'حزب الله' مرتاب... فهل بدّد باسيل هواجسه؟!

'حزب الله' مرتاب... فهل بدّد باسيل هواجسه؟!
'حزب الله' مرتاب... فهل بدّد باسيل هواجسه؟!
منذ ثلاثة أسابيع، لا نقاش يتقدّم على منطق "الحياد" في لبنان، على خلفيّة "الصرخة" التي أطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي، ووجدت أصداءً واسعة في الأوساط السياسية، التي استعادت في بعض جوانبها مشهديّة "8 و14 آذار" الشهيرة.

وفيما تحوّل المقرّ الصيفيّ للبطريرك الراعي إلى "محجّةٍ" للسياسيّين، الذين تناوبوا على الإدلاء بدلوهم من النقاش المستجدّ، كان "حزب الله" يغرّد في سربٍ مختلفٍ، ملتزماً صمتاً مُطلَقاً، معطوفاً على "ارتيابٍ" عبّر عنه أنصاره بوضوح، ولو في الفضاء "الافتراضيّ".
إزاء هذه "الهواجس"، اتّجهت الأنظار إلى موقف حليف "الحزب"، رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل الذي حلّ ضيفاً على الديمان، قبل أن يخرج بمواقف "رماديّة"، ولكن "إيجابيّة"، ما طرح علامات استفهام عن إمكان لعبه دور "الوسيط" بين الراعي و"حزب الله"...

انتقاداتٌ لباسيل؟!

لم تمرّ زيارة وفد "التيار الوطني الحر" برئاسة باسيل، من دون "طنّة ورنّة" باتت على ما يبدو مرافقة للرجل، في كلّ تصريحاته وتحرّكاته، بمُعزَلٍ عن مضمونها.
ثمّة من اتّهم الوزير السابق بأنّه "أفرغ" مبادرة البطريرك الماروني من مضمونها، حين تحدّث عن "شروطٍ" لتطبيق مبدأ "الحياد"، يعلم القاصي والداني أنّها "تعجيزية"، وهي تنطلق من حوارٍ وطنيّ "يحاصره" خصوم "العهد"، ولا تنتهي بإنهاء كلّ "القنابل الموقوتة" على الأرض اللبنانية، من التهديدات الإسرائيلية والإرهابية، إلى أعباء النازحين واللاجئين.
ومع أنّ أوساط "التيار" تنفي بالمُطلَق أن تكون هذه العناصر التي تحدّث عنها باسيل "شروطاً"، بل تضعها في خانة "المقوّمات" المطلوبة لإنجاح مبادرة الراعي، وتحقيق الهدف المرجوّ منها، والذي تصفه بـ "النبيل"، إلا أنّ هناك من لا يرى في هذه التبريرات أكثر من "مَخرَجٍ" ابتكره باسيل، في سياق رفضه "الصدام" مع البطريرك من جهة، وحلفائه من جهة ثانية.

"ارتياب" وأكثر...

لعلّ وجهة النظر هذه تتعزّز عند محاولة استكشاف موقف "حزب الله" من زيارة باسيل، وكيفيّة تلقّفها من جانب قيادة الأخير، ولو أنّ سياسة "الصمت" التي اعتمدها الحزب منذ انتشار مصطلح "الحياد" لم تنتهِ فصولاً بعد.
وهنا، لا يخفى على أحد أنّ "الحزب" ليس محبّذاً أبداً لمنطق "الحياد"، أياً كانت منطلقاته ومبرّراته، وما التجربة "المريرة" مع "أشقاء" هذا المفهوم، من "النأي بالنفس" إلى "إعلان بعبدا" سوى الدليل الساطع على ذلك. ولا تقف الأمور عند هذا الحدّ، إذ يتحدّث بعض العارفين بأدبيّات "الحزب" عن "ارتيابٍ" لدى الأخير من الحراك المكثّف الذي يقوده البطريرك، ولو أنّه يقول إنّه "يستثني" الصراع مع إسرائيل من مبادرته، الأمر الذي لم يبدُ "مقنعاً" لكثيرين.
بيد أنّ هذا "الارتياب" الذي رافق كلّ الزيارات "المتسلسلة" إلى الديمان، انقلب "برداً وسلاماً"، كما يقول البعض، بعد زيارة باسيل، باعتبار أنّ الأخير كان واضحاً وحازماً بموقفه المكتوب سلفاً والمُعَدّ بعناية، وهو كرّس "استحالة" تطبيق "الحياد" في الظرف الراهن، طالما أنّ عوامل "التفجير" لا تزال موجودة، علماً أنّ كلمة "السرّ" التي قالها باسيل ونالت "استحسان" الحزب تبقى في حديثه عن وجوب الحفاظ على "عناصر القوة" في وجه التهديدات.

هناك من قرأ في مواقف باسيل من الديمان، مَدخلاً إلى "تصحيح" العلاقة بين البطريركية المارونية و "حزب الله"، الذي اعتبر نفسه "مُستهدَفاً" من مبادرة الراعي، الذي يصرّ على أنّ مبادرته لا تستهدف أيّ طرفٍ أو مكوّنٍ لبنانيّ بذاته... قراءةٌ يكرّسها ربما قول النائب إبراهيم كنعان في مقابلته الخاصة مع "لبنان 24" أمس، إنّ "التيار" أبلغ البطريرك أنّه "لن يقصّر" في أيّ مساعدةٍ مُتاحة مع "حزب الله" أو غيره. بيد أنّ الأساس يبقى أبعد منها، بل من كلّ نقاش "الحياد" الذي يرى كثيرون فيه "ترفاً" في زمن الانهيار الذي يكاد يسابق الريح!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى