باسيل: إستقرار لبنان ضرورة عالمية والدولة هي الضامن للحريات

باسيل: إستقرار لبنان ضرورة عالمية والدولة هي الضامن للحريات
باسيل: إستقرار لبنان ضرورة عالمية والدولة هي الضامن للحريات

اشار وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مؤتمر “تعزيز الحرية الدينية” الذي يعقد في وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن بدعوة من وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو اننا ” نلتقي اليوم لتعزيز الحرية الدينية والكنيست البارحة إعتبر إسرائيل دولة لليهود”، معتبرا انه “قرار يضرب التعددية ويعزز التطرف، يهدد فلسطينيي الداخل ويضرب حق العودة، ويشكل جدار فصل بين الأديان”.
وقال: أنا آت من مكان آخر، من بلد الأديان والمذاهب، أنا آت من شرق إنطلقت منه الديانات السماوية الثلاث، أنا آت من حيث يتكىء المسجد على الكنيسة أنا آت من أرض إحتضنت اليهود يوم كانوا يضطهدون، ورممت لهم مؤخرا معبدا في بيروت، كما أنها قاومت الصهاينة يوم إحتلوا الأرض. أنا آت من البلد الوحيد في العالم الذي يتشارك فيه المسيحيون والمسلمون مناصفة المسؤوليات والمواقع في الدولة”.
اضاف: “كنا قد وقعنا في المحظور يوم إرتكبت الجرائم على أساس ديني، غير أننا تعلمنا، فإليانور روزفليت يقول: “تعلم من أخطاء الآخرين، إذ لا يمكنك أن تعيش كفاية لترتكبها كلها لوحدك. ولأننا تعلمنا، لم نوفر للأفكار المتطرفة بيئة ترعاها فإنهزم الإرهابيون على يد جيشنا، وكنا أول بلد في المنطقة طرد داعش من أرضه بقرار وطني”.
وتابع: “التاريخ علمنا أن المجموعات الدينية المتطرفة تستغل المؤمنين بإسم الله، فتذبح وتقونن بإسمه. ونموذج داعش ليس جديدا علينا، فقد وجدت أحاديته في كل مرة ذبح وهجر الأرمن والسريان ومسيحيي لبنان، كذلك وجدت الآحادية الدينية هنا في الولايات المتحدة الأميركية يوم وصف غير المسيحيين بالكفار في شرعة فرجينيا (عام 1606)، ويوم جلد المعمدانيون في ماساشوستس، ويوم حاول عمدة نيويورك طرد اليهود عام 1653 – إلا أن الولايات المتحدة صححت أخطاءها في دستورها حيث أن: “الكونغرس لا يشرع أي قانون ينشىء دينا أو يمنع ممارسة دين بحرية. والآباء المؤسسون ميزوا بين الإيمان الخاص والعام، وتركوا الدين جانبا (كونه مسألة خلاف دائم) ولجأوا دوما الى الله القاسم المشترك لكل الديانات”.
واردف: “وفي منطقتنا، وبالرغم من تزايد التطرف بسبب الربيع العربي والصراع الشيعي – السني، بقي لبنان يركز على ما يجمع أبناءه وليس ما يقسمهم. فكل اللبنانيين مثلا يحتفلون في 25 آذار في عيد بشارة مريم العذراء، التي هي بالنسبة للمسيحيين أم يسوع المسيح وبالنسبة للمسلمين هي أم النبي عيسى، والقرآن أفرد لها سورة خاصة بها. لقد إعتدنا أن نحترم عادات بعضنا، فيمتزج صوت الآذان مع قرع الجرس”.
ولفت الى ان “لبنان يحوي 18 مذهبا يتشاركون القبول بالآخر والحوار الذي هو السبيل لمحاربة التطرف والإرهاب. ومع أن دستور لبنان قائم على التوزيع الطائفي، إلا أننا نكاد نكون الديموقراطية الوحيدة في المنطقة التي لا تصف للدولة دينا، لبنان فريد برسالته، لذلك أدعوكم مع فخامة الرئيس لجعله مركزا لحوار الأديان مع الأمم المتحدة”.
واكد ان “نموذجنا يقوم على بناء التوافق بين كل مكونات مجتمعنا، ومجتمعنا ليس مجموع أقليات ولا يقوم على أرقام، بل هو مهد تنوع، وكل مكون هو جزء مؤسس له. فلا أحد منا دخيل على البلد، ولسنا مستوردين بل نحن مزروعون بأرضه وهذا ما أعطانا قدرة إستثنائية على البقاء، كما أننا لا نريد أن نكون مصدرين أو قابلين للنزوح للخارج بل راسخين بتنوعنا وهذا ما يحافظ على هويتنا المميزة. وأنتم معنيون بالمحافظة على الصيغة اللبنانية التي تحمي الحرية الدينية عبر دعم المؤسسات الشرعية وعلى رأسها الجيش اللبناني، والولايات المتحدة الأميركية مشكورة مع كل دولة ساهمت بدعمه. والتهديد الأكبر على هذه الصيغة هو النزوح السوري واللجوء الفلسطيني على أرضنا، الذي يتوجب إعادتهم سريعا الى بلدانهم، آمنين كريمين كي لا يمس التنوع الذي هو أساس لأي حل دائم في المنطقة”.
واشار الى ان هناك معادلتين أصبحتا ثابتتين:
-‌ إن النزوح الكثيف يقسم الضيوف والمضيفين الى فئات، ويؤدي الى فرز مجتمعي أساسه الأحادية وهو ما يؤدي الى التطرف وصولا الى الإرهاب، ومعروف أن كلاهما، التطرف والإرهاب هما مرادفان لمنع الحرية الدينية.
– إن الدولة هي الضامن للحريات الدينية، لأنه عندما تغيب المؤسسات تعم الفوضى، فيجنح الإنسان بطبيعته نحو التقوقع مع من يشبهه دينيا، حيث لا قانون يحميه. هكذا يسهل على الإرهاب التغلغل والتحكم للقضاء على الحريات”.
ولفت الى ان “مسألة النزوح لا تضرب مجتمعاتنا فقط بل تصيب كل دولكم، وها هي أوروبا تتغير خارطتها السياسية، بسبب اللجوء ومحاولة دمجه في مجتمعات خائفة فترد بجنوح نحو قومية متطرفة يقابلها عندها تطرف آخر”.
وختم: “في النهاية إن إستقرار لبنان هو ضرورة عالمية، لأنه مختبر التنوع في العالم، لذلك أناشدكم العمل سويا للحد من إنزلاق بعض الجماعات والدول نحو الآحادية، ووقف تغذية هذا الميل لإستعمال الدين لأهداف سلطوية تؤدي الى التفريق العنصري. فالله خلقنا متنوعين وأرادنا مختلفين ومتميزين، ونحن في لبنان أجدر من أدار هذا الإختلاف ونستبسل بالحفاظ عليه مستلهمين من قول الكاتب البريطاني C.S. LEWIS “أن تكون مسيحيا يعني أن تسامح ما لا يمكن غفرانه، لأن الله قد سامحك على ما لا يمكن غفرانه فيك”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها