كان في محل الألبسة الذي يملكه في فنزويلا ينتظر رزقه، حين دخل لص، طلب منه قطنية، قبل أن يسارع إلى إشهار مسدسه، مهدداً من كان في المكان بالقتل، داعياً الجميع إلى التمدد على الأرض، ليرتكب بعدها جريمته… رحل ابن بنت جبيل فادي أيوب نتيجة إصابته بطلقتين نارييتين في رأسه.
رحيل وحيد والدته
قُتل فادي (46 سنة) بدمٍ بارد، وبحسب ما قاله ابن خالته حسين بزي لـ”النهار”: “ارتكبت الجريمة عند الساعة الواحدة من قبل ظهر أول من أمس، حين كان فادي كعادته في محله، يتابع زبائنه، وإذ به يفاجأ بسارق لم يبالِ بإهدار روحه من أجل حفنة من المال”. وأضاف: “فادي ولد وعاش في فنزويلا، وهو وحيد والدته على شقيقة، في حين أن والده فارق الحياة قبل سنة ونصف السنة، زار لبنان في طفولته لكن بعدها لم يتسن لنا رؤيته، وكون لغته العربية ضعيفة كان تواصله معنا قليلاً، أما خالتي فكانت يومياً تتواصل مع أمي أي شقيقتها التي نقلت إليها الصورة المرعبة التي يعيشها السكان في فنزويلا نتيجة الفقر المستشري في مختلف أنحاء البلد الذي يدفع إلى السرقة والقتل”.
فقدان السند
واعتبر حسين أنه “لو كانت الدولة اللبنانية تؤمن حياة كريمة لمواطنيها لما اضطر فادي وغيره للعيش في الغربة، بعيداً عن وطنهم وأهلهم”. وعما إن كان فادي متزوجاً أجاب “كلا، فلم تفرح والدته به بزفه على عروس ورؤية أطفاله، كان الموت أسرع، خطفه منها وهي التي كانت تعتبره سندها في الحياة”، مضيفاً “أي كلمات يمكنها التعبير عن الذي تعيشه خالتي الآن، فقد كان فادي بالنسبة إليها الفرحة والأمل والأمان، وإذ في لحظة فقدته بسبب إنسان لا رحمة في قلبه، عديم الإنسانية والضمير”.
بانتظار نتائج التحقيق
عائلة سليمان تنتظر الآن ما ستكشفه التحقيقات، وقال حسين، “بعد الجريمة حضرت الشرطة الفنزويلية وسحبت كاميرات المراقبة من المحل، وفتحت تحقيقاً، ونحن نأمل أن يتم تحديد هوية المجرم وتوقيفه لينال العقاب الذي يستحقه، بعدما أزهق حياة إنسان متعمداً وبدم بارد”.
كتب على فادي أن يعيش ويدفن في بلاد الاغتراب. وقال حسين، “عسى أن يكون آخر ضحية تدفع حياتها بعيداً من وطنها”.