اللبنانيون على عجلة من أمرهم... إنتظروا قليلًا!

اللبنانيون على عجلة من أمرهم... إنتظروا قليلًا!
اللبنانيون على عجلة من أمرهم... إنتظروا قليلًا!
قد يكون من حقّ اللبنانيين المصابين بأكثر من خيبة أمل جرّاء التصرفات غير المسؤولة لأهل السلطة أن يرتابوا، وقد يكون من حقّهم أيضًا أن يستعجلوا الأمور في ما خصّ التشكيلة الوزارية، لأن المكتوي بحليب دياب ينفّخ على لبن أديب. إنه حقّ مشروع، وهذا ما يتفهمّه الرئيس المكّلف، الذي يحاول بصمته أن يذلّل العقبات، التي يمكن أن تواجهه في الطريق الذي سيسلكه من مقره المؤقت  إلى السراي الحكومي، وهي عقبات منتظرة، كما تقول بعض المعلومات، بإعتبار أنه من غير المنطقي عدم توقّع مثل تلك العقبات والتعامي عنها، وذلك لما تحت المياه الراكدة من تيارات جارفة تخفي الكثير من المفاجآت.  

وفي رأي بعض الأوساط أن ما يمكن أن يواجهه الرئيس المكّلف من صعوبات تحول دون أن تبصر حكومته الموعودة النور بسرعة قياسية هو أمر طبيعي في بلد كلبنان فيه أكثر من عامل مؤثّر، ويخضع بالتالي لمعادلات كثيرة قد تجعل من أمر تشكيل الحكومات فيه امرًا متعذّرًا، وذلك لكثرة التدخلات التي تطرأ على مسيرة التأليف، لما لهذه العملية من تجاذبات سياسية مرهونة بمواقيت محلية مربوطة بساعات الأجندات الخارجية، التي لا ترى في المبادرة الفرنسية والمدعومة ربما أميركيًا ما يحقّق لها بعض المصالح المرتبطة بمدى تأثيرها على مجريات الأمور في الإقليم، إنطلاقًا من الساحة اللبنانية المنشغلة حاليًا بلملمة جراحها جرّاء ما خلّفه إنفجار المرفأ من مآسٍ، يبدو أن بعضًا من الداخل لم يتعظ مما جرى، ولا يزال يتصرّف كأن ما جرى في 4 آب لا يعنيه لا من بعيد ولا من قريب.  

ما يقوم به الرئيس مصطفى أديب من محاولات هادئة لتجنّب الأسوأ لا يزال ضمن الخطوط والمهل المرسومة سلفًا، علمًا أن الرجل لم يتعهدّ بشيء ولم يحدّد لنفسه آجالًا أمام التشكيلة الوزارية، وهو غير مسؤول عن أجندات غيره من الأفرقاء السياسيين، وبالتالي هو غير معني بالآجال التي قيل أن الفرنسيين قد وضعوها، وهي مهلة لا تتجاوز الأسبوعين، وذلك نظرًا إلى دقّة وحساسية عملية التأليف، التي على القيمين عليها أخذها في الإعتبار والحسبان، وهي عملية معقدّة، خصوصًا عندما يكون وراء الأكمة ما وراءها من مطالب مخفية لم تظهر في الإستشارات النيابية، التي أجراها الرئيس أديب منذ أسبوع.  

صحيح أن وضع البلد لا يحتمل تأجيل المعالجات، وصحيح أيضًا أن اللبنانيين، وبالأخص المسؤولين منهم، لا يملكون ترف الوقت، وذلك نظرًا إلى حراجة الموقف وما ينتظره لبنان من إنعكاسات خطيرة في حال لم يستدرك المسؤولون فيه خطورة الوضع المأسوي، إقتصاديًا وماليًا وحتى أمنيًا بعد توالي الأحداث، التي يمكن تصنيفها حتى الساعة بأنها فردية من دون التأكد من أن تصبح مع مرور الوقت أحداثًا على المستوى الجماعي، حيث لا تعود تنفع عندها المعالجات الظرفية والموضعية.  

ما هو غير مقبول في كل ما يجري أن بعض الذين يعتقدون أنهم قادرون على إعادة عقارب الساعة إلى الوراءلا يزالون يتصرّفون، وإن من تحت الطاولة، كأن البلاد تعيش أفضل ايامها، أو كأن لا أزمة سياسية ولا أزمة إقتصادية ومالية ولا همّا أمنيًا يقض المضاجع.  

قد يكون إختيار الرئيس أديب هو الفرصة الأخيرة، التي أعطاها الرئيس ماكرون للبنانيين، قبل أن يقول "اللهم إنني قد بلغّت".  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