يجيب بري: “اني تنازلت مرّة عن مقعد من أجل توزير فيصل كرامي، ومرّة أخرى عن حقيبة هي “الاشغال” من أجل إنصاف تيار “المردة”، ولم يكن لديّ أي مشكلة في هذا الصدد، لأنني اعتبر أننا في صف واحد مع حلفائنا، وأكرّر، انّه حتى خلال مفاوضات تشكيل الحكومة المقبلة تنازلنا، انا و”حزب الله”، عندما قبلنا بنيل ستة مقاعد وزارية فيما نحن نشكّل معاً أكبر تكتل في لبنان كون كتلتي “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” تضمان مجتمعَتين 30 نائباً، وقد سبق ان تفاهمت مع السيد حسن نصرالله على ان نساهم في تسهيل تأليف الحكومة وأن لا نرفع سقف مطالبنا على رغم من انّ ذلك هو حق لنا”. ويضيف: “من المفارقات على سبيل المثال، انّ كتلة “القوات اللبنانية” التي تضمّ 15 نائباً حصلت على أربعة وزراء، بينما كتلتنا المكوّنة من 17 نائباً نالت ثلاثة وزراء فقط، فأين المعيار الواحد هنا؟ ومع ذلك لم نتسبب بمشكلة ولم نطلب حصة أكبر تتناسب مع حجمنا النيابي، وعلى الآخرين الآن إبداء مرونة في التعاطي مع حق “اللقاء التشاوري” في الحصول على وزير لنتوقف عن الدوران في هذه الدوامة”.
ولا يلبث بري ان يعرّج على اجتماعه مع رئيس مجلس النواب البلجيكي، قائلا بابتسامة: “من المعروف انّ تشكيل الحكومات في بلجيكا يستغرق وقتاً طويلاً لامس أحياناً حدود الـ600 يوم، وكان يمكن للبنانيين ان يأخذوا العبرة من هذه التجربة، لكن يبدو أننا نصرّ دائماً على ان نتعلم من كيسنا، بعد ان نكون قد دفعنا ثمناً غالياً”.
ويتمدّد النقاش مع بري الى خارج الحدود، على وقع التظاهرات الصاخبة في فرنسا، فيما كان الوزير علي حسن خليل يعرض صوراً حيّة عن مظاهر الفوضى والتخريب التي رافقت الاحتجاجات في باريس. يتمعن بري في الصور، ويعلّق قائلاً: “أرجأنا زيارتنا الى هناك في انتظار ان نعالج وضعنا، فإذا بفرنسا عالقة في أزمة تنتظر من يعالجها”. ثم يضيف ضاحكاً: “عَجَبك.. وصلت التظاهرات والفوضى الى “شارع بري” المتفرع من الشانزليزيه!”.
وما لبث أحد الموجودين ان عرض صورة على هاتفه الخلوي للرئيس سعد الحريري وهو يقف امام يافطة في أحد شوارع باريس، مشيراً اليها بإصبعه، وقد كُتب عليها بالفرنسية: “شارع بري”. وأُرفقت اللقطة بتعليق افتراضي نُسب للحريري، وفيه: “لاحقني الرئيس بري لهون”.
وانطلاقاً من الحدث الفرنسي، إستعاد رئيس المجلس بعض المحطات التي كان شاهداً عليها خلال دراسته الجامعية في باريس، ومنها التظاهرات الطالبية في تلك المرحلة. ويروي بري كيف انّه عاد الى بيروت بقطعة حجرية من آثار الاحتجاجات، وضعها في مكتبه للمحاماة الى جانب تمثال رمزي لمحام ومجموعة قصص كتبها وحازت على جائزة، ليُفاجأ بأنها سُرقت جميعها أثناء احدى المعارك في العاصمة.
لاحقاً، وخلال تمثيل بري حركة “أمل” في الاجتماعات مع الحركة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية، توجّه الى الحاضرين ممازحاً: “أعيدوا لي المسروقات، شو بدكن فيهن”..