رئيس الجمهورية يدافع عن الحزب الإلهي

رئيس الجمهورية يدافع عن الحزب الإلهي
رئيس الجمهورية يدافع عن الحزب الإلهي

ينطق رئيس الجمهورية اللبنانية باسم لبنان الرسمي، دولة وحكومة وشعباً، وموقفه الأخير بشأن حزب الله جاء ليعبّر عن شريحة واحدة من اللبنانيين أدّت فروض الطاعة إلى حارة حريك وسلّمت نفسها بالكامل لمشروعها. موقف الرئيس ميشال عون، خلال مقابلة مع صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية على هامش زيارته إلى إيطاليا والفاتيكان، جاء ليؤكد المؤكد بأنّ حزب الله يسيطر على الدولة اللبنانية.

رداً على سؤال حول دولة حزب الله في لبنان وقدرته العسكرية وكيفية معالجة الحكومة لهذا الملف، قال عون إنه "ليس لحزب الله من تأثير بأي طريقة على الواقع الامني للبنانيين في الداخل، وموقف الحزب الله في الداخل اللبناني مختلف بصورة كاملة عن نظرته الى الخارج". 

بالنسبة للرئيس ميشال عون ومن حوله، لا يؤثر سلاح حزب الله على واقع اللبنانيين. طالما أنّ هذا السلاح وسطوته الأمنية والبلطجية تحمي العهد ومن معه، لا خوف من هذه الترسانة ولا ما تحيكه في الداخل. ليس في مشهد الطيونة ومئات المدّججين بالسلاح من تأثير على أمن اللبنانيين، ولا طريق المطار المأسورة بيد الحزب التي فيها تتم عمليات الخطف من حين لآخر. ولا المربع الأمني الصريح والمعلن عاصياً على الدولة وأمن اللبنانيين، مع الاشتباكات شبه اليومية بين مافيات المولدات وعصابات التهريب والتجارة السوداء. وطبعاً ليس البقاع أرض التهريب الأولى، وكذلك الخطف ومرتع الخارجين عن القانون، أما الجنوب فجنّة الأمن والسلام، فيه ينعم اللبنانيون بكل حقوقهم وأمنهم وحريّتهم، بدءاً من عمليات البلطجة اليومية وصولاً إلى منع الأغاني والسهر والطبلة، وليس انتهاءً باغتيال لقمان سليم، مروراً بالاعتداءات المتكررة على قوات حفظ السلام الدولية من حين لآخر في صندوق بريد سياسي للداخل والخارج.
 
ربما سهى عن بال الرئيس ميشال عون أنّ سلاح حزب الله وميليشياته وعصاباته وفرق قصمانه السود هي الرادع الأخير أمام إسقاطه في الشارع وإسقاط عهده. لكن سلاح حزب الله لا يؤثر على أمن اللبنانيين، ولم يذلّهم في شوارع العاصمة ويسحلهم في صور والنبطية ويحاصرهم في بعلبك والبقاع. لم يجتح بيروت في أيار ٢٠٠٨ ولم يفرض المعادلات على اللبنانيين في الرئاسات وتشكيل الحكومات وإسقاطها. 

سلاح حزب الله، بالنسبة للرئيس عون سلاح مقاومة فقط، فغاب عن عقله أيضاً كل ما تمّ ارتكابه خلال العقدين الأخيرين باسم المقاومة وشعبها وسلاحها. ويفصل من جديد بين حزب الله في الداخل وحزب الله في الخارج، ربما مرغماً عنه وربما تواطؤاً منه على اعتبار المستفيد الأول من هذا السلاح.

لا يتوقّع من الرئيس ميشال عون سوى هذا الموقف، خصوصاً أنه تعبير عن التمايز ولو المعنوي بين رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحرّ. لا يتوقّع من الرئيس ميشال عون موقفاً مختلفاً خلال حزب الله حرصاً منه على عهده، ولا يتوقع منه اتخاذ خياراً آخر خصوصاً بعد ما قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله إنّ الانتخابات النيابية المقبلة هي معركة دعم الحلفاء وتكبير كتلهم النيابية. لدى قصر بعبدا تمييز بين جناح حزب الله الخارجي والداخلي، وحزب الله طائر كاسر يطير بجناحيه الخارجي والداخلي لينقضّ على الدولة اللبنانية واللبنانيين، وثمة من يهلّل لكل فريسة تسقط بمخالبه. هذا واقع الرئاسة اللبنانية التي تسلّمها ميشال عون، بالقوة والفرض والتعطيل والعرقلة من حزب الله، بعد خطوات سياسية غبية انتهجتها قيادات ١٤ آذار السابقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى