أخبار عاجلة

الحريري متمسك بلاءاته الثلاث: لا لحكومة أكثرية.. لا لأثلاث معطّلة.. ولا لمعايير إلا الدستور

الحريري متمسك بلاءاته الثلاث: لا لحكومة أكثرية.. لا لأثلاث معطّلة.. ولا لمعايير إلا الدستور
الحريري متمسك بلاءاته الثلاث: لا لحكومة أكثرية.. لا لأثلاث معطّلة.. ولا لمعايير إلا الدستور

لن يكون النصاب الدستوري مكتملاً اليوم على المنصة الرئيسية للاحتفال الذي يقام لمناسبة عيد الجيش اللبناني، إذ إنه إلى جانب رئيسيْ الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري ، سيجلس سعد الحريري “رئيس الحكومتين”، الأولى مستقيلة والثانية لم تولد بعد.

وفيما يسود الانتظار للكلمة التي سيلقيها عون في احتفال تسليم السيوف للضباط الجدد، وتحديداً ما سيقوله عن مسار تشكيل الحكومة الجديدة، فإن تطورات الساعات الماضية عكستْ بقاء مسار التأليف في دائرة “الرمادية” التي دَخَلها منذ زيارة الحريري الأخيرة لرئيس الجمهورية قبل أسبوع وتقديمه صيغتيْن واحدة لحكومة من 30 وزيراً وثانية من 24 وزيراً تحت سقف لاءاته: لا لحكومة أكثرية ، لا لأثلاث معطّلة ولا لمعايير إلا الدستور.

وجاءت الزيارة المفاجئة من رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل أمس للرئيس بري لتُحدِث “غبارا” سياسياً على الجبهة الحكومية التي كانت في وضعية انتظارِ لقاءٍ كثُر الحديث عنه بين باسيل والحريري لاستكمال “بازل” الدينامية الجديدة التي حُكي عنها بعد اجتماع عون والرئيس المكلف.

وبرزت قراءتان متناقضتان لزيارة باسيل لبري:

– الأولى، اعتبرتْ أن باسيل أَكْثَر من “خصومِه” وفي مقدّمهم بري الذي كانت العلاقة معه في الطريق الى الإنتخابات النيابية بلغت أوج توتّرها وسط اتهام وزير الخارجية لرئيس البرلمان بأنه “بلطجي وبدنا نكسر راسو”، ومن بري الذي وصف باسيل بـ”البرغوت”، ناهيك عن “معركته المفتوحة” مع زعيم الحزب “التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط ، وانهيار التفاهم مع “القوات اللبنانية”، وانتقال العلاقة مع الحريري إلى مستوى “ليست على ما يرام”.

وفي رأي أصحاب هذه القراءة ان باسيل قد يكون أدرك حجم الأضرار التي تترتّب على الاستمرار بمساره الصِدامي ولا سيما على عهد عون، فبدأ من عند بري بخطواتٍ تراجُعية، يمكن أن تكون لها تتمات على مستوى تشكيل الحكومة ولا سيما لجهة المرونة حيال مطالب جنبلاط و”القوات”.

وترى أوساط سياسية أن صوابية مثل هذه القراءة تبقى رهناً بحصول لقاء بين باسيل والحريري يفضي لتسهيل التوافق على إحدى الصيغتين اللتين حَمَلهَما الرئيس المكلف الى عون.

– والقراءة الثانية، لم تتوقّع أي اختراقات ايجابية سريعة في تشكيل الحكومة ، واضعة زيارة باسيل لبري في سياق ترتيب العلاقات داخل فريق “8 آذار” ومحاولة رئيس “التيار الحر” فكّ الطوق عنه ليخوض براحةٍ أكبر الأشواط المقبلة من “معركة التأليف”.

ولاحظ أصحاب هذه القراءة أن عراب “لقاء الخير”، كما وصفه باسيل، كان نائب رئيس البرلمان ايلي الفرزلي وهو أوّل مَن أطلق نظرية “حكومة الأكثرية” التي يتعاطى معها الحريري على أنها محاولة لإبعاد “القوات” و”الإشتراكي” عن الحكومة.

وحسب هؤلاء، فإن أفق مسار التأليف لا يشي بأي ايجابيات رغم إشاعة فريق عون بأن تطوراً ما سيحصل خلال الساعات الـ 48 المقبلة لتحريك عجلة التشكيل، معتبرين أن الإشارات السلبية تتدحْرج: من وضْع باسيل طرْح حكومة الأكثرية على الطاولة علناً وهو ما يعكس استمرار شدّ الحبال بأقصى درجاته، إلى تَمسُّك الحريري بسقف الصيغتيْن اللتين قدّمهما لعون (حكومة 3 عشرات أو 3 ثمانيات) واللتين تراعيان التمثيل المتوازن والمُريح لـ”القوات” و”التقدمي”، واندفاعه المزدوج للردّ على الضغوط: أولاً بالتلميح لاستعداده للانتقال من “بيت الوسط” إلى السرايا الحكومية ما يعني تكيُّفه مع فترة طويلة من تصريف الأعمال، وثانياً بالتغريدة البارزة التي جاءت في غمرة محاولة فرْض أجندة مسبقة على حكومته الجديدة عنوانها التطبيع المبكّر مع النظام السوري ، إذ قال فيها: “بعض السياسيين بلبنان راكضين يروحوا عسورية قبل النازحين… يا سبحان الله، مدري ليش”.

وبعد ترؤسه اجتماع كتلة “المستقبل”، مساء أمس، أكد الحريري أن “من المستحيل رؤيتي في سوريا ولو انقلبت كل المعادلة في المنطقة”.

وقال عن تشكيل الحكومة: “إنني حصدت 112 صوتاً ليس لأنجز حكومة أكثرية بل حكومة وفاق، والمشاورات حصلت باتجاه حكومة وفاق”، مؤكداً أن “المعيار الوحيد هو معيار الشراكة الوطنية والأساس أن كل واحد يستوعب الآخر”، ومشيراً إلى ان “المشكلات التي تواجه عملية التأليف مفتعلة من كل مَن يضع العراقيل، وبعض المطالب محقة”.

وعن لقاء باسيل الذي ينتظر دعوة منه ليلبيها ، قال الحريري: “لم تحصل فرصة للقاء باسيل وأي شيء فيه تواصل نحن لسنا ضده”.

ووسط رصْد لمحاولة تحريك الشارع تحت عناوين مطلبية لوّح معها قطاع النقل البري بقفْل مدخل مطار بيروت الأربعاء المقبل، وضعت أوساط سياسية معاجلة جنبلاط وزير الطاقة سيزار أبي خليل “ومعلّمه” (في إشارة ضمنية الى باسيل) بهجوم ناري داعياً لإقالتهما على خلفية ملف الكهرباء ، وذلك قبل أن يجفّ حبر كلام باسيل من على منبر بري ، في سياق الردّ المبكّر على أي محاولة من رئيس “التيار الحر” لتوسيط بري ، صديق جنبلاط ، لمحاولة جعْل الأخير يتراجع عن مطلب حصْر التمثيل الدرزي في الحكومة به.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى