اكد وزير السياحة وليد نصار أنه “من ضمن خطتنا في وزارة السياحة، أهم نقطة هي اعتماد اللامركزية الإدارية السياحية، وأول شيء عبر افتتاح مكاتب جديدة للوزارة في القرى النائية والأرياف، لأننا على قناعة ان الاتجاه اليوم هو للريف اللبناني والقرى البعيدة عن المدن، لذلك اصدرنا تعميما في وزارة السياحة لكل أصحاب المباني الشاغرة الذين يرغبون الاستفادة من التمويل والشراكة مع القطاع الخاص لتحويل البيوت والمنازل إلى بيوت ضيافة واستصلاحها واستثمارها سياحيا، فالتوجه في العالم كله هو نحو هذا النوع من البيوت”.
كلام نصار جاء خلال إطلاق بلدية غلبون “منتدى غلبون للتنمية المستدامة”، وبرنامجها الانمائي والسياحي والبيئي والزراعي والمائي لهذا الصيف، خلال إطلاق حملة التشجير في قضاء جبيل التي دعت اليها جمعية “انسان للبيئة والتنمية HEAD” بالتعاون مع وزارة السياحة.
ونوه نصار في مستهل كلمته بالانجازات “التي حققها رئيس البلدية لاسيما في تجربة الشراكة بين القطاع العام والخاص”، واصفا اياها ب”النموذجية”. وقال: “الإنسان يحصد ما يزرعه، ونحن هنا اليوم في هذه المنطقة الخضراء ولبنان الأخضر نتيجة ما زرعه اجدادنا، ونحن نحصد هذا الزرع، لذلك علينا ان نزرع مثل اجدادنا ليحصد اولادنا واحفادنا من بعدنا، وليبقى لنا لبنان الاخضر”.
وأضاف: “ان السياحة البيئية والطبيعية هي من أبرز الأسباب التي تدفع بالسواح والأجانب ومنذ عقود طويلة وحتى اليوم، ليزوروا الأماكن السياحية الطبيعية والدينية ويتمتعوا بالمناخ، وإعادة تحريج الغابات وزرعها هي أحد السبل للحفاظ على ثرواتنا الطبيعية، لأنها تساهم بتحسين جودة المياه والهواء وتخلق موائل لمزيد من أنواع الحيوانات وتعزز التنوع البيولوجي. وبالتالي توفر إعادة التحريج فرصا ترفيهية وسياحية بيئية، وخصوصا للمجتمعات الريفية لتحسين دخلها وتدعيم اقتصادها المحلي. كما ان من أبرز الأسباب والمقومات التي تجعلنا نعزز اقتصادنا ونقله من ريعي الى منتج، هو التشجير والزرع ودعم القطاعين الزراعي والصناعي إلى جانب القطاع السياحي وقدرته على تنشيط الاقتصاد عبر إدخال العملة الصعبة للبلد”.
وتابع وزير السياحة: “وايمانا منا بالحفاظ على جبالنا وثرواتها الطبيعية وارثها الثقافي، اطلقنا الشهر الماضي استراتيجية السياحة المستدامة لجبال لبنان، ضمن مشروع “تحييد تدهور الاراضي للمناظر الطبيعية الجبلية في لبنان” المنفذ من قبل UNDP بالتعاون مع وزارة البيئة، واخترنا لهذه الاستراتيجية رؤية طموحة وهي أن يكون لبنان وجهة السياحة الجبلية الاكثر استدامة في الشرق الاوسط، وجهة تتميز بفرادة الخبرة السياحية مع بعد عالمي من ناحية الثقافة والتنوع الطبيعي، وتتمتع بهوية جذابة وديناميكية”.
وشدد على أنّ “دعم القطاع السياحي ضروري لأن ثروتنا هي بالطاقات الشابة وبالإغتراب اللبناني وطبعا بالسواح الأجانب، لذلك قررنا ان نطلق قريبا الرزمة السياحية الصيفية للـ2022 إلى جانب تحضيرنا لمهرجانات لبنان في بيروت والتي ستجمع بأسبوع كل المهرجانات الدولية بلبنان، وحصة جبيل كقضاء ومدينة، كبيرة بالتأكيد، حيث سنشهد أول مؤتمر سياحي من نوعه من 7 الى 9 نيسان بعنوان “رؤية لسياحة مستدامة لقضاء ومدينة جبيل”.
الى ذلك، تطرق نصار إلى آخر المستجدات السياسية، حيث اعتبر أن “طرح الميغاسنتر الذي أثاره في جلسة مجلس الوزراء هو طرح اصلاحي بامتياز، وهدفه تسهيل العملية الانتخابية على الناس وتشجيعهم على المشاركة بكثافة في هذا الاستحقاق الديمقراطي، إلا أن الجهات التي اتهمتنا بإثارته بهدف تطيير الانتخابات، هي نفسها الجهات التي رفضته ونسفته سعيا لتطيير الانتخابات، وأثبتنا كحكومة مجتمعة أننا لم نسمح بعرقلة الانتخابات بحجة الميغاسنتر، علما أنه يعطي فرصة لحوالي 600 ألف لبناني للانتخاب في اماكن سكنهم او على مقربة منها، وهؤلاء لا ينتمون إلى طائفة أو منطقة بل من كل الفئات اللبنانية، ونحن كوزراء مستقلين في حكومة “معا للانقاذ” نتبنى أي مشروع إصلاحي حقيقي أيا كانت الجهة السياسية التي تقف وراءه”.
وحول ملف الكهرباء، أشار إلى أن “الخطة موضوعة منذ العام 2010 وليست جديدة، وبمساعدة مختصين دوليين، وتعتمد على 4 معامل أساسية، ومن رفض سلعاتا فعليا وقبل بتسمية منطقة وسطية في الشمال، نيته واضحة وهي العرقلة لا غير، فهم لا يريدون اصلاحات حقيقية ولا يهتمون لمعاناة اللبنانيين وما وصلوا إليه خصوصا في أزمة الكهرباء، بالإضافة إلى ذلك نحن نطالب باستمرار بضرورة إنشاء وزارة تخطيط بدلا من الوزارات التي لا دور لها إلا الهدر، وإقفالها بات حاجة إصلاحية إلى جانب الصناديق والمجالس والهيئات التي يجب أن تقفل أيضا”.
كما تحدث نصار عن سعيه مع وزارة الأشغال العامة والنقل للعمل على “إنشاء مطار آخر إلى جانب مطار بيروت الدولي، كما العمل على توسعة مطار بيروت، بالإضافة إلى ضرورة إنشاء محطة جديدة ومنفصلة في حرم المطار تشجيعا للراغبين بالقدوم والذين يحجزون تذاكر سفر ورحلات طيران بأسعار مخفضة عبر الشركات المختصة”.
ولفت الى أنّ لبنان “أصبح عضوا في مجلس أوروبا للمسارات الثقافية والسياحية الذي يتضمن 4 مسارات وطرق وهي: المسار الأموي والمسار الفينيقي وطريق النبيذ وطريق شجرة الزيتون، والذي سيساهم بشكل مباشر في دعم الإنتاج المحلي وتنشيط العجلة الاقتصادية للمزارعين وللقرى والبلدات الريفية وتنشيط السياحة الريفية والبيئية في لبنان”.
وختم نصار آملا “ان نحصد زرعنا في وطن افضل لاولادنا واحفادنا، ونظهر صورا جميلة عن بلدنا الذي نحب ونفتخر به كأجمل بلد في العالم رغم الظروف الصعبة التي نعيشها في هذه الايام”.