مع ارتفاع الأسعار.. المونة الشتوية "ع قدّ الحال"

مع ارتفاع الأسعار.. المونة الشتوية "ع قدّ الحال"
مع ارتفاع الأسعار.. المونة الشتوية "ع قدّ الحال"

كتبت "نداء الوطن": على مدى أيام متواصلة وبحركة لا تهدأ، تبدأ النساء في البقاع بالتحضير للمونة الشتوية كأنّهنّ في سباقٍ مع الزمن قبل أن ينتهي موسم الأصناف، فالحكاية طويلة والتحضيرات والكمّيات تختلف بحسب عدد أفراد العائلة، ومع نضوج المواسم الزراعية، تكرُّ سبحة المونة فتعمل النسوة على أكثر من جبهة. البداية مع «الكشك» الذي تشتهر به المنطقة ويبدأ موسم تحضيره منذ أيار، وهو يحتاج إلى حليب وبرغل وجهد متواصل ليل نهار على مدى أسبوع ليكتمل نضوجه قبل حمله إلى المطحنة ثم تجفيفه تحت أشعة الشمس ليومين قبل توضيبه في جرار الفخار المخصّصة.


ومنه تنتقل النسوة إلى الكبيس على اختلاف أنواعه وصناعة ربّ البندورة وغيرها من أصناف الخضار والحشائش اليابسة التي تكون طبقاً رئيسياً خلال الشتاء، فضلاً عن أنواع المربيات من التين والمشمش وكل ما وقعت عليه أياديهن من فواكه يمكن الإستفادة منها في صناعة المربى.

ومع بداية شهر أيلول يأتي موسم المكدوس المُعدّ من الباذنجان والجوز والفليفلة. وبعد استكمال إجراءات السلق والتحضير، يُكبس في الزيت. وتوضع الأواني الزجاجية إلى جانب أخواتها على الرفوف المخصّصة، وما بين كل تلك الأنواع والأصناف تأتي «القاورما» في طليعة الأصناف فهي باهظة نسبياً كونها من لحم الخروف، وهي تطهى بطريقة خاصة مع كميات معينة من الملح وتستخدم في الكثير من المأكولات وخصوصاً في القرى والمناطق الجبلية التي تنقطع عن المدينة ويصعب على سكانها شراء اللحم الطازج كل يوم. ولكن مع ارتفاع الأسعار وكلفة المواد الأولية المستخدمة في المونة، تراجع عدد كبير من العائلات عن تحضيرها هذا العام، فيما قامت عائلات أخرى بتخفيف الكميات واقتصارها على الأصناف الضرورية من الحبوب والكشك والمكدوس، وحُرمت عائلات أخرى من المونة الشتوية واستغنت عنها لعدم قدرتها على تأمين المبالغ المطلوبة، رغم معرفتها بأنها تساعدها على مواجهة جوع الشتاء وفي غياب المال، لكنها ارتضت بالمثل القائل: «العين بصيرة واليد قصيرة».

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى منخفض جويّ متمركز فوق اليونان... هذا موعد وصوله إلى لبنان