اعتبر رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، أن “الاستحقاق الانتخابي ليس مجرد تنافس بين مرشحين على مسائل تفصيلية، بل هو على الخيارات السياسية”، وقال: “إن خصومتنا في الانتخابات هي ضد المرشحين الذين يحملون خيارات معادية للمقاومة ويحملون النزعة العنصرية نفسها التي لدى العدو الإسرائيلي ويأملون بالتطبيع معه. وما يعنينا في الاستحقاق الانتخابي أن ننتصر للخط الذي يحفظ المقاومة ويحمي البلد ويؤمن مصالح الناس في وجه من يريد ببلدنا شرا”.
وأضاف رعد خلال احتفال أقيم في حارة صيدا، لمناسبة ذكرى ولادة الامام المهدي أن “بعض التحالفات الانتخابية للمقاومة يتم التفاهم بشأنها من أجل مصلحة الناس، وطبيعة قانون الانتخاب الحالي يفرض تحالفات محددة ويلزمنا بانتخاب اللائحة، ونحن حريصون على أن نتمتع بالمرونة لنفوز وحلفاؤنا في الاستحقاق السياسي المقبل، وأن نتنبه في المقابل للكمائن التي تحاول الإيقاع بيننا وبين الحلفاء، تحت عناوين وشعارات يراد بها باطل”.
وتابع: “حزب الله دخل الندوة البرلمانية منذ العام 1992 بعد الطائف ولم يشارك في الحكومة إلا بداية من العام 2005 على أساس خدمة الناس، لم يوافق على أي من الموازنات باستثناء واحدة اشترطنا فيها تحقيق مطلب الناس، فكان التجاوب على أساسه. ان المعاناة التي تتكبدها كتلة الوفاء للمقاومة في وجهها عوائق، بعضها قانوني يمنع أحيانا منفعة قرية أو بلدة أو مدينة، ما يضطرها السعي إلى دراسة تلك القوانين وإجراء تعديلات عليها والتقدم باقتراح قانون لتعديلها أمام المجلس النيابي لتصبح نافذة. وخلال هذه الدورة وسنتين من الدورة التي سبقت قدمت كتلة الوفاء للمقاومة مع كتل أخرى 66 اقتراح قانون من بينهم 23 قانونا للكتلة وحدها، وهذه المبادرات أحيانا لا يعرفها الناس ولا يشعرون بها، ونحن إذ نقوم بذلك إنما انطلاقا من واجبنا دون أي منة أو مقابل، لأن هذه تربيتنا وثقافتنا ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها”.
وشدد على “ضرورة التمسك بسلاح المقاومة من أجل حماية لبنان ولما فيه مصلحة وطنية وحفظ مستقبل أجيالنا المقبلة، وهو الطريق الوحيد لحفظ سيادتنا، والسلاح وحده هو الكفيل بذلك، لأن التجربة علمتنا أن العدو الإسرائيلي لا يؤمن جانبه”، وقال: “إن معادلة الشعب والجيش والمقاومة تمكنت من حبس الإسرائيلي، فمنذ العام 2006 لم تتجرأ إسرائيل على شن أي عدوان، ليس لأن العدو لديه أخلاق أو أنه يلتزم مواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي، بل لأن ايدينا على الزناد ولدينا جهوزية عالية وصواريخ دقيقة ونقطوية، تصيب أي نقطة في الكيان وهذا ما يردع العدو”.
وندد ب”الذين يرفعون شعارات الإحتلال الإيراني”، وسأل: “هل ابداء ايران عرضها المجاني لبناء محطة كهرباء أو بناء معمل لإنتاج الطاقة الكهربائية في ستة أشهر يوفر 24 على 24 ساعة تغذية هو احتلال؟ ورغم ذلك ترفض الدولة تلك العروض حتى لا يغضب الأميركي. أين هو هذا الاحتلال؟ هم بطبيعة الأمر لا يقصدون وجود عسكر ودبابات، بل أن أصحاب النوايا السيئة يقصدونكم أنتم ليس حزب الله فحسب بل شعب المقاومة وبيئتها، إذ يعتبرونكم جالية إيرانية لمجرد أن ايران تدعمكم، وقريبا لن يعترفوا بكم كلبنانيين، وهذا أخطر ما يمكن توقعه من شركائنا في الوطن الذين أصبحوا أساتذة في التنظير للعروبة وللجامعة العربية وللبنان البلد العربي الهوية والانتماء، بعد أن كان الدعاة انفسهم في العام 1982 يعتبرون أي عربي هو أجنبي، وأتوا بالإسرائيلي ضد هذا الأجنبي”.
