تحت عنوان "لقاء الريفييرا" أطلق المجتمع المدني البيروتي والمكون من فعاليات كبرى من العائلات البيروتية ورجال أعمال ومحامين ومهندسين وإعلاميين، أمس الاربعاء، "الوثيقة البيروتية" في لقاء حاشد بفندق الريفييرا، لتكون بمثابة لائحة المطالب التي على أي ناخب سيتم انتخابه عن بيروت الالتزام بالعمل على تطبيقها.
اللقاء شهد سلسلة من الكلمات حيث كانت البداية مع البروفيسور إيلي الزير، الذي أمل "أن تكون الوثيقة البيروتية برنامج عمل لنا ولكل المؤسسات الأهلية البيروتية بكل طوائفها ومذاهبها"، داعياً الى وضع اليد باليد من أجل بيروت الماضي والحاضر والمستقبل.
ثم كانت كلمة للسيدة لينا حمدان التي دعت الى العمل على الالتزام بالقوانين وإنصاف بيروت والمرأة البيروتية من أجل رفعة العاصمة واستعادة دورها المستباح.
فيما رئيس تحرير صحيفة "اللواء" صلاح سلام أكد في كلمته على المظلومية التي تعيشها بيروت والبيارتة. ودعا الى تفعيل العمل البلدي لما فيه مصلحة أهل العاصمة وسكانها، مشدداً على أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية الأساس عند أهل بيروت.
ودعا سلام الشباب البيروتي الى "المثابرة والإصرار على تغيير الأحوال خلال الانتخابات وبعدها لأن الطريق طويل وشاق".
بدوره، أشار المهندس حسن سنو في كلمته الى أنه "مهما كانت الزعامة كبيرة هي ناقصة إن لم تكن عادلة، والإمعان بالتهميش وجعل الآخر يشعر بأن عليه أن يكون تابعاً ليحصل على استمرارية الحياة امر عير مقبول".
وأضاف سنو: "إذا أردنا تغيير المستقبل فيجب علينا تغيير الحاضر بالاستغناء عن الطرق القديمة التي اتبعناها". وقال: "أنا سأساهم قدر استطاعتي في التغيير لنصل الى الأفضل وهذه الوثيقة تمثلنا".
واختتم اللقاء بتلاوة "الوثيقة البيروتية" من قبل الناشطة رشا عيتاني وجاءت كالتالي:
"بيروت هي العاصمة والحاضنة، وهي المركز والرمز، لكل اللبنانيين على مختلف طوائفهم واتجاهاتهم، لكنها بالنسبة للبيارتة هي ضيعتهم الحبيبة بزواريبها الضيقة ومنازلها الحميمة وقصصها العتيقة. تحمّلت بيروت العبء الأكبر في الحرب والسلم، وعانى أهلها كثيراً من التهميش والتفقير والتهجير، فلم يعد من بُدّ إلا أن تنتفض من تحت ركام الإهمال، فترفع الصوت بالحقوق المشروعة التي يقر بها الدستور، من حيث المساواة أمام القانون، والعدالة في التعامل مع أبنائها أسوة بكل المناطق. ونقصد البيارتة كل السكان الأصليين لبيروت من كل الطوائف مسلمين ومسيحيين الذين يتحملون عبء التغيير وإصلاح الأحوال وتلافي الاختلالات في المجتمع البيروتي على كل صعيد.
وقد حان الوقت للتحرك قبل أن يصبح البيارتة من الماضي السعيد، وذلك بهدف صيانة المستقبل للأجيال القادمة من التشريد والتهجير وضياع الهوية. لذلك، نحن أهالي بيروت نطالب النواب الذين سوف يتم انتخابهم في شهر أيار المقبل بما يلي:
1-التطبيق الكامل والمتكافئ لاتفاق الطائف حفاظاً على استقرار الدولة واستمرارها وعلى مؤسساتها الدستورية والتوازن فيما بينها وتحييد بيروت عن الصراعات الطائفية وعمليات التخوين والعداء.
2-التمسك بالدولة وأجهزتها الرسمية كضامنة وحيدة للاستقرار والسلم الأهلي والموكلة بالسهر على أمن المواطنين وإنفاذ القوانين وصيانة الحقوق والكرامات دون أي دور مباشر أو غير مباشر لأي كيان غير شرعي خارج إطار الدولة.
3-أن يكون نواب بيروت صناعة محلية، أصحاب كفاءات مشهودة في العمل المهني والشأن العام، وخدمة مواطنيهم، مع الترفع عن الأخلاق الذميمة والصفقات المشبوهة.
4-إن بيروت بما تمثله من رمزية على مستوى الوطن تدعو الى توحد القيادات على مصالح المواطنين بعيداً عن الحسابات الشخصية والحزبية، وان يكون التنافس فيما بينهم ديمقراطياً شفافاً، وفي سبيل تقديم أفضل ما عندهم للخدمة والتطوير.
5- أهل بيروت هم أهل اعتدال وبالتالي ملتزمون بكافة قرارات الأمم المتحدة ومقررات جامعة الدول العربية ولا سيما المبادرة العربية الصادرة عن قمة بيروت العربية عام 2002 بما يتعلق بوجوب قيام دولة فلسطينية مستقلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وهم متمسكون بكافة القرارات الدولية والعربية ذات الصلة.
6- العمل على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل في فرص العمل والتوظيف وفق الكفاءة وبالعمل دون التمييز من حيث الجنس.
7- استنهاض المجتمع البيروتي عبر دعم مؤسساته الفاعلة في شتى المجالات التنموية والتربوية والخيرية، والتركيز خاصة على الأجيال الصاعدة لاكتشاف المواهب ورعايتها وتثميرها في خدمة الوطن.
8- إعادة تكوين النخب الشبابية البيروتية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية وذلك عبر التأكيد على الديمقراطية في البيئة البيروتية وحق المشاركة بصناعة القرار ترشحاً وانتخاباً.
9- إنشاء المرصد البيروتي ومهمته رصد كل الانتهاكات بكافة أنواعها التي تقع على المجتمع البيروتي وتسليط الضوء عليها.
10-من حق البيارتة أن يكون لهم كباقي المحافظات ووفقاً لمبدأ المساواة في الدستور مجلساً بلدياً منتخباَ كل ست سنوات بصلاحيات كاملة غير منقوصة.
11- أسوة بما يحصل بباقي المناطق ولحين الانتهاء من المحاصصة، نطالب بان تفرض كوتا لطالبي العمل من البيارتة في كافة المشاريع والتلزيمات التي تحصل داخل مدينة بيروت كما يحصل بمعظم المناطق اللبنانية بما فيها بيروت الإدارية.
12- الإفادة العادلة من مشاريع بلدية بيروت ومن توظيفاتها في ملاكها وخارج الملاك.
13-الاستثمار في أملاك الأوقاف بما يحرر الموارد الكامنة من الركود والجمود اللذين يضعفان أسس البقاء والتنمية.
14-إنشاء صندوق دعم للمؤسسات البيروتية الصغيرة والمتوسطة وذلك عبر التعاون مع المصارف.
15-إنشاء بطاقة استهلاكية بيروتية تحقق للفرد تخفيضات وللمؤسسات البيروتية حركة تجارية نشطة.
16-إنشاء هيئة لإحصاء المؤسسات البيروتية المتعثرة العريقة والعمل على إعادة استنهاضها كمستشفى البربير وجمعية المقاصد ونادي النهضة الخ...
17-إنشاء البيت البيروتي وهو مؤسسة تعنى بحفظ التراث البيروتي وتنقسم إلى إدارتين:
-إدارة رقابية تعنى بمراقبة كافة المعالم البيروتية من أبنية تراثية من إصدارات مشوهة للتراث البيروتي من مسميات بعض المؤسسات والشوارع بهدف الحفاظ على الهوية.
-إدارة تنفيذية تعنى بتشجيع الإصدارات البيروتية من كتب ومراجع تكريم الشخصيات البيروتية المؤثرة في كافة المجالات".