هل يخالف نتياهو كل النصائح ويدخل في حرب اذا ما ردّ 'حزب الله'؟

هل يخالف نتياهو كل النصائح ويدخل في حرب اذا ما ردّ 'حزب الله'؟
هل يخالف نتياهو كل النصائح ويدخل في حرب اذا ما ردّ 'حزب الله'؟
في إطار الترقب لعملية الردّ العسكرية التي يزنها "حزب الله" بميزان من ذهب، هناك نظريتان، النظرية الأولى تتحدث عن أن الردّ كما الذي سبقه لن يؤدي إلى معركة عسكرية واسعة بين الحزب وتل أبيب، بل سينتهي بقبول إسرائيل الرد والتعايش مع استمرار قواعد الإِشتباك السابقة لفترة زمنية جديدة، والنظرية الأخرى تعتبر أن الردّ سيكون الذريعة المناسبة لبدء حرب عسكرية إسرائيلية على "حزب الله". غير أن للحرب قواعد في السياسة تفترض نتائج مرسومة تؤدي إلى تغيير او تعديل في موازين القوى.

قبل إستشراف مرحلة ما بعد ردّ "حزب الله" يجب معرفة الجوّ الدولي والإقليمي المواكب، يقول مصدر ديبلوماسي مطلع، في حديث لـ"لبنان 24" أن الأميركيين لديهم الرأي الأهم في التشجييع والإحاطة بقرار حصول حرب من عدمه في المنطقة، والموقف الأميركي من لبنان عموماً يستند إلى ركائز ثلاث، الركيزة الأولى الرؤية الفرنسية العاطفية والحريصة على عدم حصول أي شكل من الأشكال لأي تصعيد عسكري يساهم في زيادة حدة الإنهيار في البلد، والمتحسسة من النفوذ التركي المتمدد اقليميا وصولا الى لبنان ما دعا وزير الخارجية الفرنسي لإصطحاب رجل دين كاثوليكي والشروع بدعم المدارس الكاثوليكية، ولو بشكل معنوي، اضافة إلى وجود تنسيق بين الخارجية الاميركية والفرنسية بشكل يومي، الركيزة الثانية التي يتأثر فيها الأميركي هي السعودية التي إنكفأت بشكل كبير عن الساحة السياسية اللبنانية لأنها رأت ان القوى السياسية  الموالية لها لا تريد مجابهة "حزب الله"،  وتالياً فإن دعم السعودية لأي حزب سياسي او قوة سياسية لا يوصل إلى النتيجة المرجوّة، لذا لا يوجد سبب لدعم أي من الاطراف حاليا ما ادى الى ادارة الظهر نهائيا في لبنان وصولا الى عدم الرغبة بسماع اي موضوع يخص لبنان حتى لو كان حربا عليه.

أما الركيزة الثالثة فهي الرؤية الثانية وهي الرؤية الإسرائيلية، ونقصد هنا المؤسسة العميقة في تل أبيب، التي ترى ان الحرب مع لبنان لا لزوم لها في المرحلة الحالية ما دامت نتيجتها غير محسومة، وأن الأصل هو بضرب رأس الهرم وهو إيران فإذا سقطت ايران تدحرج "حزب الله".

امام هذه الإشارات التي تستشرف منها واشنطن موقفها، وفق المصدر ذاته، فإن الأميركيين مستمرون بالضغط على لبنان أقله حتى انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعليه أيضاً فإن الزيارة العسكرية الأميركية التي ترأسها رئيس اركان الجيوش الاميركية إلى تل أبيب هي مجرد زيارة روتينية، وليست زيارة دعم او تحريض أو ضوء أخضر للحرب، بل على العكس إذ ان الموقف الأميركي غير المعني بالتصعيد او عدمه في المنطقة، يفضل عدم تفلت الأوضاع العسكرية بين لبنان وإسرائيل، ويبني كل وجوده على استقرار الدول المحيطة بإسرائيل.

ويقول المصدر أن مؤسسات بناء القرار في الولايات المتحدة الأميركية هي خمس: (البيت الأبيض والبينتاغون ووزارة الخارجية والأمن القومي والـCIA)، وان المؤسسات الخمس لم تعد بحال تنسيق كما في أيام جورج بوش واوباما، ولكل منها رأي مختلف في القضايا المطروحة، لكن المؤسسة الأكثر تحفظاً وتمسكاً بالقواعد التقليدية للسياسة الاميركية فهي البينتاغون، وهذا يعني أن هذه المؤسسة المختصة اكثر من غيرها بالشؤون العسكرية لا تجد نفسها معنية في الوقت الحاضر في تحريك اي من قواتها من اجل توترات خارج الأهداف الكبيرة لها وهي الصين وايران.

ضمن هذه القراءة فإن احتمالات الحرب مستبعدة في المرحلة الحالية لكن تبقى هناك احتمالات ترتكز بشكل اساسي إلى وضغ نتنياهو شخصيا الذي قد يرى أن الفرصة متاحة أمامه لضرب "حزب الله" المنهك من الإنهيار اللبناني الداخلي، والذي يعاني من تراجع الغطاء الشعبي على الصعيد الوطني اللبناني، كما ويجد أنه الأكثر حاجة إلى الحرب في هذه المرحلة، خصوصاً في ظل مخاوفه من خسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإنتخابات الرئاسية المقبلة، وتالياً وصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن قد يسعى بشكل مباشر إلى الإنتقام من نتنياهو شخصياً لما فعله مع اوباما وهيلاري كلينتون، كما أن هواجسه الشخصية من الاحتجاجات الداخلية على ارتكاباته وسياساته تجعله متوترا الى حد الدخول إلى حرب.

هكذا، يبدو ان رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو هو الوحيد الراغب بالحرب، علماً أن بعض النظريات تعتبر أن "حزب الله" ولأسباب كثيرة، ليس بالصورة التي يظنها نتنياهو، اذ ان الحزب في أسوأ الأحوال سيكون أقل الخاسرين من الأزمة الحالية، وبالتالي فهو قادر على معالجة المشاكل العسكرية والأمنية كما السابق، بل قد تأتي الحرب لتسانده في المفاوضات التي يريد خوضها لرفع الحصار او تخفيف الضغوط.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى