أضاف: “من هذه الزاوية أقول إنه إذا بنينا طابقا ذكيا في بناء غبي لا نكون قد انجزنا شيئا لأنه يجب ان نبني بناء ذكيا من الاساس الى السطح. فاذا كان طابقا ذكيا في بناية غبية يعني مثل فريق ذكي ومجتمع ليس ذكيا. ان العمل الجماعي هو العمل الأساسي الذي ينجح الكل، فاذا نجح واحد وفشل الكل، يعني ان هذا الواحد سيذهب الى التوحد وليس للنجاح مع الكل، خصوصا مع العالم الذكي الذي يقدمونه لنا، وبهذه الطريقة لا نزيد العمل الجماعي بل نعزز الفردية اكثر فأكثر، لان كل فرد منا غارق في الهاتف الخلوي الخاص به، ورأسه باتجاه الأسفل، وحسب آخر دراسة اجريناها في وزارة الاعلام عن “الانتخابات النيابية وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الرأي العام”، أحصينا رقما ملفتا هو ان 76% من اللبنانيين من جميع الاختصاصات تتراوح أعمارهم بين 20 و40 سنة يمضون 6 ساعات يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي او على الخليوي، كيف لهذه العمارة ان تشيد ورؤوسنا في الأرض؟ ما اطلبه مسألة بسيطة هي تخصيص قليل من الوقت من يومكم وأنتم علماء لبنان في عالم الميكانيك والهندسة في النظر الى فوق لأنكم تساعدون الكثيرين في النظر الى الأعلى”.
وختم: “قال ميخائيل نعيمة: “لستم بحاجة الى هياكل تصلون فيها فمن لم يجد في قلبه هيكلا لن يجد قلبه في أي هيكل”. وانا في ختام كلمتي أدعوكم الى عمارة ذكية من اجل ان يكون هناك قلب طاهر يسكن هذه العمارة ووطن ذكي له قيم ومبادئ لا يتخلى عنها ويكافح من اجلها يحارب الفاسدين والمفاسد لقيام وطن حقيقي لكم ولأبنائكم ولاجدادنا ولكرامة اجدادنا الذين منذ 5 آلاف سنة واكثر اسسوا هذه البقعة الجغرافية الرسولية في هذا العالم. الرسالة التي يقوم عليها اركان هذه العمارة الذكية التي تعلمون عليها اليوم تعود الى جذورها الضاربة في التاريخ لا يمكن ان يتخلى عنها مهما كان الثمن”.