أخبار عاجلة
تويتش تستعد لطرح خلاصة بأسلوب تيك توك -

خطر يتهدّد الأفران والمنقوشة ستصبح من الذكريات

خطر يتهدّد الأفران والمنقوشة ستصبح من الذكريات
خطر يتهدّد الأفران والمنقوشة ستصبح من الذكريات

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

«باي باي» منقوشة، فأفران المناقيش مهدّدة بالإقفال بعد توقّف إمدادها بالطحين، وقد دخل السوق السوداء.

لم يجد أحمد طحيناً في السوق، والتجار رفضوا تسليمه كيساً واحداً، وما يملكه لا يكفي عمل يومين فقط، ما يعني بحساباته أنّه سيفقد مصدر رزقه الوحيد.

يقف أحمد أمام فرنه مذهولاً، يعدّ منقوشة زعتر لأحد الزبائن، بغصّة يقول «حتى المنقوشة حرمونا العمل بها، وحرموا الفقراء منها»، ما يقلقه أنه سيقفل فرنه خلال أيام وبالتالي سيصبح عاطلاً عن العمل بإرادة الدولة وليس بقراره.

شظايا الحرب الأوكرانية أحرقت مهن الفقراء، وأوّل ارتداداتها على لبنان أفران المناقيش وقد دخل أصحابها في صدمة كبرى، فهي ستغلق، ومنقوشة الفقراء ستختفي عن الساحة إلى ما شاء الله، ما يعني أنّ كل العاملين في هذا القطاع سيصبحون عاطلين عن العمل وسط أزمة اقتصادية اشتدّت وتيرتها في الأيام الماضية وتتّجه نحو الاشتعال أكثر، فكيف يقرأ أصحاب الأفران هذا القرار؟ وماذا عن المطاحن؟ وهل تفتح السوق السوداء أبوابها للطحين والزيت والسكر من جديد؟

يبدو أن مهن الفقراء تتدحرج نحو الهاوية الواحدة تلو الأخرى، اليوم أفران المناقيش وغداً الباتيسري وبعدها من يدري.

مئات الشبان وجدوا طريقهم للعمل داخل أفران المناقيش هرباً من البطالة قبل أعوام، غير أنها اليوم تقف على عتبة الإقفال، بعد صدور قرار بوقف تسليمها الطحين، ما يعني خسارة اللبناني مصدر رزقه الوحيد.

وبصدمة كبيرة تلقّف الفرّان علي شكرون الخبر، الرجل الستيني الذي يعمل مع زوجته في فرن المناقيش والمشاطيح، يسأل دولته «ليش عم تقطعي برزقتنا».

قبل سنوات بدأ رحلته في صناعة منقوشة الجريش، كان وقتها عصر المنقوشة، وكان سعرها 1000 ليرة، غير أن سوء الحال دفع بسعرها للإرتفاع وتسجيل رقم قياسي 10 آلاف ليرة للزعتر، و30 ألف ليرة للجبنة، وقتها شعر المعلم علي أن حال المنقوشة بخطر، من دون أن يخطر بباله أن يجد نفسه مرغماً على الإقفال بعد عدة أيام، لأن المطاحن أوقفت تسليمه الطحين.

إشتعلت في أوكرانيا، فاحترق اللبناني ومصالحه بخطر، فالزيت الذي يدخل في صناعة المنقوشة إرتفع 150 ألفاً دفعة واحدة إذ سجلت الـ8 ليترات زيتاً 430 ألف ليرة لبنانية، أما طن الطحين فبلغ المليون ليرة وأكثر ودخل في السوق السوداء، أما الغاز فتشير المعطيات إلى ارتفاعه ما يعني أن الخناق حول الفرّانين ضاق وأضيف إليه توقف إمدادهم بالطحين.

لا تترك الفرّانة زينب مهنتها بسهولة، فهي أمضت داخلها عمراً طويلاً، لم تشهد أزمة مماثلة سابقة، ولم يسجل المشطاح أكثر من 250 ليرة، غير أنه اليوم بـ5000 ليرة، «ومع ذلك نصمد لأننا نريد أن نعيش، نعمل لنؤمّن الدواء والأكل ومستلزمات الحياة، ولكن أن تدفع بنا الدولة نحو الإقفال فهذا غير منطقي وغير مقبول».

قرار جائر

لا ينكر وكيل أصحاب المطاحن في لبنان علي رمال أن قرار توقّف مدّ أفران المناقيش بالطحين قاسٍ وجائر في آن، لافتاً إلى أن المطاحن لا تقوى على العمل بالطحين المدعوم فقط، بهذه الحال ستقفل المطاحن خلال 5 أيام، لأنها تعتمد بمعظمها على طحين أفران المناقيش والباتيسري لتصمد، وتوقّفها يعني قتل المطاحن أيضاً.

ويدعو رمال وزارة الاقتصاد إلى تدارك مخاطر القرار وتصحيحه، «فمن غير الجائر أن تضعنا بمواجهة مع أصحاب الأفران، فهذا سيخلق حال تصادم وقد تكون له عواقب وخيمة».

إذاً، على عتبة الإقفال تقف أفران صناعة المناقيش، ومعها ستصبح المنقوشة حلماً ومن الذكريات.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى "الوادي الأخضر": من ذروة المجد إلى شفا الانهيار؟