البطريرك يجدد تحديد هوية لبنان الكبير ويعترف: اللبنانيون تحولوا الى متسولين

البطريرك يجدد تحديد هوية لبنان الكبير ويعترف: اللبنانيون تحولوا الى متسولين
البطريرك يجدد تحديد هوية لبنان الكبير ويعترف: اللبنانيون تحولوا الى متسولين

"حيث يكون الراعي تكون الرعية وحيث تكون البطريركية المارونية يكون لبنان"، مقولة لطالما تردد صداها بين اللبنانيين في مختلف المراحل التاريخية التي مرّ فيها لبنان، لاسيما في المراحل العصيبة او تلك التي يمكن وصفها بالدقيقة والصعبة والتي فيها تطرح علامات الاستفهام حول الكيان والوجود.

وهذا ما يمكن وضعه في السياق الطبيعي لمجريات الأمور، اذ ان البطاركة الموارنة منذ ما قبل تأسيس لبنان الكبير، لعبوا دورا محوريا في الحياة الوطنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.
كما ان الشخصيات المارونية التي تركت أثرا بارزا في الحياة العامة، كانت بمعظمها من الملتزمين دينيا ومن المقتنعين بالثوابت المارونية التي تدعو الى التعلّق بالأرض والثبات فيها في ظل الانفتاح على كل المكونات دون اي استثناء.

وفي هذا الاطار، قد يكون من المفيد استرجاع حادثة رهن صليب الذهب الخاص بالبطريرك الماروني، التي قام بها المثلث الرحمة البطريرك أنطون عريضة، الذي لقب في ما بعد براعي "الميثاق الوطني" الذي تم الاتفاق عليه بين الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح.
كما انه لا بد من استرجاع بطولات يوسف بك كرم، الذي انطلق من مارونيته وانتمائه الديني للدفاع عن الارض والهوية والوطن.

وعلى شاكلة حادثة البطريرك وأخبار كرم، هناك مئات الروايات عن رجال دين ومواطنين من الدروز والسنة والشيعة ومختلف المذاهب المسيحية والمسلمة ممن لعبوا دورا محوريا وأساسيا في الحفاظ على لبنان.

وفي هذا السياق، يبدو موضوع الحفاظ على لبنان بشكله الحالي وبصيغته المتعارف عليها، محط جدل جديّ وأكيد، وهذا ما اكدته بعض النقاط التي أثارها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي خلال رسالة الميلاد التي وجهها الى اللبنانيين لهذه السنة والتي حملت عنوان "والرجاء الصالح لبني البشر".
فقول الراعي ان " الّذين يَرفضون نظامَ لبنان وهُويّتَه وخصوصيّتَه، لم يُقدِّموا أيَّ مشروعٍ دُستوريٍّ يَكشف عمّا يريدون. والتسريباتُ المتناقِلةُ عن مشروعِهم لا تُناسِبُ أيَّ مكوّنٍ لبناني سوى أصحابِ المصالح الخاصّة، وليست بالتأكيد أفضلَ من لبنانَ القائم"، لا يمكن التغاضي عنه او اعتباره كلام يمكن ان يمرّ مرور الكرام.

فعبر هذا الكلام، يعبّر البطريرك الماروني عن قلقه على النظام وشكله الحاليّ، وهذا ما كانت قد رددته في أكثر من مناسبة بعض القوى السياسية من مختلف الطوائف والمذاهب التي لا تسعى الى الشعبوية او الى مخاطبة غرائز المواطنين، معتبرة ان العلة هي في التعاطي مع النظام لا النظام بحدّ ذاته.
كما بدا لافتا في رسالة الراعي تذكيره بالدور الذي لعبته البطريركية المارونية لانتزاع لبنان الكبير في الوقت الذي فشلت مجموعات كثيرة من الحصول على مرادها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وانطلاقا من هذا الكلام دعا الراعي المسؤولين في لبنان وذكرهم بضرورة تقدير هذه الخطوة باعتبارها نوعية ومميزة، كما ردد على مسامعهم رفضه لمقولة الأقليات والأكثريات في لبنان.

ومن خلال هذا الكلام، ظهر الراعي كمن يعيد تحديد هوية لبنان المؤلف من جماعات عديدة تعيش بعيدا عن مبدأ الغالب والمغلوب.
كما أراد البطريرك انطلاقا من هذا الكلام، ان يشير للدور الوطني الذي تقوم به البطريركية المارونية كمرجعية روحية ووطنية بشكل متساوٍ.
وخلال الرسالة الميلادية، بدت بكركي ولوهلة اولى مضطرة للدخول في تفاصيل الحياة اليومية المرتبطة بالوطن والمواطن، على الرغم من انها غالبا ما كانت تتوقف عند الخطوط العريضة والعامة.

وفي هذا الاطار، عدّد الراعيي مشاكل المواطن المرتبطة بـ"الدولار" وبالسعي لتأمين الحاجيات اليومية معتبرا ان "الشعب يَتسوّلُ الخبزَ والغذاءَ والدواءَ والكهرباءَ والمياهَ والغازَ والمحروقاتِ وفرصَ العملِ والأجورَ والتعويضات...".

وقد يكون هذا التفصيل هو أكثر ما يعني المواطن اللبناني في هذه الأيام العصيبة، ففي زمن الميلاد بدت موائد اللبنانيين فارغة ومواقدهم باردة ورسائل أطفالهم الى "بابا نويل" فيها بحث عن لقمة طعام تسد جوعهم وعوزهم.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها