يقف لبنان الذي يرزح تحت وطأة عاصفة ثلجية منذ يومين، لم يشهد مثيلاً لها منذ نحو ثلاثة عقود، إذ غطته الثلوج من فقس الموج حتى قممه العالية، أمام لحظة مفصلية في مساره السياسي والاقتصادي، بانتظار جواب قيادته السياسية على المقترحات الكويتية، والذي سيحمله معه إلى الكويت وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب غداً الخميس، خلال مشاركته في اجتماعات وزراء الخارجية العرب.
وعُلم أن الوزير بو حبيب أعد ورقة لبنان المتضمنة الإجابات المطلوبة في شأن ما طرحته دول الخليج من بنود، ضمن الورقة الخليجية التي حملها إلى بيروت وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد الناصر الصباح منذ أيام.
وأشارت المعلومات، إلى أن “بو حبيب وإثر انتهاء الاجتماعات والمشاورات، عرض الورقة على رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي، على أن يعرضها أيضاً على رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي تم التشاور معه في شأنها، لتحظى بموافقة رسمية ويخرج لبنان بموقف موحد يقدمه بو حبيب في زيارته للكويت”.
وإذ عُلم أنه تم إيجاد المخارج المناسبة استناداً الى الموقف اللبناني الرسمي منها ويبقى انتظار كيفية تلقفها خليجياً، إلا أن أوساط المعارضة أبلغت “السياسة الكويتية”، أن “الرد اللبناني المنتظر سيكون رمادياً وليس كما تتمنى الكويت ومعها الدول الخليجية، ما يؤكد بوضوح أن القرار هو لحزب الله وليس للمؤسسات الدستورية التي تخضع لأوامر الحزب، ولا يمكنها تجاوز إرادته، وهذا ما ظهر في محطات عديدة، وما سيظهر بالتأكيد في طيات الجواب اللبناني”.
من جانبها، كشفت مصادر دبلوماسية خليجية لـ”السياسة”، عن أن “سياسة الترقيع التي غالباً ما يعتمدها الساسة اللبنانيون لحل مشكلاتهم، لم تعد تجدي، وبالتالي لا بد أن يكون الرد اللبناني واضحاً ويجيب عن كل النقاط التي تتضمنها المقترحات الكويتية، لأن ذلك في مصلحة لبنان، قبل أي طرف آخر”.