التقى وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي مديري المدارس والثانويات الرسمية خلال احتفال أقيم في بيت الفن في الميناء – طرابلس، بعد جولته على بعض مدارس المدينة.
حضر الاحتفال النائب علي درويش، المدير العام لوزارة التربية بالتكليف عماد الأشقر، المدير العام للتعليم الثانوي خالد الفايد، مستشارا رئيس الحكومة هبة نشابة ومقبل ملك، مدير التعليم الابتدائي جورج داوود، رئيسة دائرة الامتحانات أمل شعبان، مديرة الإرشاد والتوجيه هيلدا خوري، رئيس المنطقة التربوية في الشمال بالوكالة نقول خوري، ممثل رابطة التعليم الثانوي في الشمال المدير علي عثمان، إضافة إلى مديري الثانويات والمدارس الرسمية.
وفي الختام، قال الحلبي في كلمة: “حرصت في زيارتي للفيحاء، عروس الشمال طرابلس، على التجوال في مدارسها الرسمية، للاطلاع على أوضاعها، وأنظر إلى وجهوكم وسروركم لوجودي بينكم على أمل الخلاص من المشاكل التي تواجهكم، وكم انا فخور بهذا الجو الأخوي الذي يعكس قيمة هذا الشعب الطرابلسي والشمالي، طرابلس والشمال منطقة عزيزة جدا، وكنت أنوي القدوم قبل هذا التاريخ، إلا أن الارتباطات والظروف حالت دون ذلك”.
وشدد على أنه “تحدثت أكثر من مرة مع دولة الرئيس نجيب ميقاتي، الذي أوجه له تحية من هنا على هذا الذوق الرفيع في هذا المكان الجميل الذي جمعنا، الرئيس ميقاتي رجل عمران وبناء، وعندما قبل تحمل المسؤولية كان يعرف، وكذلك فريق العمل، أن هذه الظروف صعبة جدا، لا بل تكاد تكون مستحيلة، ولكن هذا بلدنا ولا نستطيع الاستسلام في أي مواجهة، وكل منا في نطاق اختصاصه، فهو يحاول صنع الفرق. وشخصيا، يشهد الله أنني دخلت من دون أي أجندة سياسية، واخترت التربية لأنني أعلم أهميتها، والكل كان مستغربا عملي”.
وتابع: “كنت على قناعة بأن الانهيارات في البلد تتوالى في كل القطاعات: الاقتصادي، السياحي، الاستشفائي، البنائي، والعقاري. كل القطاعات تنهار، والصناعات تكابد للاستمرار، وكذلك الزراعة، لكني مقتنع بأن إنقاذ قطاع واحد يؤسس لإنقاذ كل القطاعات في البلاد، ألا وهو قطاع التربية. ولذلك، تحملت المسؤولية بدعم من الرئيس ميقاتي والحكومة ومن مسؤولي وزارة التربية، لأن شخصا واحدا مهما كبرت إمكاناته لا يستطيع تحمل كل هذه الأزمات لوحده”.
وأردف: “دخلت الوزارة، وكان هناك فراغ كبير فيها، وحاولت منذ اليوم الأول توصيفه ووضع الحلول المناسبة. وإن أهم مشكلة كانت تأثير الوضعين الاقتصادي والمالي على أوضاع المعلمين والمعلمات والجهاز البشري والمدارس وجميع العاملين في القطاع التربوي”.
وتحدث عن “المكننة والمتعاقدين وأساتذة الملاك والخدم والحرس وكل الفئات العاملة ضمن المدرسة الرسمية”، مشيرا إلى أن “هناك مسؤولية تجاه التعليم الخاص الذي يتحمل نحو 70 في المئة من تلامذة لبنان”، وقال: “لدى القطاع الخاص إدارة مدرسة تستطيع أن تدير أمورها بالتي هي أحسن. أما في التعليم الرسمي فالموازنة فقدت قيمتها الفعلية، والمعلم الذي كان يقبض 1000 دولار و1200 دولار إلى 1500 دولار، فأين أصبحت مداخيله اليوم؟ لذلك، لجأنا إلى الجهات المانحة”.
أشار إلى أنه “عندما أطلقنا الحوافز لتأمين الحضور في المدارس الرسمية، كنت أظن أن الإدارة والمناطق التربوية جاهزان ومديري المدارس جاهزون جميعهم في مواكبة هذا الوعد، الا أنه تبين عدم جهوزية الجميع، فهناك قصور تنظيمي، الأمر الذي أدى إلى تأخير، ليس إراديا، وإنما تنظيمي”.
