ميقاتي
وقد أدلى الرئيس ميقاتي بكلمة شدد فيها على أن "استراتيجية الطاقة المستدامة للقطاع الصحي في لبنان تشكل حاجة ماسة في ضوء الواقع المالي الدقيق جدا الذي يعيشه القطاع بشقيه الرسمي والخاص، والذي ترك انعكاسات سلبية لا بد من مواجهتها بكل الوسائل." أضاف أن "هذا المشروع الذي نحن بصدده يلبي حاجة المستشفيات الحكومية ويخفف كلفة الفاتورة الصحية التي تتكبدها الدولة على القطاع".
وقال: "وللمصادفة يأتي لقاؤنا اليوم يأتي قبيل انعقاد جلسة لمجلس الوزراء وجهنا اليها الدعوة بالدرجة الاولى لحل مشكلة اساسية تتناول القطاع الاستشفائي بعدما ابلغتنا المستشفيات الخاصة اضطرارها الى التوقف عن استقبال المرضى في حال لم تصرف مستحقاتها عن الخدمات المقدمة للمرضى وضع مرسوم لتحديد سقوف المستشفيات،حتى نتمكن من تطبيق الزيادات التي تمّت على التعرفات. كنت اتمنى لو يشارك جميع الوزراء في هذه الجلسة وابعاد هذا الموضوع عن الحسابات السياسية الشخصية او الفئوية ، فصحة الناس تعلو على اي اعتبارات او التزامات. ونحن كنا ولا نزال حريصين على ابعاد العمل الحكومي عن التجاذبات وعدم اثارة اية مشاعر او هواجس ليس اوانها ولم تكن يوما قائمة في عملنا."
وتابع: " إننا نولي هذا القطاع الاهمية القصوى للحفاظ عليه وعلى دور لبنان الاستشفائي وعلى صحة اللبنانيين والمقيمين في لبنان ، بعدما خسرنا في الفترة الماضية الكثير من الطاقات الطبية والتمريضية بسبب الهجرة المؤقتة او النهائية. دورنا الأساسي ان نحافظ على صمود هذا القطاع ورفده بكل المقومات التي تبقيه نابضا وفاعلا ومتطورا باحدث التقنيات والكوادر". وتوجه الرئيس ميقاتي بالشكر إلى "كل من يمد يد المساعدة في انجاح هذه الاستراتيجية وبشكل خاص برنامج الامم المتحدة الانمائي ومنظمة الصحة العالمية والدولة الالمانية".
وختم قائلا: "أعاننا الله على تمرير هذه المرحلة الصعبة والانطلاق بالوطن نحو مسيرة التعافي والنهوض وهي باذن الله ستكون قريبة اذا تشابكت الارادات اللبنانية كلها بدعم اصدقائنا واشقائنا. معا ننطلق بغد مشرق وصحة مستدامة وطاقة متجددة".
الأبيض
وفي كلمته، لفت الوزير الأبيض إلى أن إطلاق استراتيجية الطاقة المستدامة ومشروع الطاقة الشمسية من أجل الصحة يسلطان الضوء على مسائل أساسية ترتبط أولا بالخدمات العامة التي تشكل أساس مهمات الحكومات وتعطي الدول شرعيتها. وقال: "أي حكومة أو أي جزء من الحكومة لا يسعى لتأمين الخدمات للشعب أو لا يشارك بفعالية في ذلك يسهم في فشل الدولة". وتابع وزير الصحة العامة مؤكدا أن تأمين الخدمات الصحية لا يرتبط فقط بوزارة الصحة العامة وأجهزتها وقد أظهر انتشار وباء الكوليرا أن تأمين سلامة المجتمع يتطلب مشاركة القطاعات كافة بدءًا من شبكات البنى التحتية التي ساهم اهتراؤها في تمدد الوباء إلى مختلف أوجه الوضع الإقتصادي والزراعي والاجتماعي والتربوي.
ولفت الأبيض إلى أن السياسات التي تكتفي بمعالجة الأزمات الآنية ليست فعالة على المدى المتوسط والبعيد. بل إن الموارد الضئيلة التي نمتلكها تحتم ضرورة اعتماد استراتيجيات على المدى البعيد. والإستراتيجية التي نحن بصددها اليوم حول الطاقة المستدامة ليست فقط فرصة للقطاع الصحي بل يمكن أن تشكل نموذجًا يمكن اتباعه في قطاعات أخرى.
وتابع وزير الصحة العامة مؤكدًا أن "ليس من إستدامة من دون مساءلة"، ومعلنًا عن إطلاق وزارة الصحة العامة مشروعًا للرقابة ممولا من الوزارة لمراقبة أعمال تنفيذ مشروع "الطاقة الشمسية من أجل الصحة" ووضع تقرير دوري ستتم مشاركته مع مجتمع المانحين، وذلك انطلاقا من ضرورة اعتماد المساءلة لتأمين التنفيذ الجيد لهذا المشروع الذي يقدم للمستشفيات الحكومية دعمًا فائق الأهمية يشكل دعامة لحصولها على طاقة مستدامة.
وختم الأبيض قائلا: "إن لبنان يمر في أزمة معقدة وسط عالم يشهد بدوره أزمات كبيرة، ما يحتّم علينا الإستفادة من الفرص المتاحة". وشكر المجتمع الدولي الذي يساعد لبنان ولا سيما ألمانيا من خلال البنك الألماني للتنمية وقطر واليابان وكلا من UNDP وWHO وغيرها من المنظمات الدولية للإهتمام بدعم القطاع الصحي آملا استمرار العمل في المستقبل للإتيان بحلول للقطاع الإستشفائي الخاص وضمان خدمات الرعاية لكل اللبنانيين والمقيمين.
هونستين
وفي كلمتها قالت هونستين "إن الرعاية الصحية ليست ترفًا بل هي حق من حقوق الإنسان وعلينا جميعًا أن نحرص على بقائها متاحة للجميع. فعندما ترتفع تكاليف التشغيل، ترتفع تكلفة الرعاية الصحية ما يجعل من الصعب على الناس الحصول على خدمات الرعاية". وتابعت "أن ضمان حصول المرافق الصحية على كهرباء موثوقة ينقذ الأرواح، وقد أصبح التقريب بين الحكومات وقطاعات الصحة والطاقة والتنمية من أجل تطوير الحلول أكثر إلحاحًا الآن، خلال واحدة من أخطر الأزمات الإقتصادية في التاريخ الحديث". وأوضحت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة في لبنان أنه بدعم مالي من ألمانيا من خلال البنك الألماني للتنمية، أطلق في العام 2020 برنامج "الطاقة الشمسية من أجل الصحة" لدعم المستشفيات الحكومية المخصصة لعلاج مرضى كوفيد -19، ولكن سرعان ما تحول ذلك إلى حل مستدام للطاقة للتخفيف من تأثير الأزمة في لبنان.
ودعت جميع ممثلي المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية إلى أخذ المثال من العمل الذي تم إنجازه في هذا المشروع. وأملت أن تكون هذه نقطة انطلاق لمسار يتكرر في العديد من القطاعات الأخرى، مؤكدة إلتزام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دعم لبنان في هذا المجال.
كما كانت كلمات للسفير الألماني ومديرة البنك الألماني للتنمية في بيروت وممثلة مكتب منظمة الصحة العالمية.