دعت وزيرة الإعلام في حكومة تصريف الأعمال منال عبد الصمد، جميع الأطراف، ولأي جهة انتموا، الى التخلي عن كل الأنانيات والمصالح الضيقة، والتعاون لتأليف حكومة توحي بالثقة في الداخل قبل الخارج.
وأشارت عبد الصمد في تصريح لـ”الأنباء”، الى ان “الشلل في البلد وتفاقم تداعيات الأزمة سيصبح قاتلا، وعلينا إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان”.
وأكدت “ان الشعب اللبناني والعالم كله، واضح في مطالبه المحقة بحكومة اختصاصيين مستقلين، تعمل بشفافية، ضمن برنامج مدروس”، مستغربة استحالة ذلك في لبنان، بلد الثقافة والعلم والمعرفة والفكر.
ولفتت الى “ان العقوبات الأميركية على الشخصيات اللبنانية، سيكون لها تأثيرات كبيرة على الوضع اللبناني الهش بالأساس”، وشددت على “ضرورة مقاربة الموضوع بواقعية وحكمة لأن نسبة التدهور التي وصل إليها حال البلد لامست الخط الأحمر”.
وردا على سؤال حول موضوع عرقلة تأليف الحكومة، قالت عبدالصمد، “الموضوع ليس قضية أحد يعرقل التأليف، إنما هناك ضبابية في المشهد السياسي وتعقيدات في نظامنا السياسي، كنا ولا زلنا نعاني منها عند كل استحقاق. وهناك تطورات كثيرة استجدت خصوصا بعد ثورة أكتوبر، فأصبحت الأمور تتطلب المزيد من الوعي والمسؤولية القصوى”.
وعما اذا كان سيتمكن الرئيس المكلف سعد الحريري من تأليف الحكومة في ظل الانقسام السياسي الحاد، أو يتجه الى الاعتذار قالت، “لا وقت الآن لأي دلع أو حرد سياسي، هناك مسؤولية أخلاقية ووطنية للتعاون مهما كانت الظروف من اجل تأليف حكومة، تبدأ سريعا بوضع برنامجها والعمل بشكل مكثف لتنفيذه.
لا يجوز ترك مصير البلد أمام المجهول بانتظار من يخلصنا، مهما كانت نواياه. كل العالم مشغول بهمومه بدءا من كورونا الى الأزمات الاقتصادية المستفحلة.
نحن لسنا قاصرين، طبعا هناك تأثيرات محلية وإقليمية ودولية لكن يمكننا الوصول الى أرضية مشتركة بين الجميع. الموضوع ليس باسم الرئيس المكلف، فالمشكلة ليست بالأسماء بقدر ما هي بالنهج والنية الحقيقية لإنقاذ البلد، فلم تعد التبريرات للفشل مقبولة من أي طرف كان”.
وأكدت عبد الصمد انها “تخاف على لبنان، كمعظم اللبنانيين”، وقالت، “وهجرة اللبنانيين اللافتة هي أكبر دليل، لكن في الوقت نفسه علينا أن نبقى متفائلين، فلا خيار أمامنا سوى التفاؤل بغد مشرق، لأن بلدنا هو جذورنا وأرضنا وتاريخنا، وسنبقى متمسكين ومتجذرين فيه مهما عصفت الرياح. وسنعمل المستحيل لإنقاذه وسننجح بالتأكيد”.