هذا ما يريد أن يصدّقه اللبنانيون في سنة 2023

هذا ما يريد أن يصدّقه اللبنانيون في سنة 2023
هذا ما يريد أن يصدّقه اللبنانيون في سنة 2023
على رغم الغيوم السوداء، التي تخيم فوق سمائنا، نريد أن نصدّق أن الفرج آت حتى ولو تأخّر قليلًا. المهمّ ألا يتأخر كثيرًا. فطاقة قدرة اللبنانيين على الاحتمال بدأت تنوص، لأن ما تحمّلوه، ولا يزالون يتحمّلونه، لم يتحمّله شعب آخر على مدى سنوات متواصلة، خصوصًا أن الأزمات الكثيرة والمتراكمة الواحدة فوق الأخرى لا تزال تتوالد، إذ لا يخلو يوم واحد، ومع كل إشراقة شمس، من مشكلة جديدة. فلا يكاد اللبناني ينسى مشكلته القديمة، أو بالأحرى يعتاد عليها، حتى تطلع في وجهه مشكلة جديدة تضاهي في مآسيها المشاكل القديمة. وهكذا دواليك حتى أن الأيام المتتالية تصبح متشابهة إلى الحدّ، الذي يتعطّل فيه الخيال، وتموت معها الأحلام والآمال.  

وعلى رغم كل هذا يريد اللبنانيون أن يصدّقوا أن الأيام المقبلة ستكون أفضل من سابقاتها، وأن ثمة نورًا في آخر النفق المظلم، وأن فجرًا جديدًا سينبلج من وراء الأكمات، وبعد ظلمات الليل الطويل.  
نريد أن نصدّق ما يصدّقه الجميع، ونريد أن نتفاءل مع المتفائلين، وأن نستعدّ لسنة جديدة نأمل أن تكون أقّل سوءًا من سابقاتها من سنوات لم يعرف لبنان مثيلًا لها من حيث عجافتها وقحطها ومحلها ومرّها.   
بصدق نريد أن نصدّق أنه سيكون للبنان مع بداية السنة الجديدة أو في ربعها الأول رئيس جديد يحمل معه الأمل لجميع اللبنانيين، الذين أصبحوا على شفى الاستعداد التام للتعلق بحبال الهواء ظنًّا منهم بأنها ستنجّيهم من الغرق.  
إلى هذا المستوى من درجات اليأس السفلى وصلت حال اللبنانيين، الذين باتوا مهيأين لتقبّل أي رئيس يعتقدون أنه قد يحمل معه مشروع حل ما، ومن دون أن يجادلوا كثيرًا في المواصفات المطلوبة.  
فجلّ ما يريدونه هو أن تنتهي حال الفراغ، التي لم تعد تقتصر على مقام رئاسة الجمهورية، بل تخطّتها بكثير، لتطال بتداعياتها كل ما له علاقة بحياتهم المعيشية، بدءًا بالرغيف وصولًا إلى حبّة الدواء.  
نريد أن نصدّق بصدق أننا نكاد نصل إلى رأس قمة نهاية التعاسات. وهل كثير علينا أن نحلم بغد مشرق؟ صحيح أنهم سرقوا منّا جنى العمر، ولكننا لن ندعهم يسرقون من أطفالنا أحلامهم، وحقّهم في أن يعيشوا في وطن يشبه كل الأوطان، التي يسعى المسؤولون فيها وعنها إلى تحسين ظروف معيشة مواطنيهم، وليس كما هي الحال عندنا في وطن مشّلع ومشتت ومخّلع ومفكّك.  
في هذه الفترة، التي تلي فرحة عيد الميلاد المجيد، وقبل أن تطوي سنة 2022 آخر أيامها، وقبل أن تطل علينا سنة جديدة لا نعرف ماذا تخبئ لنا من مفاجآت، ما نطلبه ممن لا يزالون يعتقدون أنهم مسؤولون عن شعبهم أن يتركونا نصدّق ما نريده أن يصبح حقيقة. أتركونا نصدّق أنه سيكون للبنان رئيس ينتظم معه عمل السلطات الأخرى، التنفيذية منها والتشريعية، القضائية والعسكرية والإدارية.
اتركونا نصدّق أنه سيكون لنا وطن يحسدنا عليه الآخرون، ويتمنون أن يكون لهم فيه مرقد عنزة.  

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

التالى بري: “الحكي ببلاش”… والجلسة في موعدها