التأمت حلقة نقاش عن “دور الذاكرة والانفتاح الثقافي في بناء روابط سلمية” مبنية على أساس طريق السلام، مشروع المهمة المئوية، في ساحة النجمة، في حضور وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حماده، ممثلة وزير الاعلام ملحم الرياشي مستشارته السيدة اليسار نداف جعجع والمدير العام لبنك مصر لبنان فادي الداعوق. وتخللته مداخلات لطلاب الليسيه فردان بالتعاون مع وزارة الخارجية وبالشراكة مع جمعية سفراء المواطنة من خلال التوأمة بين الليسيه ومدرسة جابر الصباح الرسمية في رأس بيروت، وبالتعاون مع تلفزيون لبنان وقناة فرانس 24 واذاعة لبنان بالفرنسية.
وكانت كلمة لحماده اعتبر فيها انه والرياشي كانا في الحرب ضمن متاريس متضاربة ولكننا مجتمعان اليوم في ساحة النجمة، هذه الساحة التي لها رمزية كبيرة حيث المدرسة الرومانية للقانون والبرلمان اللبناني، ونحن الآن في الحكومة عينها وقاسمنا المشترك لبنان والدستور اللبناني. وقال: “نعيش في عالم ومنطقة مخيفة تسود فيها الانقسامات، ولكن لدينا دائما الأمل بالأجيال الصاعدة”.
وهنأ الطلاب الذين قدموا المسرحية من مدرسة جابر الصباح الرسمية التي هي من أفضل المدارس الرسمية، ومدرسة الليسيه التي هي مدرستي ايضًا. وتمنى على الأجيال الطالعة بأن تتجاوز الانقسامات والتهديدات ويتاح لها الفرصة لتسلم القيادة في البلد.
وردًا على سؤال عن مصالحة الجبل وكيف استطاع إقناع الجهات المتناحرة بطي صفحة الحرب العبثية، قال حماده: “لم تأت المصالحة بطريقة عفوية، سبقتها جولات عديدة من الحرب قبل ان يعي المحاربون عبثية هذه الحرب، فمثلا سنشارك اليوم في ذكرى الشهداء الذي تقيمه القوات اللبنانية في معراب، سنشارك اليوم في هذا القداس وهذا هو المهم، ومن خلال المشاركة نظهر اننا نتشارك ذكرى الشهداء الذين هم شهداء الجميع. جمعنا الشهداء وغسلنا العار الذي طال الانسانية والأبجدية وروح لبنان. ندين كثيرًا للبطريرك مار نصرالله بطرس صفير الذي دلنا على درب المصالحة وفي النهاية وصلنا كلنا إلى الغفران”.
وقال ردًا على سؤال: “كان هناك في الماضي الاتحاد الوطني للطلبة يقوم منه الطلاب بتظاهرات للدفاع عن حقوقهم وحق العمل، ولكن المؤامرات الخارجية خربت لبنان وانعكست داخليا، لذلك أصبح الاشخاص عينهم في متاريس متضاربة، ظلمهم الحفاظ على السلام، وانتم جميعا متساوون أمام الدستور اللبناني والعلم اللبناني ولديكم إيمان بلبنان فحافظوا عليه”.
وأشارت جعجع ممثلة الرياشي الى أن وقف مسيرة الانحدار التي نعيشها تكمن في طي صفحة الماضي وإرساء حوار وطني ووضع استراتيجية تربوية جديدة تتجاوز كل التقاليد السطحية والبالية، تربية تستمد من كبار شعراء لبنان ومفكري الشرق الاوسط والاغريق، تربية تستثمر في وسائل الاعلام والمسرح والتوثيق والثقافة إضافة الى القيام بالمصالحات.
وعن المصالحة المسيحية – المسيحية قالت: “الوزير الرياشي كان النصير الأساسي للمصالحة المسيحية – المسيحية الى جانبه النائب ابراهيم كنعان، وهما عقدا هذه المصالحة من أجل إعادة اللحمة الاجتماعية التي دمرتها الحرب ومن أجل إرساء السلام، وهي بدأت من خلال اللقاءات والحوارات المفتوحة وانتهت بالتوقيع على مذكرة تفاهم ونوايا في حزيران 2015، ولا عودة عن هذه المصالحة فهي مقدسة على الرغم من كل الانتكاسات السياسية التي تطاولها، وهي صامدة وهذا ما نلاحظه.
ورأت ان لوسائل الاعلام دورًا مهمًا في الحفاظ على السلام، فهي قادرة على توجيه الرأي العام، ويدعوها وزير الاعلام دوما الى الحفاظ على الحياد والموضوعية والتخفيف من التوترات.