أكد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني أن الحديث عن حقوق أي مكون لبناني والعودة إلى الكلام الطائفي استغلال لتعويم المصالح، ومن يتكلم عن حقوق الطوائف اليوم هو من دمّرها.
وأضاف عبر nbn، “التلطي وراء “الطائفة” هو علامة افلاس سياسي وهذا ما نراه اليوم ولا أتكلم فقط عن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل إنما عن أي شخص يستعين بالكلام الطائفي لتعويم نفسه على حساب طائفته. من يتكلم بوطنية شاملة هو الذي يستعيد حقوق طائفته والطوائف الأخرى من دون استثناء. نحن مع الحفاظ على الدستور وتطبيقه و”مش كل ما واحد انزرك بالزاوية يرجع يشد العصب”، ليس هكذا تتم المحافظة على حقوق المسيحيين في لبنان ومن يدعي ذلك اليوم تأخر كثيرا على الفعل”.
وحاصباني الذي شدّد على أن اهتمامات الشعب الأولى هي صحية أي الحياة والاستمرارية، ومن ثمّ الهمّ المعيشيّ وتلحقها الأمور الأخرى، أشار الى انه “يظن أن الناس لا تهتم لتفاصيل تشكيل الحكومة”، وأردف، “ما نراه اليوم هو جزء من استغلال لمآسي الشعب اللبناني بالمماطلة وما يحتاج إليه هذا الشعب هو قيادات على مستوى وطني ليساهموا في اخراج لبنان من الوضع الكارثي الذي وصل إليه. لنكن واقعيين، نعم هناك أطراف تتدخل بالتشكيل وجميعها تدعي انها لا تتدخل. غير صحيح أن الأطراف المعنية بالتشكيل تريد حكومة اختصاصيين مستقلين لأن الواقع يثبت العكس، مع أن أي طرح آخر غير مجد في الحالة الراهنة”.
ورداً على سؤال، أجاب، “الإصلاحات معروفة وواضحة جداً والسؤال هو عن القيادي القادر على القيام بهذه الإصلاحات بعيداً من المحاصصات والاعتبارات السياسية، لأن ما نشهده من تتناتش بين الأطراف المعنية بالتشكيل اليوم لن يكون مجدياً ولا يبشر بنهج اصلاحي”.
وعن قول بعضهم إن “القوات اللبنانية” عزلت نفسها وبعيدة عن المشهد السياسي، قال إن “موقف القوات واضح من كل المواضيع وهي مع ما يريده الشعب الذي قال كلمته في ١٧ تشرين. الشعب هو من يقرّر في صناديق الاقتراع وهو نزل إلى الطرقات وطالب بالتغيير لان السلطة غير قادرة على تأمين أي نوع من الحماية له، لا الاقتصادية ولا المعيشية ولا المالية. لذا نعتبر أن الحلّ هو بانتخابات نيابية مبكرة وإلا سنستمر بهذه الدوامة. لا ننادي بها لأننا نريد تكبير حجم تمثيلنا لان لا شيء مضمون بل من أجل إعادة إنتاج السلطة المنبثقة من الشعب. الثورة هي حالة متكاملة وفعل وليست منظومة فلا يمكن الانضمام اليها او تركها فأما ان تعيش حالتها أو لا، ونحن نعيش هذه الحالة منذ زمن بعيد. اذكر اننا طالبنا بحكومة مستقلين منذ ١ أيلول 2019”.
كما اشار حاصباني الى الحركة التي تقوم بها “القوات”، “أطلقنا منذ أسابيع خطة لتنظيم ترشيد تغطية استيراد الأدوية ومن ثم التوجه نحو الدعم المباشر عبر المحفظة الإلكترونية – لأن ما يفعله مصرف لبنان اليوم ليس دعماً – ورؤية حزب “القوات اللبنانية” للسياسة الدوائية واخرى متعلقة بالبطاقة التمويلية وقدمنا اقتراح قانون للبطاقة التمويلية. نحن قدمنا مبادرات واقتراحات قوانين ولكننا لسنا بموقع سلطة يخوّلنا اتخاذ قرار. نقوم بواجبنا من خارج السلطة وهذا حقنا الديمقراطي”.
كذلك، أكد أن “كمية الدولارات المتوفرة في لبنان نسبة لازدياد الطلب لا تكفي إلا لأشهر”، مضيفاً أن “تغطية سعر صرف العملة ستقف حكماً لأن أموال مصرف لبنان لن تكون متاحة. بلا إصلاحات ومعالجات سريعة، نحن قادمون على وضع أسوأ من اليوم وسنصل لكارثة إنسانية غير مسبوقة بالتاريخ الحديث تعيدنا الى العصر الحجري”.
وتابع حاصباني، “قناعاتنا كقوات لبنانية لا تأخذ بالاعتبار لا صديق ولا خصم. نحن نوافق على الأمور الصائبة ونتصدى للأمور التي تشوبها الثغرات. لن يصح إلا الصحيح، وسنستمر بالمطالبة بالانتخابات المبكرة ليقول الشعب كلمته”.