهيان في السادس والعشرين من هذا الشهر، وما يكاد الأسبوعان ينتهيان حتى يكون لبنان والعالم الإسلامي قد دخلا في شهر رمضان المبارك.
التعبئة العامة الممدد لها وحلول شهر رمضان، يأتيان في وقت يواصل فيروس كورونا تمدده وتفشيه، حاصدا المزيد من الإصابات والضحايا، بنسب متفاوتة، ففي لبنان سجلت اليوم إصابتان جديدتان ليرتفع العداد إلى 632 إصابة، في وقت يستمر خط عودة لبنانيين من الخارج شغالا.
قلة الإصابات في لبنان ليست مشابهة لإصابات العالم التي لامست اليوم مليوني إصابة، وإن انحسرت في دول وتصاعدت في دول أخرى.
هذا على مستوى كورونا، أما على مستوى الملفات الداخلية الداهمة، فإن غدا مزدحم بالاستحقاقات: مجلس وزراء يتوقع أن يواصل مناقشة الخطة المالية أو ما اصطلح على تسميته "الأفكار المالية"، وإن كان الرأي العام يتعاطى مع هذه الأفكار على أنها خطة متكاملة، وما التراجع عنها إلا بعد الرفض العالم لها.
في مجال آخر، وفي معلومات للـLBCI أن وزيرة العدل ستحيل مشروع التشكيلات القضائية مع ملاحظاتها عليه، إلى وزيرة الدفاع المعنية به بموجب المادة 13 من قانون القضاء العسكري، على أن يحال بعدها إلى وزير المال ثم إلى رئيس الحكومة ومنه إلى رئيس الجمهورية، وما يحكى عن التداول به في جلسة مجلس الوزراء غدا غير دقيق، لأنه أصلا مرسوم عادي لا يتخذ قرارا في شأنه في محلس الوزراء.
اليوم كان رفض من المفتي عبد اللطيف دريان، الذي اعتبر أن هناك حربا اقتصادية لسلب أموال الناس بالباطل من المصارف. وسأل: بأي حق يقتطع من أموال المودعين في حين أن هناك أموالا منهوبة لا نعرف عنها شيئا حتى الآن، وأين التحقيقات في هذا الأمر؟.
ورفع المفتي سقف الاعتراض ليقول: إن دار الفتوى لن تقبل بأي تدبير أو موقف أو قرار يتناول مدخرات الناس وأموالهم التي جنوها بالحلال وبعرق الجبين، ودور الدولة أن تحمي الناس وتحمي مدخراتهم.
"حزب الله" على الموجة ذاتها في الاعتراض، نائب كتلة "الوفاء للمقاومة" علي عمار رأى ضرورة وضع اليد على من استساغ أن ينال من ودائع الناس عبر جمعية المصارف وغيرها، "خصوصا إذا ما أضفنا لها دورا شيطانيا لما يسمونه حاكما للمال في لبنان".
وبالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء، يعقد غدا اجتماع لهيئة مكتب المجلس، وأهمية هذا الاجتماع أنه سيحدد جدول أعمال الجلسة العامة التي إذا ما انعقدت تكون الأولى في الدورة العادية التي بدأت منتصف الشهر الفائت، أي منذ شهر تقريبا.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"
تجري الحكومة غدا فحصا مخبريا لقدرتها على استيعاب مزيد من المغتربين اللبنانيين. لكن اللبنانيين المقيمين يفحصون بدورهم قدرة مجلس الوزراء على الاستمرار في ورقة اقتصادية تقصف جنى العمر. وإذا كان الرئيس حسان دياب لا يزال يتمسك بطروح ال"هيركات" وال"كابيتال كونترول"، فعلى الارجح أنه سيعدل عن فكرته بعد "أمر إنهاء" أصدرته دار الفتوى، وحرمت فيه سلب أموال الناس بالباطل.
وقد ثبت لدى مفتي الجمهورية بالوجه الشرعي، إعلان الرفض لأي تدبير أو موقف أو قرار يتناول مدخرات الناس وأموالهم التي جنوها بالحلال وبعرق الجبين. وقال المفتي عبد اللطيف دريان إن دور الدولة حماية المدخرات والحقوق، لأن حرمانهم إياها سيسبب دمار المجتمع والأخلاق وإحلال الفوضى. وسأل دريان: بأي حق يقتطع من أموال المودعين في حين أن هناك أموالا منهوبة لا نعرف عنها شيئا حتى الآن؟.
وحق النقد للخطط الحكومية، لم يعد محصورا بالرأي العام والمؤسسات الدينية وقوى سياسية معارضة، بل تعداه إلى قلب مجلس الوزراء حيث ظهرت عوارض الرفض من الداخل، ويتقدم الجبهة وزير الصناعة عماد حب الله الذي سبق وأكد ل"الجديد" أنه ضد ال"هيركات"، داعيا أولا إلى كف يد السارق قبل مد اليد إلى الودائع. وإذ كشف حب الله أنه تعرض لتهديدين ناعمين من زملائه في الحكومة، رأى أن فتح المصانع مسألة مهمة لكي نعتمد على المقومات الداخلية مضاعفة لإنتاج السلع المستهلكة وحماية للانتاج.
وصوت حب الله من داخل الملاك الوزاري، يؤازره كلام النائب علي عمار من منصة الحدث، مطالبا الدولة بوضع اليد على من استساغ أن ينال من ودائع الناس. وكان عمار في خطابه الراعد، يرافق جولة وزير الصحة حمد حسن على مستشفيات بين الضاحية وبعبدا.
الجولات في ضواحي بيروت، والشكر من معراب وبشري المعزولة، حيث أطل رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من منصة افتراضية، موجها راجمات الشكر إلى رئيس الحكومة حسان دياب على استجابته السريعة، واستهدف بعبارات الامتنان أيضا وزير الصحة على كل الجهود التي بذلها حيث وضع نفسه في خطر وزارالمدينة.
ومن تسنى له متابعة جعجع اليوم، فقد يقاضيه على تصريحه قبل أقل من شهر، عندما أعلن أنه سيقاضي جزائيا رئيس الحكومة ووزير الصحة إذا تطورت الأمور إلى الأسوأ. وقد أثبتت الوزارات المعنية أنها تتعامل بمسؤولية مع خطر كورونا، سواء في تعاملها مع تنظيم عودة المغتربين، أو في معالجة المقيمين ممن أصيبوا بالوباء، وسجل لبنان انخفاضا نسبيا اليوم في عدد المصابين.