خذوا العاصمة.. واتركوا لنا بيروتنا!

خذوا العاصمة.. واتركوا لنا بيروتنا!
خذوا العاصمة.. واتركوا لنا بيروتنا!

كتب عبدالفتاح خطاب في صحيفة "اللواء": نحن البيارتة، فاض بنا الكيل، ونتمنّى على المسؤولين كافة أنْ ينقلوا العاصمة إلى المكان الذي يرغبونه ويرتأونه، ربما ننتهي من الإشكالية الكامنة في نظرة بعض اللبنانيين إلى بيروت على أنّها للجميع لأنّها "العاصمة" (حين يرغبون في العمل والإستثمار والسكن والإستشفاء والدراسة والترشح للنيابة)، ثم بقدرة قادر تنقلب نظرتهم فتصبح بيروت "مُجرّد مدينة" (حين يُطالب البيارتة باستقلالية بلديتها، وحق إعادة إعمار ما تهدّم وتعويضهم عن الأضرار وإنهاء مُشكلة المهجّرين ومُعالجة النواقص وغيرها من الخدمات والأمور الحياتية ومشاكل البنى التحتية وتوفير الكهرباء والماء ومواقف السيارات وحلّ معضلة السير وحلّ مشكلة النفايات ..).

بيروت للجميع .. لأن الجميع شركاء في الغِنم فقط وأبناء بيروت شركاء الغِرم وحدهم!! بيروت للجميع وفيها يُمارسون احتفالياتهم، وينشرون راياتهم وشعاراتهم، ويُصفّون حساباتهم السياسية وخلافات المُحاصصة في شوارعها وأزقّتها، دون أي مُراعاة لرأي وشعور أبناء العاصمة ومصالحهم.

وحين تأخذون العاصمة بعيداً عنّا أيها السادة (هنيئاً مريئاً لكم)، وتُعيدون إلينا مدينتنا المخطوفة بيروت، يُمكن لمجلس بلديتها المُنتخب أن يُنفّذ قرارته فوراً، وربّما حينئذ، تتوفر للبيارتة فُرصة للعمل في مدينتهم، وتُتاح لهم الحصريّة في وظائف بلديّة بيروت ومصلحة مياه بيروت أسوة بباقي المُدن والبلدات، وأولويّة العمل في الشركات والمؤسسات والجمعيات الأهلية المُسجّلة في بيروت.

حين تعود إلينا بيروتنا، سيتمكن البيارتة وأبناؤهم وأحفادهم من السكن في مدينة بيروت بعد أن اصبحوا مُهجّرين ونازحين عنها.. وسيصبحون في القريب العاجل، إذا استمر هذا المنوال، غُرباء طارئين فيها، بل وغير مرغوب بهم!

حين تعود إلينا بيروتنا، سيترسخ أحقيّة وحصريّة تمثيل البيارتة لنبض بيروت، وفكر بيروت، وتاريخ بيروت، ومواقف بيروت، أسوة بأصغر ضيعة وقرية ودسكرة في لبنان، من دون أي إدّعاء أو تطفل أو مُصادرة من الآخرين.

(عبدالفتاح خطاب - اللواء)

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها