أولاً: استعداد للتحقيق
عرضت مصر مساعدة لبنان بالتحقيقات بشأن ما حصل في المرفأ، معبرة عن استعدادها لارسال أهم المحققين في حوادث مماثلة في حال رغبت الدولة اللبنانية في ذلك.
ثانياً: مساعدات
لم تكتف مصر بجسر جوي تصل به إلى لبنان، بل وسّعت اطار مساعداتها لتشمل إضافة إلى اطنان الطحين والغذاء والمساعدات الطبية، فتح جسر بحري مخصص لمساعدة اللبنانيين في إعادة اصلاح المنازل كالزجاج والألومنيوم والرخام، ولا تقتصر على مساعدات من الدولة فحسب بل اتت بالاشتراك مع مؤسسات وجمعيات واتحاد الصناعات المصري، فضلاً عن مبادرات فردية من أطباء ومنهم كبار الجرّاحين في مصر، ارادوا تقديم خدماتهم في المستشفى المصري لمدة شهر. ليتخطى مجموع ما أرسلته وسترسله مصر خلال الأسابيع المقبلة، جواً وبحراً نحو 250 طناً من المساعدات. كما عرضت على لبنان تأهيل المرافئ الثلاثة (بيروت، صيدا وصور) وحل مشكلة الكهرباء في حال رغبت الدولة اللبنانية في ذلك. سلّمت مساعداتها للجنة يرأسها الجيش اللبناني، وليس إلى الشعب مباشرة لصعوبة استلام هذه الكميات وتوضيبها وتجميعها. ولا تخفي الحاجة إلى المتابعة الدائمة من اللبنانيين للمساعدات التي تصلهم، لضمان وصولها إليهم، خصوصاً أن الجيش مؤسسة يثق بها الشعب.
ثالثاً: زيارة ورسائل سياسية
قد تكون هي الجرعة الأهم، فبالنسبة إلى مصر، وعلى حد قول أحد السياسيين اللبنانيين، إن المصريين يعتبرون أن البيئة الاستراتيجية للبنان تغيّرت بعد انفجار مرفأ بيروت، فيما لا تزال الطبقة السياسية على حالها. وبدأت الثوابت المصرية تظهر من حركة السفير المصري ياسر علوي قبل زيارة وزير الخارجية سامح شكري.
- إختار علوي "بيت الوسط" ليعلن عن المساعدات المصرية، رغم معرفته كيفية الوصول إلى السراي الحكومي. في رسالة واضحة للثقة المصرية بالرئيس الحريري ورؤساء الحكومات السابقين وليس بالرئيس المقال حسان دياب.
- يمكن القول إن زيارة شكري وضعت فيتو على طرفين، جبران باسيل و"حزب الله"، ووفق المعلومات أن الأول وبعد لقاء شكري بالرئيس ميشال عون والقيادات المسيحية واتصاله المباشر مع رئيس "القوات" سمير جعجع والبطريرك الراعي، طلب باسيل أن يلتقي شكري فرفض الأخير. أما "حزب الله" فلم يكن اساساً على جدول زيارات شكري... ماذا عن حسان دياب؟ ربما إذا سأل أحدهم شكري عنه لأجاب: من حسان دياب؟
- إختار وزير الخارجية المصري "بيت الوسط" حيث التقى رؤساء الحكومات السابقين ليطلق مواقفه السياسية، في رسالة تؤكد ما سبق وقام به العلوي حينما أعلن عن المساعدات المصرية بعد لقائه الحريري.