يغادر الرئيس ميشال عون إلى نيويورك الاثنين، ولم تتضح بعد مواعيد لقاءاته مع رؤساء الدول أو الحكومات.
على ان الأبرز في المشهد ان همّ الحكومة لن يحضر في لقاءات واشنطن أيا كانت، فالرئيس يعرف تماماً صلاحياته، والعرف يعطيه حصة، (وهذا معنى تحصين الموقع الرئاسي)، والمعايير موجودة في نتائج الانتخابات.
ولصقاً بهذا التوجه، يجاهر التيار الوطني الحر برئاسة الوزير جبران باسيل، انه لن يتنازل عن حقه بالحصة المسيحية الكبرى، ولو كان ذلك على حساب ابعاد “القوات اللبنانية” وحتى “المردة”.
هذا يعني تلقائياً، تجذّر العقدة أو العقد المسيحية، اما العقدة الدرزية، فوفقاً للمعلومات الخاصة باللقاء فإن زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط إلى عين التينة ولقاء رئيس مجلس النواب نبيه برّي، لا صلة مباشرة لها بالتأليف، أو “العقدة الدرزية”، بل بمناخ عام من ضمنه الملف الحكومي، وموقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من زيارة وزرائه إلى سوريا، وملابسات هذا الموقف، فضلاً عن الجلسة التشريعية، وتعيينات من حصة الدروز في بعض مؤسسات الدولة.
وباستثناء الحراك الخجول الذي سجل على خط اتصالات تأليف الحكومة، ولا سيما بين بعبدا ومعراب، وبين عين التينة وكليمنصو، من دون حصول أي اختراق على مستوى المفاوضات الحكومية، بقيت أوساط “بيت الوسط” على تأكيداتها بأن الرئيس المكلف سعد الحريري لم يوقف اتصالاته، وهو لا يزال يسعى لتدوير الزوايا، لكنه لا يلقى تجاوباً من الأطراف المعنية، مشيرة إلى ان العقدة ليست عند الحريري بل عند الآخرين، “وفتشوا ما هي حسابات الأطراف المعرقلة للتشكيل”.
ومع ذلك، تؤكد مصادر المعلومات ان مساعي تشكيل الحكومة متوقفة عند النقطة الأخيرة التي عرض فيها الرئيس المكلف على “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر وتيار المردة تعديل الصيغة الحكومية التي تقدّم بها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، فجوبه برفض شديد من “القوات” التي ما تزال ترفع سقف المطالبة بحقيبة سيادية أو منصب نائب رئيس الحكومة، وثلاث حقائب وازنة للقبول بحقيبة دولة، بينما استشعر المتصلون بجنبلاط إمكانية القبول بحقيبة دولة مقابل منحه حقيبتين اساسيتين، فيما طالب “المردة” بحقيبة الطاقة إذا تمّ نزع حقيبة الاشغال منه، في حين يرد البعض السبب الأساسي لعرقلة التشكيل إلى مطلب “التيار الوطني الحر” بإحدى عشرة حقيبة، مع حصة رئيس الجمهورية، بينها حقيبتان سياديتان، وحقائب أساسية وخدماتية.
ومنذ اللقاءات الأخيرة للحريري مع ممثلي “القوات” و”التقدمي”، لم يشهد “بيت الوسط” أي لقاء مع أي طرف، وتوقفت المفاوضات بانتظار “شيء ما” لم تعرف طبيعته بعد، أو بانتظار تغيير مواقف الأطراف وتليينها بسبب ضغط الظروف الاقتصادية والمعيشية على البلاد والعباد.