الحكومة في مهب الخلافات السياسية.. والخوف من فراغ قاتل!

الحكومة في مهب الخلافات السياسية.. والخوف من فراغ قاتل!
الحكومة في مهب الخلافات السياسية.. والخوف من فراغ قاتل!
تحت عنوان الحكومة في مهب الخلافات السياسية.. والخوف من فراغ قاتل!، كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": هي ″السمفونية″ الحكومية المقيتة تكرر نفسها مجددا، على أشلاء الشهداء وآلام الجرحى ومأساة المفقودين ووجع دمار جنى الأعمار للمواطنين المتضررين من زلزال بيروت المدمر..

سعد الحريري لحكومة وحدة وطنية بشروط يعارضها باسيل الذي يبتز حليفه السابق بطرح إسم السفير نواف سلام، رئيس الجمهورية يصر على توزير باسيل مستعيدا المعادلة السابقة إما الحريري وباسيل داخل الحكومة أو الاثنان خارجها، الثنائي الشيعي يريد الحريري، قوى 14 آذار منقسمة على بعضها، فهناك من يريد حكومة حيادية بوجوه جديدة، وبعضها الآخر ينتظر المكاسب التي سيحصل عليها ليبني على الشيء مقتضاه.

كل ذلك يؤكد أن في لبنان سلطة سياسية منزوعة الاحساس والمشاعر، متوحشة، قاتلة، عمياء، صماء، بكماء، لا ترى سوى مصالحها ومكاسبها، ولم يعن لها تحول بيروت الى هيروشيما العصر الحديث، ولا إستشهاد وفقدان أكثر من مئتي إنسان، ولا تضرر نحو نصف مليون مواطن، ولا أصوات اللبنانيين الذين إستوطنوا الشوارع والساحات مطالبين بتغيير النظام وإسقاط السلطة من أجل العيش الكريم، بل تتجاهل كل ذلك، وتعود الى مربعها الأول من تقاسم الحكومة وتشكيلها على قياسها الذي لم يعد يتناسب مع تطلعات أبناء هذا الوطن المعذب بسلطته السياسية.


ما يزيد الطين بلة هو التدخلات الغربية التي بدأت تطرح أجندات وسيناريوهات تزيد من الانقسام العامودي ومن الصراعات والتجاذبات التي قد تجعل تشكيل الحكومة في مهب الريح لمصلحة الفراغ القاتل الذي يضاعف من معاناة ومآسي اللبنانيين الذين يحتاجون الى سلطة تنفيذية تعيد إعمار بيروت، وتنقذ الاقتصاد الوطني والليرة اللبنانية، وتقوم بالاصلاحات التي على أساسها سيحصل لبنان على المساعدات الدولية.

كثيرة هي الطروحات الخارجية والمحلية، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يرغب بعودة الحريري الى رئاسة حكومة تفاهم وطني بصلاحيات إستثنائية، والمبعوث الاميركي ديفيد هيل أعطى رسما تشبيهيا للحكومة المقبلة بأن تكون حيادية وتعكس إرادة الشعب اللبناني وتحقق الاصلاح وتكافح الفساد، وتعتمد المساءلة.

أما على الصعيد المحلي فهناك إنقسام لبناني بين الفرنسيين والأميركيين، في حين أن الحريري يرغب بالعودة الى رئاسة الحكومة بشروط تعتبرها مصادر سياسية غير قابلة للتنفيذ، كونه يطلب موافقة كل الكتل النيابية على تكليفه، ومن ثم إطلاق يده في التأليف وإختيار وزراء من الكفاءات مع مراعاة موازين القوى، وكذلك الحصول على صلاحيات إستثنائية، إضافة الى تأييد خارجي وضمانات بعدم عرقلة حكومته وتقديم مساعدات مالية إليها.

وترى هذه المصادر أن القبول بكل هذه الشروط من شأنه أن يعبد الطريق لنجاح أي رئيس حكومة في مهمته، فلماذا يصار الى تسمية الحريري المرفوض من الشارع اللبناني والذي أسقطت 17 تشرين الأول حكومته، في الوقت الذي يمكن فيه تسمية كثير من الشخصيات التوافقية غير المستفزة لأي فريق سواء من الوجوه الجديدة، أو تلك التي لها تجارب سابقة في حماية لبنان وإنقاذه من صراعات المنطقة، وهذا أمر بات ملحا بعد التجربة الفاشلة لحكومة حسان دياب الذي تبين أن ليس لديه أي خبرة في إدارة الحكم ما أوقعه في قبضة التيارات السياسية وأهوائها، وقبل ذلك فشل حكومة الحريري التي أشعلت ثورة اللبنانيين.

أمام هذا الواقع، يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد، وأن “خبطة” الرئيس نبيه بري على صدره وتأكيده أن الحكومة ستبصر النور قبل أيلول، قد تحتاج الى إعادة نظر، خصوصا أن الحكومة تواجه عراقيل عدة، بين الطرح الفرنسي والرغبة الأميركية، والشروط المحلية والشروط المضادة ما قد يدفع الى أزمة حكم ونظام قد تؤدي الى ما لا يحمد عقباه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان