استغربت اوساط طرابلسية هذه الضبابية التي تخيم على عاصمة لبنان الثانية لجهة غياب نواب المدينة وقيادييها عن المشهد الاجتماعي المتأزم وكأن المدينة واهلها اصبحت فعليا خارج الخارطة السياسية اللبنانية.
تقول اوساط ان سبب غياب نواب طرابلس عن المشهد السياسي ربما يتعلق بأزمة تشكيل الحكومة، خصوصا ان نواب المدينة يتوزعون على ثلاث كتل نيابية، ابرز هذه الكتل كتلة الوسط المستقل التي تضم اضافة الى الرئيس نجيب ميقاتي، النواب جان عبيد وعلي درويش ونقولا نحاس وكتلة المستقبل التي تضم النواب سمير الجسر ومحمد كبارة وديمة جمالي والنائب فيصل كرامي الذي انضم الى كتلة المردة. وتكشف الاوساط ان غياب النواب مرتبط بأزمة التشكيلة الحكومية بانتظار تشكيلها وتحديد حجم التمثيل الطرابلسي في الحكومة العتيدة. وتكشف الاوساط ان كتلتي الوسط والمردة تستعدان لاعلان مواقفهما السياسية غداة تشكيل الحكومة وذلك حسب حصة كل كتلة في التوزير وفي حال استبعدت كتلتهم عن اي حصة وزارية فهناك اتجاه لاعلان المعارضة الطرابلسية وتضم كافة نواب المدينة التي لم تتمثل كتلها، لذلك تكشف الاوساط ان اتصالات تجري بين الرئيس ميقاتي والوزير فيصل كرامي بهدف تشكيل هذه المعارضة في الوقت المناسب.
وتعتبر الاوساط ان هذه القوى ترى ان الصمت في هذه الحالة افضل من اعلان اي موقف سياسي ربما تكون نتائجه غير محمودة او ربما يكون اعلان اي موقف سياسي هو السبب في خسارة الحقيبة الوزارية.
وربطت الاوساط الاجواء السائدة في لبنان من وضع العصي لعرقلة التشكيلة وتعقيد الامور والخلافات الواقعة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية على الحصص الوزارية، الامر الذي ادى الى اعاقة التأليف، لذلك ترى الاوساط الطرابلسية ان نواب طرابلس يرون ان الصمت في الوقت الراهن يفكفك بعض العقد من امام الرئيس المكلف اضافة الى اظهار صورة للرأي العام ان المشكلة هي مسيحية – مسيحية وان القيادات الاسلامية السنية تريد اظهار مشهد التسهيل وبعد التشكيل في حال همش الرئيس المكلف حضورهم السياسي والشعبي فحينذاك لكل حادث حديث.
وكشفت الاوساط الطرابلسية ان الرئيس ميقاتي اجرى اتصالات مكثفة مع قيادات اسلامية سنية حثها على افساح المجال للرئيس المكلف في اختيار الصيغة المناسبة لحكومته وعدم تشكيل اي ضغوط سياسية بهدف تسهيل مهامه وحصانة موقع رئاسة الحكومة من اي تجاذبات من داخل البيت الواحد. وكشفت الاوساط ان التمنيات تلقفها الوزير فيصل كرامي الذي اظهر حسن نيته في استعداده لتسهيل تشكيل الحكومة خصوصا ان الرئيس الحريري يواجه ازمة كبيرة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية من جهة وبين الحزب التقدمي الاشتراكي من جهة اخرى. ورأت الاوساط ان نواب طرابلس أبدوا حسن نية للرئيس الحريري على امل ان يتلقف هذه المبادرة بحصة وازنة تنظر الى حجم تمثيلهم الشعبي الذي أظهرته الانتخابات النيابية الاخيرة.
على امل ان تبصر الحكومة النور في الايام القادمة رأت الاوساط الطرابلسية ان الصمت النيابي الطرابلسي سيبقى قائماً الى حين تشكيل الحكومة ويبدو ان ان هذا الصمت سيطول في ظل ما تواجهه هذه الحكومة من تعقيد وربما مرشحة الى مزيد من التعقيدات.