أخبار عاجلة
تويتش تستعد لطرح خلاصة بأسلوب تيك توك -

بعد 'دفنه'.. المؤتمر التأسيسي إلى 'الحياة' بشروط؟!

بعد 'دفنه'.. المؤتمر التأسيسي إلى 'الحياة' بشروط؟!
بعد 'دفنه'.. المؤتمر التأسيسي إلى 'الحياة' بشروط؟!
منذ أن فجّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قنبلة "تغيير النظام" في مستهلّ زيارته الأولى إلى لبنان بعيد انفجار الرابع من آب، لم يتوقّف الحديث في الصالونات السياسيّة عن "عقدٍ سياسيّ جديد" يُحضَّر للبنان، تزامناً مع استعادة "نغمة" المؤتمر التأسيسيّ بعد انقطاعٍ لسنوات...

ليست المرّة الأولى التي يُحكى فيها عن "مؤتمر تأسيسي" في لبنان، مصطلحٌ طرأ على المشهد قبل سنوات، انطلاقاً من خطابٍ للأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله، دعا فيه صراحةً إلى وجوب "تطوير" النظام، بعدما ثبُت أنّه يعاني من "ثغراتٍ" بالجملة تقيّده وتكبّله.

سرعان ما اصطدمت الفكرة بـ "فيتوات" بالجملة، توافق عليها حلفاء وخصوم نصر الله في آنٍ واحد، ليعود الأخير و"يتنصّل" من الفكرة من الأساس، نتيجة ردود الفعل "الصاخبة" التي ووجه بها، والتي وصلت إلى حدّ اتهام "الحزب" بالسعي لفرض "نظامه" على الداخل، بقوّة السلاح.


"حساسيّات وهواجس"
يتّفق الجميع، في لبنان وخارجه، على أنّ النظام ليس "مثالياً"، وإن كانت عبارة "تغيير النظام" لا تزال تثير الكثير من "الحساسيّات" في الداخل، انطلاقاً من هواجس تتّخذ في بعض جوانبها أبعاداً طائفية ومذهبية تتّسق مع طبيعة النظام الطائفيّ أصلاً.

من هنا، لم يأتِ كلام الرئيس الفرنسيّ عن "تغيير النظام" عبثياً أو من فراغ، فالنظام بصيغته الحاليّة هو الذي كرّس وجود طبقةٍ سياسيّة عرفت كيف "تستغلّه"، لتشرّع ممارساتٍ تقوم على منطق الفساد والمحاصصة والزبائنية السياسية وكلّ ما يمتّ إليها بصلة.

ويكفي للدلالة على ذلك، برأي بعض "المتمرّدين" على السلطة والمنتفضين ضدّها، أن يكون "أمراء الحرب" لا يزالون "الحاكمين بأمرهم"، وبالتالي "المتحكّمين" بالبلاد والعباد، كيف لا وهم يتحصّنون بـ "نعمة الطائفية"، التي تحوّلت إلى "نقمة" على الوطن والمواطن.

وإذا كان هذا ما يفسّر بالدرجة الأولى التصويب على المؤتمر التأسيسي، حتى من قِبَل الداعين إليه، وصولاً إلى "دفنه في مهده"، فإنّ شيئاً ما تغيّر، أقلّه ظاهرياً، في الفترة الأخيرة، وبعد ما قاله الرئيس الفرنسيّ عن "النظام الجديد".

"بعيد المنال"
خلال الشهر الماضي، لم يبقَ مسؤولٌ في لبنان إلا وأعلن "انفتاحه" على النقاش حول "العقد السياسي الجديد". تفاوتت "المقاربة" بين فريقٍ وآخر، لتطغى "الدولة المدنية" مثلاً على خطابات معظم الأفرقاء، ولو تبيّن أنّ لكلّ منهم نظرته الخاصة، وربما المناقضة، لنظرة الآخر لها.

لكن، أبعد من كلّ هذا "الانفتاح"، ثمّة من يؤكد أنّ كلّ النقاشات "الظاهرية" الحاصلة لا تتجاوز منطق "رفع العتب"، لأنّ "تغيير النظام"، أياً كان شكل التغيير المنشود وحجمه، لا يزال بعيد المنال، ودونه عقبات لا يمكن حصرها أو التقليل من شأنها.

ويستند البعض في هذا المنحى، إلى ما قاله الأمين العام لـ "حزب الله" في خطابه في ذكرى العاشر من محرّم، يوم وضع "شرطاً" صريحاً لأيّ تغيير، قد يبدو بسيطاً وبديهياً للوهلة الأولى، لكنّه في عمقه "تعجيزيّ"، وذلك حين "اشترط" إجماع ورضى مختلف الفئات اللبنانية، على الانخراط في أيّ نقاشٍ من هذا النوع.

ولعلّ في مثل هذا "الشرط"، رغم "واقعيّته"، مقوّمات "سقوط" النقاش في مهده، كما يقول البعض، باعتبار أنّ القاصي والداني يدرك أنّ مثل هذه "الإرادة" لتغيير النظام غير متوافرة، وأنّ أيّ مبادرة من هذا النوع لا يمكن أن تصدر عن "المستفيدين" منه أولاً وأخيراً، علماً أنّ البعض يذهب أبعد، بالإشارة إلى أنّ الرئيس الفرنسي نفسه أدرك هذا الواقع، بدليل تعديله "استراتيجية" تعامله مع القوى السياسية في زيارته الثانية.

النظام في لبنان ليس بخير. مثل هذا الكلام ليس بجديد، انطلاقاً من أنّ التجربة أثبتت وجود الكثير من "الثغرات". لكن، قبل أيّ نقاشٍ "هادئ" بالتغيير، ثمّة من يرى أنّ العلّة في "النفوس"، لا في "النصوص". خير دليلٍ على ذلك أنّ اتفاق الطائف لم يُطبَّق حتى يومنا هذا، بحرفيّته، وقد يكون الأوْلى البدء بـ "الإصلاح" من هنا بالتحديد... 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