أضاف: “القصة معكم بدأت منذ انتصاركم أنتم وأعني أهل المقاومة وشعبها الذين صمدوا في وجه الاحتلال والاعتداء الإسرائيلي وتمرسوا على إرادة المقاومة والمواجهة والصمود وتحدي العدوان ومن يدعمه من قوى إقليمية ودولية، ولأنكم غيرتم المعادلة في كل المنطقة وفرضتم خيارا جديدا كانت المنطقة بأسرها تتجهه نحو خيار آخر معاكس تماما، وكان كثيرون من حكام المنطقة وممن لويت اذرعهم من قوى سياسية يريدون أن يتعايشوا مع خيار التطبيع مع العدو والاعتراف به والتساكن معه وصولا إلى عقد الصلح، لقد عملتم على كسر هذا الإيقاع، بانتصاراتكم في ال2000 وال2006 وفي كل المواجهات التي تلت مع العدو الصهيوني والتكفيري، وهم يستمرون في جعلكم في مرمى سهامهم ويكيدون لكم المكائد ويحاولون اسقاطكم بمختلف الأساليب”.
وتابع: “فشل التركيبة الطائفية للنظام السياسي في لبنان، والقائمة على المحاصصة وفق قاعدة ستة وستة مكرر، ليصبح أي مشروع كلفته ستة أضعاف موزعة على الطوائف، ولتصبح كل مؤسسات وإدارات الدولة محكومة وفق هذا العنوان، وبالتالي تصبح المساءلة والمحاسبة عسيرة نظرا للخطوط الحمر الطائفية. وإن زميلنا النائب حسن فضل الله كشف في الأمس عن تسعة ملفات فساد يمكنها أن تهد بلدا بأكمله نائمة في الأدراج ولا أحد يستطيع أن يحاسب، لكن سيصبح بالإمكان للمؤتمن الذي هو على قدر كبير من الاستقامة وبالتعاون مع أمثاله أن يفعلوا ذلك في المستقبل”.
واتهم أميركا ب”التحكم في موضوع الغاز والنفط في لبنان، سياسيا وتقنيا عبر الضغط على لبنان بضرورة التفاهم مع الإسرائيلي من فوق الطاولة، وإذا لم يفعل، فعن طريق الغاز من تحت الماء، وهذه هي مهمة الوسيط الأميركي، الذي يريد افتعال مشكلة في حقول الغاز الخاصة بنا عن طريق الإسرائيلي حتى نحتك به، فينذر الأمر بوقوع حرب، وحتى لا تقع هذه الحرب يجب أن تتفاهموا مع العدو على أن نرعى هذا التفاهم ونصل إلى التطبيع وتكون العلاقات جيدة وحصتكم محفوظة وهذا ما يحاول أن يفعله الأميركي”.
وحمل الإدارة الأميركية “مسؤولية الحرب في أوكرانيا من خلال تحريض الاخيرة على طلب دخولها في الناتو وعسكرتها بالسلاح في وقت سابق للحرب، عندما اندلعت أزمة إقليم دونباس، وبالتالي ممارسة اسفزازات ضد روسيا التي خشيت على أمنها القومي وتمدد الناتو إلى حدودها”، مذكرا بأن “اميركا معروفة بأنها تبيع وتشتري في الأزمات التي تفتعلها ولا يوجد لديها أصدقاء، فهي تتركهم لمصيرهم إذا اقتضت مصلحتها ذلك، والدليل ما جرى في أفغانستان وقبلها في فيتنام واليوم في أوكرانيا”. وختم رعد معتبرا أن “أكثر المتضررين من الحرب الدائرة هم الشعب الاوكراني وبقية اوروبا والتي تلعب اميركا بمصيرهم”.