أخبار عاجلة
حرب أوكرانيا: 5 سنوات إضافية؟ -
روسيا تحقق في القوقاز ما عجز عنه الغرب -

لا توتر بين بكركي و 'حزب الله' ... مرحلة و تقطع

لا توتر بين بكركي و 'حزب الله' ... مرحلة و تقطع
لا توتر بين بكركي و 'حزب الله' ... مرحلة و تقطع
أما وقد رفع  البطريرك الماروني بشارة الراعي راية الحياد التي من شأنها، وفق قراءة الديمان، أن تدفع الدول الصديقة الى نجدة لبنان، الذي أدخل في عزلة بعدما زج من قبل اطراف سياسية في صراعات المحاور الاقليمية، وتحمي مصير لبنان من الضياع في لعبة الأمم ومن أخطار العبث بهويته ونظامه، فإن الثنائي الشيعي يظن أن مواقف البطريرك الراعي ليست معزولة عن سياق الضغوطات التي تمارس على الساحة اللبنانية بصورة عامة وعلى "حزب الله" بصورة خاصة.

لا يصح على الاطلاق، بحسب منصادر الثنائي الشيعي لـ"لبنان24"،  أن تتم قراءة "نداء الحياد" من زاوية تبسيطية. فلا هذا الموقف هو زلة كلام ولا نتاج وشوشوات الفريق الذي يحيط ببكركي، ولا هو موقف متسرع ولد فجأة في لحظة تأمل في صيف الديمان، إذ يبدو واضحا في سلسلة العظات المتتالية أن سيد الصرح يسعى الى تظهير الموقف تباعاً كصورة "البازل" التي تكمل بعضها بعضاً، كما ان مشاركته في احتفال "القوات" والكلمات التي انتقاها تطلق رسالة تموضع سياسي ينسجم مع هذا المسار.

يسعى البطريرك الراعي الى لعب دور طليعي من وجهة نظره في ادارة التحولات في لحظة خطيرة على المستويين اللبناني والاقليمي. ومن المعروف أن مقولة الحياد ليست جديدة في  الساحة اللبنانية، اذ أنها المقولة التقليدية لحزب الكتائب على وجه الخصوص وتعكس وجهة نظر ما يسمى تاريخيا باليمين المسيحي، علما ان هذا اليمين لم يكن يوما حياديا في تحالفاته وعلاقاته، على حد قول المصادر نفسها.

من الناحية العملية والسياسية فإن موقف الحياد، بالنسبة لمصادر الثنائي الشيعي، هو ضد "حزب الله"، الذي اعلن أنه جزء من محور الممانعة والمقاومة، والذي يتهمه كثيرون بأنه زج لبنان في صراعات المنطقة بمختلف ملفاتها الشائكة، وهو ضد "التيار الوطني الحر" الذي وفرّ الغطاء المسيحي للمقاومة، والذي لا يزال يتمسك بتفاهمه مع "حزب اللهط على رغم كل التحديات التي واجهته، خاصة وان لمقولة الحياد جمهورها المسيحي العريض والتي يسهل توظيفها في احراج "التيار البرتقاليط والعهد.

يرمي البطريرك الراعي الى استعادة دور البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير في رعاية التجمع الذي شكل نواة 14 آذار بعد صدور القرار 1559 وفي مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن هذه الزاوية، فإن مقولة الحياد تتكامل، بحسب المصادر نفسها، مع مقولات اخرى يتم العمل عليها محليا ودولياً، وتتصل بتعديل دور قوات الطوارئ الدولية وفتح ملف الحدود مع سوريا ووضع حد  للنزاع مع اسرائيل حول ملف الحدود البحرية والبرية والعمل على تشكيل حكومة لا يشارك فيها "حزب الله" وفتح ملف الاستراتيجية الدفاعية ومصير سلاح المقاومة.

وسط ما تقدم، فإن "حزب الله" التزم الصمت في التصدي لمواقف البطريرك الراعي وفي الجدل حول الحياد ومعناه وجدواه وحدوده، وترك الامر لحلفائه وفي طليعتهم "التيار الوطني الحر"، ويبدو أن "حزب الله" الذي لن يبادر راهنا  لاحياء اللجنة المشتركة بينه وبين الصرح البطريركي، يسعى في هذه المرحلة إلى اعتماد هذه المنهجية في مقاربة معظم الملفات الخلافية. فهو ينأى بنفسه عن الانزلاق الى سجالات مفتوحة حول هذه القضايا لأنه يفترض، وفق المصادر نفسها، أن اخصامه يريدون جره إلى الوقوع في فخ هذه السجالات، فهو التزم الصمت ايضا حيال ملف ترسيم الحدود البحرية ومحاولات بعبدا نقل مرجعية الملف من رئيس مجلس النواب  نبيه بري  الى مجلس الوزراء بهدف اعادتها الى صلاحيات الرئاسة، كذلك الامر بالنسبة الى تقدير الخسائر والارقام المالية الذي نشب بين لجنة المال والحكومة فهو التزم الصمت وعدم الوضوح في الموقف.

بالنسبة  لمصادر الثنائي الشيعي، يخطئ اصحاب مقولة الحياد اذا كانوا يعتقدون  ان اشتداد الضغوطات على "حزب الله" وعلى الساحة اللبنانية هي لحظة ضعف للحزب لان الاخير يعتبر أنه قادر على تقطيع هذه المرحلة التي ستستمر الى حين الانتخابات الاميركية المقبلة، وان امكاناته وخصوصيات البيئة الشيعية ستساعد على التخفيف من الاثار المترتبة على سياسات الضغط المالي والاقتصادين في حين أن الاثار السلبية ستصيب الساحة اللبنانية كافة وسيئن تحت وطأتها الجميع من دون استثناء.

ومع ذلك، فإن المعهود في علاقة بكركي مع "حزب الله" يتمثل بسياسة الانفتاح والاستقرار. فحارة حريك، وفق المصادر ذاتها، لا تريد لهذه العلاقة أن تتسم بالخصومة والتوتر على الاطلاق، فسياستها التقليدية تقوم على عدم الممانعة في فتح قنوات الحوار بعيدا عن الاعلام لتقريب وجهات النظر، لكن "حزب الله" الذي لم يطلب اي موعد حتى  الساعة لزيارة الديمان يعتبر ان مقولة الحياد هي مقولة طوباوية لا نصيب لها من الواقع، وان الدول المحايدة انما استندت بالدرجة الاولى الى تفاهمات اقليمية ودولية رعت هذا الحياد واحترمته، وهو ما ليس متوافرا في الظروف الحالية. فتعقيدات الصراع مع اسرائيل لا تقتصر في حدودها على ما يتصل بالكيان الاسرائيلي بذاته انما تمتد  بنتائجها على مجمل العلاقات الاقليمية.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى