استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الأربعاء، في الصرح البطريركي في بكركي، الرئيس فؤاد السنيورة، الذي قال بعد اللقاء: “لقد تشرفت بزيارة صاحب الغبطة وكانت مناسبة للتشاور معه في كثير من الشؤون والشجون الوطنية والعربية. وزيارتي اليوم هي لإلتماس بركة غبطته لزيارة الفاتيكان مع مجموعة من الإخوة الأعضاء في مجلس العلاقات العربية والدولية الذي يضم مجموعة من رجال الدولة تحملوا المسؤولية في اكثر من بلد عربي وما زالوا ناشطين في الشأنين العام والسياسي، ولقد طلبوا مني نقل تحياتهم لصاحب الغبطة وتقديرهم الكبير للبركة التي سيمنحنا اياها لإتمام هذه الزيارة”.
اضاف: “سنتشرف بزيارة ولقاء قداسة البابا يوم الأربعاء المقبل على ان يتبعه لقاءان مع امين سر دولة الفاتيكان ووزير الخارجية لبحث جملة من الأمور والمسائل المتعلقة بقضايا العيش المشترك الإسلامي المسيحي من جهة وأهمية العمل على تعزيز هذا العيش في الدول العربية ازاء الضغوط التي تعاني منها المنطقة العربية والتي تؤدي الى تغييرات ديموغرافية تشمل جميع الاديان والمذاهب”.
وتابع السنيورة: “وفي خلال زيارتنا للفاتيكان سنبحث في موضوع القضية الفلسطينية والقدس، ولا سيما في ضوء قرار الرئيس الأميركي بنقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس كتعبير عن اعترافه بانها العاصمة البديلة لإسرائيل، وما ينتج عنها من مشاكل وأهمها ما صدر عن الكنيست الإسرائيلي من اعتراف بيهودية الدولة وتمييز بين الأفراد على اساس مذهبي وديني وهذا يؤدي الى حرمان الفلسطينيين من تأسيس دولتهم على التراب الفلسطيني”.
وشدد على ضرورة تشكيل الحكومة في أسرع ما يمكن وهذا مطلب جميع اللبنانيين المهتمين بإيجاد حلول حقيقية لمشكلاتهم على الصعد كافة، وسط الإنحدار الكبير للوضع العام في لبنان.
وقال: “لم يعد لدينا اليوم ترف الوقت والإنتظار والإختيار، فلقد اضعنا فرصا كثيرة واليوم لا بد من التأكيد على ضرورة احترام القواعد والمبادئ الأساسية التي تقوم عليها الأوطان من احترام للدستور وللقوانين ولسلطة الدولة واحترام الكفاءة والجدارة في تسلم المسؤوليات”.
ذكرى إخفاء الصدر
بعدها التقى الراعي نائب رئيس المكتب السياسي في حركة “أمل” الشيخ حسن المصري وعضو المجلس الإستشاري عبد الله موسى، في زيارة وجه فيها المصري للراعي دعوة باسم رئيس مجلس النواب رئيس حركة “أمل” نبيه بري لحضور احتفال ذكرى اخفاء الإمام موسى الصدر التي ستقام في بعلبك في نهاية الشهر الحالي.
واعلن المصري ان هذه الزيارة “شكلت مناسبة لتناول عدد من القضايا التي تهم جميع اللبنانيين ولا سيما موضوع تأليف الحكومة، حيث كان توافق تام على ان التأخير في تشكيلها يضر بمصلحة اللبنانيين وبمصلحة لبنان وانه لا قيامة للبنان الا بقيامة مؤسساته، ومن أولى الأولويات في هذه المؤسسات مؤسسة مجلس الوزراء التي من دونها لا يمكن ان يكون هناك دولة او اقتصاد او حياة، ذلك ان الحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن سياسة الدولة الإقتصادية وغير الإقتصادية”.
وختم المصري: “لقد كان لغبطته رأي بالتحرك الذي يقوم به الرئيس بري من اجل تحقيق هذه الاهداف، اذ انه يحثه على استكمال مشاوراته لتأليف حكومة وحدة وطنية جامعة لا تستثني احدا على الإطلاق لأن هذا الوطن يتسع للجميع ومن يحاول ان يحصر الوطن بمصلحته فهو كمن يحاول ان يحصر ضوء الشمس في بوتقة صغيرة”.