وتابع: “لقد عبرنا هذه المرحلة بالكثير من الصبر والمعاناة، فكانت هناك اضطرابات وانقطاع وأزمات وكورونا، لكن الآن وللمرة الأولى في تاريخ وزارة التربية أصبحت لدينا لوائح حصرية بأساتذة الملاك والمتعاقدين وعمال المكننة والعاملين في المدارس الرسمية”.
وعن الـ90 دولارا للأساتذة، قال الحلبي: “هذا المبلغ يجب أن يكون وصل للجميع بدليل الجداول، فهناك 74 ألف اسم تم الدفع له، ومن بينهم 5000 اسم لا يملكون عنوانا مصرفيا. لقد ذهبت أموالهم إلى صناديق المدارس، وعلقت بسقوف السحوبات. هناك أمور يستطيع وزير التربية وكادر الوزارة حلها، لكن هذه الأمور تتجاوز صلاحيات وزير التربية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالسلطات النقدية”.
وعن الكتب، قال: “علمت أن الكتب وصلت إلى 70 في المئة من المدارس الرسمية، فهي متوافرة، ولدينا أكثر من 3500000 كتاب طبعة جديدة متوافرة، وباتصال صغير إلى المركز التربوي تصل الكميات المطلوبة، وأنصح المديرين بأن يطلبوا الكتب”.
وعن المناهج، قال: “قريبا جدا، سنعلن الإطار الوطني للمناهج الجديدة، فهناك فريق عمل متخصص ومهم يعمل على إعادة النظر بها لكي نصل إلى القطاع الوطني. لقد قطعنا مسافة في هذا المجال، ودخلنا في التفاصيل، ونحتاج إلى بعض الوقت لان هذا الأمر يتطلب إجماعا وطنيا للموافقة على هذا الإطار إذ سيصبح المنهاج الجديد 2023 على اساس تجربة، وفي 2024 يطبق”.
وأكد أن “جولتي اليوم كانت مفيدة جدا. لقد شاهدت واقع المدارس على الأرض فهناك نموذج منها استوقفني، وكذلك التلاميذ ووقوفهم ضد الإضراب. سررت بذلك لأنهم يتمسكون بعامهم الدراسي. كما لفتني القلق على المستقبل والمصير. وهنا أقول، رغم المعاناة والوجع، أرجوكم بإلحاح أن تزرعوا الأمل في نفوس الطلاب، لأن الطفل عندما يربى من دون أمل، فهذا يعتبر هلاكا للبلد”.
وتابع: “علينا المحافظة على هذا البلد. ففي أحد الأيام، ستبنيه سواعد هؤلاء الطلاب وأفكارهم. لدي أمل كبير بكم وبطاقاتكم، رغم ظروفكم الصعبة. إني أعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه، لكن يجب أن نقوى على أنفسنا. أعطي دائما نفحة أمل في كلامي، إذ لا يمكن العيش بلا أمل، والأهم لا يمكن العيش بلا كرامة. الجميع يشعر بأنه يذل، وعلينا التغلب على هذه المشاعر السلبية وتغليب المشاعر الايجابية، بلدنا لنا، وبالتربية ننقذه، ونكون غرزنا بذرة الخير، وعلى أساسها نبنيه”.
ثانوية البداوي الرسمية
وكان الحلبي والحضور جالوا في المدارس والثانويات، فزاروا ثانوية القبة الثانية، ثانوية سابا زريق، مدارس مي الرسمية، سليمان البستاني، وثانوية البداوي، حيث اقيم لقاء جامع تقدمه مدير الثانوية علي عثمان، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي، آمر فصيلة درك البداوي الرائد عبد الناصر السنكري، ومدراء 7 مدارس ومهنية رسمية في البداوي وحشد من الاساتذة.
وعرض عثمان “مشكلات القطاع في البداوي الذي يعاني من الفقر والقلق على المصير، نظرا إلى كثافة أعداد الطلاب وعدم قدرة المباني المدرسية على استيعاب الأعداد، إضافة الى قلق الأستاذ الرسمي على مصيره”.
وقدم رئيس بلدية البداوي حسن غمراوي قطعة أرض من البلدية لبناء ثانوية عليها، فرحب الحلبي بالعرض، واعدا ب”إرسال فريق هندسي للبدء بالمعاملة”.